أكبر خسارة للمنتخب البرازيلي في تاريخ مشاراكاته في المونديال
تلقى المنتخب البرازيلي أكبر هزامئه في تاريخ المونديال بالخسارة بسبعة أهداف لهدف أمام العملاق الألماني، مساء الثلاثاء، في مباراة الدور نصف النهائي من كأس العالم 2014، وكانت المرة الوحيدة التي تلقت فيها البرازيل أهداف كبيرة في مونديال 1938، حينما استقبلت شباكها خمسة أهداف أمام بولندا في المباراة التي فاز فيها السامبا بستة اهداف مقابل خمسة.
وبهذا الفوز التاريخي العريض للمانشافت، فسيخوض نهائي كأس العالم للمرة الأولى لها منذ 2002 عندما خسرت 2-صفر أمام المنتخب البرازيلي، وللمرة الثامنة في تاريخ مشاركتها بنهائيات كأس العالم على مر التاريخ، لمواجهة الفائز من مباراة الأرجنتين وهولندا.
لقد تلقت البرازيل خسارة هي الأقسى لها في تاريخها وبسباعية وأمام من ؟؟ أمام الألمان الذين اعتادوا التفوق عليهم وآخرها في نهائي كأس العالم عام 2002 …اليوم قالت ألمانيا بصوت عال أن التاريخ معها لا يعني شيئاً على الإطلاق وأنها قادرة على كسر أي عقدة والوقت قد حان لقطف اللقب الذي أينع ، مباراة اليوم حفلت بالعديد من اللقطات والدروس التكتيكية التي نلخصها لكم فيما يلي :
اندفاع مجنون من البرازيل : رغم أن سكولاري بدأ بخطته المعتادة 4-2-3-1 وهو المدرب الذي يلعب بانضباط ويدافع عادة إلا أنه خالف كل التوقعات بإدخال بيرنارد والاندفاع بجنون نحو الأمام بأكبر عدد من اللاعبين منذ اللحظة الأولى ، وكان غريباً أن نرى كلاً من فيرناندينيو ولويس غوستافو ومارسيلو ومايكون معاً يساندون الهجوم ، فنكشف الدفاع وضرب بهدفين خاطفين سريعين ومن بعدها جاء الخروج الذهني والانهيار .
هل هناك أفضل من الألمان لاستغلال هكذا أخطاء : الألمان لم يخترعوا بل على العكس عادوا لأسلوبهم الكلاسيكي حيث لعبوا بخطة 4-2-3-1 بدلاً من خطة 4-6-0 برأس حربة واضح هو ميروسلاف كلوزة بهدف استغلال الاندفاع البرازيلي المتوقع والانطلاق نحو الأمام بالمرتدات ، لكنها وللأمانة لم تتوقع كل هذا الاندفاع وكل هذه الفراغات ، وبمرونتهم التكتيكية والفنية استطاعوا استغلال هذه الأخطاء بأفضل طريقة مكنة وسجلوا أهدافاً بالجملة أنهت اللقاء في وقت مبكر .
كان لغياب تياغو سيلفا ونيمار أثر كبير حتى على المستوى النفسي، بطبيعة الحال ليس غياب النجمين هو السبب وحسب لكنه سبب أساسي للغاية حيث لوحظ بشكل واضح فشل ديفيد لويز في تنظيم الدفاع وصفوف الفريق انطلاقاً من الهدف الاول الذي جاء من ضربة ركنية وما تلاه، فلو كان تياغو سيلفا موجوداً لفرض شخصيته على الأقل ولما سمح لدفاعه بأن يكون كارثياً هكذا ، أما نيمار فغيابه أثر كثيراً لأن ألمانيا لم تعد تخشى أحداً في الخط الأمامي البرازيلي فكان أن لعبت براحة وانطلقت بالهجمات دون خوف من لاعب فذ يتلاعب بدفاعاتها التي لازلت هي نقطة الضعف الأساسية في فريق يبدو بلا عيوب .
الأكيد أن النتيجة مفاجئة بكل المقاييس ، لكن الأداء الألماني المنسجم والمنظم والتكتيكي ليس مفاجئاً أبداً بل هو نتيجة عمل استغرق أكثر من ستة أعوام مرت هذه المجموعة خلالها ببطولتي كأس عالم وبطولتي أوروبا وهو ما يعني أن وقت القطاف .
ضعف ذهني برازيلي حيث لم يحضر الكادر الفني البرازيلي منتخبه على ما يبدو لنتيجة غير الفوز وهو أمر قد يكون محموداً لو كان على أسس علمية ونفسية ، لكنه وعلى مايبدو كان مجرد شحن كلامي وحسب وعلى هذا الاساس كان الهدفان المبكران بمثابة صاعقة انهار الفريق بعدها ولم تنفع معها لا حملة كلنا نيمار ولا أي شيء آخر ….التحضير الذهني هو عمل مستقل ، وهو أعقد بكثير مما يتوقع البعض .
التركيز الألماني المبهر، كان مبهراً جداً عدم احتفال الألمان بالهدفين الأول والثاني حيث كانوا يعرفون أن المباراة لم تنتهي بعد وفضلوا التركيز عليها بدل الخروج منها وهنا فارق رئيسي في التحضير الذهني بين المنتخبين .
أمر ما كان يجب أن يحدث : نتيجة الألمان التاريخية هذه كان يجب أن تتوقف عند حدود الرباعية وكان على الألمان بعدها أن يلعبوا بهدوء لا أن يستمروا بغية سحق أصحاب الأرض بهذه الطريقة المذلة، إن لم يكن احتراماً لتاريخ البرازيل فاحتراماً لجمهورها الكبير الذي كان على أرضية الملعب .
لا يمكن أن تمر مباراة لألمانيا دون أن نتحدث على الحارس العملاق الذي حافظ على مرماه شبه نظيف رغم النتيجة الكبيرة ، نوير أثبت أن الاسمنت المسلح الذي صُنع منه لا يتأثر لا بنتيجة ولا بسواها، هو مرشح قوي لجائزة أفضل لاعب في المونديال وليس أفضل حارس وحسب .
أقصى ثأر ممكن أن يحققه كلوزة : كل ما فعله المنتخب الألماني في كفة ومافعله كلوزة في كفة ، فالثعلب الالماني العجوز نجح في ضرب عدة عصافير بحجر واحد حيث سجل كسر رقم رونالدو وبات الهداف التاريخي لكأس العالم ليعيد اللقب إلى ألمانيا وعلى حساب من ؟؟ على حساب البرازيل نفسها دون أن ننسى أن هدفه فتح الباب للنتيجة الثقيلة لأنه أخرج البرازيلين من المباراة ذهنياً بشكل شبه كامل .
في النهاية يبدو أن كأس القارات خدعت البرازيل وسكولاري وجعلته يتمسك بأفكاره أكثر فأكثر فكان أن دفع الثمن بعدم جلبه للاعبين يمكنونه من تغيير شكل الفريق وشكل اللقاء، واليوم باتت البرازيل مدعوة أكثر من أي وقت مضى للعودة إلى أسلوبها الجمالي والهجومي بعد أن فشل معها الأسلوب الفعال فشلاً ذريعاً ، أما لوف فكسر حاجز نصف نهائي كأس العالم في نتيجة مستحقة لعمله الدؤوب ، وبانتظار ما سيقدمه منتخبه في النهائي هذه المرة .
مواضيع ومقالات مشابهة