للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

العنف في وسط الطلبة : أية مقاربة ؟ لـ حفيظ إسلامي


تاريخيا العنف كان دائما موجها اتجاه الطلبة و ليس بين الطلبة لقد كان دائما مناضلو و مناضلات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب

عرضة للاعتقال و التعذيب و الترهيب و الحرمان و النفي من طرف الأجهزة المخزنية طيلة الستينات و السبعينات و الثمانينات لكن في أواخر الثمانينات و بداية التسعينات بدأ النظام في مقاربة جديدة لمنع أية محاولة لإعادة هيكلة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالهجوم للحركات الإسلامية على الطلبة القاعديين بمختلف مكوناتهم باستعمال العنف و الدعاية الرخيصة والديماغوجية الرخيصة بان هؤلاء يتبولون على القرآن و ينزعون حجاب الفتيات المحجبات مع أواسط الثمانينات و كان هؤلاء الإسلاميين تحت جبة الجماعة الإسلامية يتدربون تحت الرعاية المخزنية في نواحي الأطلس و في رأس الماء قرب السعيدية على مرأى من الأجهزة المخزنية )البصرية (أنداك تدربا شبه عسكري هدفه هو الهجوم على تموقعات الطلبة القاعديين مستغلين الفراغ الفكري و التنظيمي الناتج عن اعتقالات 1984 و مجربين للأساليب التي استعملتها كل من مصر و تونس في مواجهة الماركسين في الجامعة .

و قد نتج عن هده التدخلات المخترقة شهداء في مقدمتهم المعطي بوملي و آيت الجيد بنعيسى و للشهادة التاريخية أن الطلبة القاعديين و مكوناتهم لم يستعملوا العنف إلا في الدفاع عن أنفسهم و أحيانا بين مكوناتهم و في إطار جد محدود بعد الفراغ التنظيمي و الديمقراطي . و استغلت العدل و الإحسان قوتها التنظيمية في بعض المواقع الجامعية لإعلان تمثيليتها للاتحاد الوطني لطلبة المغرب كما أصبحت لا تتورع في الخروج بلافتات تحمل اسم المنظمة الطلابية في غياب تام لأية تمثيلية ديمقراطية حقيقية للمنظمة.

و في ظل الواقع الطلابي المزري و الفراغ التنظيمي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب كمنظمة نقابية طلابية تقدمية ديمقراطية مستقلة و جماهيرية لكل الطلبة بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية و الإيديولوجية و السياسية تبلورت اتجاهات متطرفة إستئصالية من جهة الفصائل الإسلامية التي ترى بأن دورها يتمثل في استئصال القوى اليسارية من الساحة الطلابية و في مقدمتهم الطلبة القاعديين و مشتقاتهم.

كما سمح غياب التأطير السياسي التنظيمي و غياب الفهم العلمي لطبيعة الحركة الطلابية و إمكانتها في الصراع الطبقي في تبلور تصورات مغامرة ترى في الحركة الطلابية بديلا ثوريا من خلال احتكار الساحة الطلابية و محاولة إقصاء كل المنافسين من المكونات الطلابية الرجعية و التقدمية بدعوى الرجعية و الإصلاحية و التحريفية ، إقصاء ليس بواسطة النقاش الديمقراطي و الجماهيري و المنافسة بين الطلبة و لكن إقصاء يعتمد العنف و تسييد موقف الأغلبية المفترضة و إقصاء كل المواقف الأخرى من التعبير و التواصل داخل الحركة الطلابية تحت شعار " البرنامج المرحلي برنامج الحركة الطلابية " . و كما أعطى العنف الأول بالمنطق الإسلامي شهداء و ضحايا فقد أعطى العنف الأعمى و تحت غطاء مسميات تقدمية عنفا آخر هو التجلي الأسمى لعنف النظام و اختراقاته و بلطجيته لعزل الحركة الطلابية عن النضال الجماهيري و عن كل إمكانية لبناء منظمة طلابية مهيكلة لها ناطق رسمي و تمثيلية وطنية ودولية ديمقراطية و وازنة و قادرة على تمثيل كل الطلبة بمختلف مكوناتهم و فصائلهم التقدمية و الديمقراطية.

