للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

الذكرى 32 لاغتيال الشهيدة "زبيدة خليفة" بجامعة ظهر المهراز


تحل اليوم الذكرى الثمانية والعشرون لاغتيال الشهيدة "زبيدة خليفة" من طرف القوات القمعية للنظام الاستبدادي في مواجهة تظاهرة طلابية عارمة، نظمت من طرف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، تضامنا مع الشعب الفلسطني لمساندة أطفال الحجارة في انتفاضتهم المجيدة ضد الاحتلال الصهيوني باعتبار الحركة الطلابية جزء لا يتجزأ من الحركة الجماهيرية و رافد من روافد حركة التحرر الوطني، و تجسيدا للموقف الاوطمي "القضية الفلسطينة قضية وطنية"، جابت التظاهرة الطلابية كليات العلوم و الحقوق و الآداب بظهر المهراز بجامعة محمد بن عبد الله بفاس متوجهة الى الحي الجامعي، وكعادته دائما يواجه النظام القمعي كل الاحتجاجات الاجتماعية و الطلابية بالحديد و النار لاخماد فتيلها، فقد واجه هذه المسيرة الطلابية بعنف شديد واعتقالات عشوائية مما دفع بالطلبة إلى الدفاع عن أنفسهم حيث تفرقوا إلى مجموعات حاولت صد التدخل القمعي لمنعه من الدخول الى الحرم الجامعي ، وذلك عبر محاولة سد مداخل الجامعة الشيء الذي خفف نسبيا حدة البطش و تمكن الطلبة من حماية انفسهم من القمع الهمجي للقوات القمعية.

وقد إستغرقت المواجهات بين الطرفين لما يزيد عن ساعتين في انتصار بطولي للجماهير الطلابية التي اوقفت توغل القوات القمعية الشيء الذي لم تستسغيه السلطات القمعية مما دفعها إلى استعمال الرصاص الحي ضد الطلبة في مواجهة غير متكافئة بين من يستعمل الرصاص ومن يدافع بالطوب والحجارة، وقد كان للطالبات دورا مهما في المواجهة و مساعدة رفاقهن في صد زحف القوات التترية، بالإضافة إلى مشاركتهن في المواجهة فقد كان لهن دور اخر في رصد تحركات قوات القمع من خلال بنايات الحي المخصص للطالبات الذي يطل على كل المنطقة، وتوجيه الطلبة وتنبيههم لخطط القوات القمعية وكانت الشهيدة زبيدة خليفة طالبة بالسنة الثالثة شعبة أدب فرنسي من ضمن المناضلات اللواتي قمن بمراقبة تحركات القوات القمعية وتوجيه المناضلين عبر فضح خطط القوات القمعية للاقتحام الحي الجامعي. 

وعلى طريقة الكماشة حاولت الأجهزة القمعية محاصرة الطلبة من جهتي الحي الجامعي فوجيء بمجموعة مسلحة من الجهة الشمالية للحي ومجموعة أخرى من الجهة الجنوبية. و شرعوا تمشيط الساحات ولم يبق لهم بعدما أصابوا الرفيق عزيز أعراش برصاصة استقرت في فخده سوى ساحة الحي الداخلية التي كانت بمثابة برج المراقبة بالنسبة للطلبة. حينها اعتلى احد عناصر القوات القمعية بزي عسكري ربوة صغيرة مكنته من رؤية ما وراء سور الحي حيث كانت تتواجد الطالبات. فوجه بندقيته بتسديدة محكمة نحو رأس زبيدة ليطلق رصاصة بندقيته التي اخترقت جبهتها وخرجت من خلف رأسها ومعها قطعة من الجمجمة والمخ. وتطايرت دماؤها في كل الاتجاهات وعلا الصراخ والعويل و حالات الإغماء في وسط الطالبات اللواتي عاينن الجريمة. 

تجدر الاشارة ان الطالبة/ الشهيدة زبيدة خليفة من مواليد مدينة البهاليل إقليم صفرو، (تقع جنوبي مدينة فاس التي تبتعد بـ 26 كلم)، تربت في كنف أسرة فقيرة، وأكملت دراستها الإعدادية والثانوية بنفس المدينة، وقد عرفت خلال هذه الفترة بديناميتها داخل الحركة التلاميذية، لتستكمل دراستها بكلية الادابو العلوم الانسانية في شعبة الفرنسية بجامعة محمد بن عبد الله بظهر المهراز فاس، لتنخرط بذلك في نضالات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. 

و استشهدت الرمناضلة زبيدة خليفة بالرصاص الحي في20 يناير 1988 رفقة الشهيد عادل الأجراوي في خضم الأحداث التي أشعل فتيلها الكمبرادور الراحل الحسن الثاني بعد الخطاب الذي توعد فيه و بلغة صارمة كل من تضامن مع الشعب الفلسطيني، و انتفاضته الجبارة التي أذهلت العالم آنذاك في 8 دجنبر 1987. تجسيدا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي يعتبر قضية فلسطين قضية وطنية، فجرت انتفاضة طلابية يوم 20 يناير 1988 بموقع ظهر المهراز فاس سيتدخل ضدها النظام القائم بالمغرب بطبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية بشكل همجي مستعملا في جريمته النكراء هذه الرصاص الحي مما أسفر عن استشهاد الرفيقين لينضافوا بذلك إلى قائمة شهداء الحركة الطلابية. ممتزجة بذلك دماء الشهيدين بدماء الشعب الفلسطيني لتأكد وحدة العدو الذي يواجهه الشعب المغربي والشعب الفلسطيني والمتمثل في الثالوث الإمبريالي الصهيوني الرجعي.

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes