بني ملال: تدخل قمعي عنيف بالقصيبة لفض معتصم أمشاظ يسفر عن إصابات و إعتقال 14 فردا من بينهم قاصر
علمنا من مصادر حقوقية ان القوات العمومية بمدينة القصيبة اقليم بني ملال، قامت فجر يوم الخميس 26 دجنبر2013، بعد حشد عدد هائل من قوات التدخل السريع بمختلف أشكالها نحو المعتصم، فأزيد من 32 سيارة للقوات المساعدة من نوع "سطافيط" بالإضافة إلى ست حافلات و أزيد من 30 من السيارات الرباعية الدفع، وبلغ عدد رجال القوات حسب بعض المصادر أزيد من 1000 .، و قطعت الطريق بين قرية أصفرو و مدينة القصيبة،حيث استنفرت السلطات الاقليمية مختلف انواع القوات العمومية "القوات المساعدة و الدرك الملكي و الشيوخ و المقدمين و رجال السلطة.."، المدججين بالعصي وبشتى الأدوات القمعية، مع احظارعناصر الوقاية المدنية و سيارات الإسعاف مما يؤكد النية المبيتة للسلطات في ارتكاب مجزرة عن سبق اسرار و ترصد ..
ونقلا عن مصادر بعين المكان، بعد إزالة الأعلام الوطنية و واللافتات، اقتحمت القوات المخزنية بشكل عنيف الخيام المنتصبة و تعمدت إسقاطها فوق رؤوس المعتصمين في جو رهيب علت فيه صرخات الأطفال و النساء والرجال، و قد أسفر التدخل الوحشي على إصابات بليغة في صفوف النساء حيث نقلت ثلاثة نساء معتصمات على وجه السرعة عبر سيارة الإسعاف، وتم اعتقال 11 رجلا وإقتيادهم الى مركز الدرك الملكي بالقصيبة قبل أن يحالوا الى قاضي التحقيق بني ملال.
وقد حمل العديد من المتظاهرين المسؤولية المباشرة لرئيس جماعة دير القصيبة الذي وقع على اتفاقية إنشاء محطة تصفية المياه العادمة بالموقع المتنازع عليه والمنتمي للنفود الترابي لجماعته، وقد بررا المعتصمون رفضهم للمشروع نتيجة ما سيخلفه من أضرار بليغة في حق الحقول الزراعية وساكنة أمشاض بجماعة دير القصيبة، و كذا تلويت الفرشاة المائية وكبح التوسع العمراني للمدينة.
وحسب نفس المصادر فإن رجال الدرك منعوا اهالي أمشاظ من التوجه لمدينة بني ملال لمؤازرة المعتقلين بعد فض الإعتصام الذي بلغ عددهم 14 معتقلا من بينهم قاصر، وحسب لائحة توصلنا بها فإن المعتقلين الأربعة عشر وهم الطفل ياسين أورحو و جغرور إسماعيل و محمد الرويسي و حوسا بواحي و بناصر اوباسو و نبيل شرو و بلشطيف ميمون و مصطفى أيت رحو و محمد بوحي وسعيد بوحي إلى جانب الشيخ أمزيل محمد و فرحاتي رحو و حموجان محمد ثم إيدير الشرقي.
و تجدر الإشارة إلى أن أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمافيهم عضوة المكتب المركزي ورئيس المكتب الجهوي و رئيس فرع بني ملال منعوا من مقابلة المعتقلين و مؤازرتهم رغم صفتهم الحقوقية التي تخول لهم ذلك، الامر الذي لم يستسغه المحتجون الذين حجوا بكثافة إلى مقر القيادة الجهوية للدرك الملكي ببني ملال ليتحول الامر إلى وقفة إحتجاجية أمام القيادة ، وقد حاولت عناصر الامن المتواجدة بالمكان إلى جانب سيارتين من القوات المساعدة منع الوقفة لكن إصرار وعزيمة المحتجين دفع بالمسئولين إلى السماح للمحتجين بزيارة المعتقلين والإطنئنان على أحوالهم كما تم تزويدهم ببعض الاكل ومياه الشرب، ورفع المحتجون شعارات منددة بالإعتقال ومطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين و على رأسهم الطفل ياسين.
وقد استنكرت فعاليات وهيئات المجتمع المدني بني ملال التدخل القمعي في حق المعتصمين السلميين وطالبت بفتح تحقيق في الهجوم و كذا اطلاق سراح كافة المعتقلين و فتح حوار جدي و مسؤول مع سكان المنطقة لايجاد الحلول الناجعة حول ملف محطة معالجة المياه العادمة، كما حملت المسؤولية للسلطة في فشلها في معالجة المشكل مما يعكس لجوئها الى المقاربة الامنية المعتمدة التي أكل عليها الدهر وشرب في تعاطي السلطات العمومية مع المطالب العادلة و المشروعة للمعتصمين من ساكنة "أمشاض" والدواوير المجاورة، لان مشروع اقامة محطة معالجة المياه العادة بالمنطقة الفلاحية لم تراعي فيه الجهات المعنية البعد البيئي و الاجتماعي ولا اتجاه التوسع العمراني للمدينة الزاحف نحو المنطقة المعنية والتجاهل التام للاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها بلادنا والتي تروم حماية البيئة واستحضارها عندما يتعلق الأمر بوضع مشاريع تنموية من هذا القبيل.
متابعة يحيى أمين
متابعة يحيى أمين
مواضيع ومقالات مشابهة