إن العنف في أوساط الطلبة يمكن مرحلته بشكل موضوعي في 03 مراحل أساسية :
- عنف النظام السياسي و الأمني و التعليمي ضد الطلبة و الذي أعاق كل محاولة لتنظيم الطلبة و لممارسة حرياتهم السياسية و الإيديولوجية و النقابية و خصوصا مند بداية الثمانينات و الذي أدى إلى اعتقالات و عنف و استشهادات.
- عنف الحركات الإسلامية المخترقة و الذي أدي على اغتيال مناضلين بارزين مثل المعطي بوملي و آيت الجيد بنعيسى و الذي ساهم في دفع بعض مكونات الطلبة القاعديين و مشتقاتهم إلى إنتاج آليات العنف المضاد لحماية أرواحهم و مكتسباتهم السياسية و التنظيمية و المواقعية .

- العنف الموجه ضد كل الفصائل الأخرى بدعوى أن هناك فصيل واحد شرعي و مشروع داخل الحركة الطلابية و هو الذي يحمل برنامج الحركة الطلابية و ليس برنامجه المقترح للحركة الطلابية ، و يعتقد أصحاب هدا الفصيل أن لا مكان للطلبة الحاملين لرؤية أخرى للمخرج من أزمة الحركة الطلابية و أن كل طالب أو مجموعة من الطلبة يرون عكس ما يراه هدا الفصيل فهم ينطبق عليهم "منطق التكفير" لدى الحركة الإسلامية و لكن من منطوق ماركسي - لينيني هده المرة كالإصلاحيين و التحريفيين و غير دلك الدين يجب اجتثاثهم بالعنف و البلطجة بدون الأخذ بعين الاعتبار بأن الحركة الطلابية و منظمتها ليس لها مرجعية إيديولوجية واحدة عبر تاريخها النضالي الطويل و هي تتسع لمختلف المكونات التقدمية و الديمقراطية سواء أكانت أغلبية أم أقلية بدون إقصاء أو تجديف أو بلطجة بل بالغلبة الديمقراطية بإقناع الجماهير الطلابية بالتصور الصحيح الممكن.

 إن المسخ الذي تتعرض له بعض الفصائل المحسوبة على التقدمية هو خطة مخزنية لتجفيف ينابيع الفكر التقدمي داخل الحركة الطلابية بجر فصائلها الغير منظمة و غير مسئولة سياسيا إلى العنف و الاستئصال و خندقتها في خانة الإجرام السياسي و هو ما تنساق معه بعض مكونات هده الفصائل عن غير وعي و عن تهافت و مزايدة غير مسئولة رغم التنبيهات من طرف مناضلين سياسيين و حقوقيين مند على الأقل سنتين إن الغرور المواقعي و غياب العمق السياسي لطبيعة الصراع داخل و من أجل الحركة الطلابية يضع هده التيارات المغامرة في مأزق خطير يتحمل مسؤوليته منظروها الذاتيين و الغير مسئولين ، و الدين أصابهم العمى الإيديولوجي و السياسي بسبب الاختراق المخزني الأكيد و خصوصا و أن كل طاقتهم قد خصصت لمواجهة الفصائل الأخرى التقدمية .

- إن العنف في الأوساط الطلابية يجب أن يدان قولا و ممارسة من مختلف المكونات الطلابية و أن يصدر عن دلك بيانات فصائلية في الموضوع واضحة المعنى لا تبريرية و لا اعتبار العنف/القتل مبررا لأن هناك عنف/قتل سابق فمنطق القصاص غير حقوقي و غير تقدمي و غير مقبول ، فالعنف و القتل مدان مهما كانت مبرراته و مسوغاته و القضاء الحالي في ظل هدا النظام اللاديمقراطي مطالب بمتابعة المجرمين أيا كانت انتماءاتهم و تكريس عدم الإفلات من العقاب و كل تجاوز لدلك غير مقبول وعلى الجمعيات الحقوقية أن ترافع و تناضل من أجل هدفين الأول يتجلى في فضح العنف الطلابي و العمل على استئصاله و استئصال أسبابه و الثاني يتجلى في فضح مرتكبيه و دفع الفصائل الصادقة على رفض العنف و إدانته سواء جاء من مكونات إسلامية أو تدعي و تتستر وراء الثورية التقدمية .

اسلامي حفيظ في 26 أبريل 2014

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes