للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

إنها تمطر قمعا بمدينة تاوريرت يومه الجمعة 30 ماي


عرفت مدينة تاوريرت يوم الجمعة 30 ماي 2014 تدخلين عنيفين لرجالات القمع .الأول أمام مقر عمالة الاقليم في حق أساتـــذة " سد الخصاص " والثاني تدخلا وحصارا طال مناضلي ومناضلات الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بساحة السوق المحروق .

وضدا على قانون الحريات العامة الذي لا يُجَــــرِّم الوقفات الاحتجاجية ، انهالت هذه القوات على المناضلين/ات ضربا ورفسا وتنكيلا وبطشا أوصلت بعضهم الى المستشفى الاقليمي .. وشددت عليهم الخناق بحجة أن وقفاتهم ممنوعة ..
ومن يتابع الحالة الهستيرية والعدة والعتاد الذي نزلت به القوات المذكورة لمهاجمة بضع أفراد عُزَّل ، لمنعهم من تنظيم وقفة سلمية . يتأكد له بالملموس أن المغرب يسير نحو إحكام القمع لقبضته الحديدية على المجتمع .

وحينما يُعطِي المسؤولون تعليماتهم لمنع الوقفات الاحتجاجية وخنق حرية التعبير ... بكل تلك القــــوة ، ضدا على ظهير الحريات العامة وكل القوانين الاخرى التي لا تُجرم الوقوف السلمي والتعبير عن مطالب ومشاغل الناس . يتأكد أيضا بأن مجتمعنا المغربي أصبح غير محمي من الديكتاتورية.

يخجل الفرد من نفسه وهو يشاهد ذاك الجيش العرموم من القوات التي شوهت حتى الفضاء العام وأعطت انطباعا فاضحا بان الدولة بوليسية بامتياز . 
خصوصا وأن أعــــداد المحتجين كان جد هزيل مقارنة مع الأعداد الهائلة للبوليس والقوات المساعدة وباقي جحافل القمع.

وَرَاه ْ احْشُووومَة اصاحبي ، أن يصبح شباب في عمر الزهور عرضة للبطش و وليمة لرجال غِــلاظ شِداد ينفذون أوامر وتعليمات المنع بكل هذه القسوة والعنف .

من هنا فصاعدا سأقول : كـــذَّاب كل من يُروج للهامش الديمقراطي ويوزع أوهام إمكانية توسيعه . وللبصيص الديمقراطي وللمغرب الجديد وتنزيل الدستور والقطع مع الماضي الأسود ... فالمغرب يا عالم يمشي نحو ديكتاتورية العسكر ولو أن اللباس مدني.

وإلا ماذا يُدعى منع المعطل وأي محتج آخر ، من مجرد التعبير عما يحس به من ظلم وقهر وتهميش .؟؟؟..وأية " ديموقراطية " تلك التي تنص على خنق أنفاس المعطلين والهجوم على القوت اليومي للمواطنين وتغييب سياسة ترنو التشغيل والإيواء والتطبيب والتعليم ....؟؟؟.

وما الوطن في الأخير ، اذا لم يُوفر لأهله حيزا للحياة الكريمة ويشعر فيه المواطن بمواطنة كاملة يرفع من خلالها هامته وكرامته عاليا ؟؟..

وإن كانت جرعات القمع والمنع لحرية التظاهر والاحتجاج بتاوريرت تمتاز بالزيادة .حيث الأيــــام الدموية السوداء بدون تِعــــــداد وتبقى موشومة في الذاكرة . 
فهذا الانزال القمعي اليوم ذكرني بيوم آخر كان بمدينة تاوريرت خلال سنة 1983. حيث كان النادي السينمائي آنذاك سيعرض فيلم : " إنها تمطر في سانتياغو "
" Il pleut sur Santiago " وكان أن استقدمت السلطات القمعية قواتها من كل المدن المجاورة كي تمنع عرض الفيلم وتطارد المنتسبين ل" السيني- كلوب " بتاوريرت .

والفيلم بالمناسبة يتطرق الى الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال الديكتاتور " أوغستو بينوشيه " مدعوما بالامبريالية الامريكية ضد الرئيس " سالفادور أليندي " ورفاقه بالتشيلي بتاريخ 11 شتنبر 1973. ويؤرخ لإحدى اللحظات السوداء كنزول العسكر خيط من السماء وخلق حمامات دم على الارض وإحالة نهار تشيلي الى ليل دامس وحالك .
وكنا آنذاك تلامذة نقـــــول : .. ..." إنها تمطر بمدينة تاوريرت ".
ــ عبدالمالك حوزي ـــ

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes