العنف بالجامعة تجارة مخزنية / عبد القادر الدحمني
ما الذي يهدد المخزن في مجرّد عقد ندوة حوارية؟ وما الذي يهدد بالضبط في موضوع ندوة كانت ستجري حول معالجة العنف بالجامعة المغربية؟
من منع الندوة؟ ومن له المصلحة في هذا المنع؟ هل يجد البعض من "الجرأة" ليبرّر المنع، كما برّر البارحة "فحش القول" تحت "القبة"؟
هل يملك أحد بعد هذا، الحديث عن دستور 2011 و"التنزيل الديموقراطي" لهذا الدستور؟
فعلا...الكلمة مخيفة، خصوصا أمام مخزن "موسوس" وضليع في المنع والقمع، الكلمة الحرة نور يكشف زيف الشعارات ونفاق المطبّلين للزور..
بالفهم البسيط، يمكن أن نستنتج، بل من حقنا أن نستنتج، أن العنف في الجامعة المغربية إنما يتم برعاية مخزنية محضة، وأن شعارات الحد منه والقضاء عليه، إنْ هي إلا للاستهلاك الإعلامي كلما طفحت جريمة من الجرائم، ونزفت بعض الدماء المسبّبة للحرج، فيبدو أن الأصل في الجامعة، حسب منهج المخزن هو الصراع، ورعاية العنف، لأنه هو المستفيد منه أساسا، بما هو تمييع للنضال وتنفير للطلبة من السياسة والعمل النقابي، وفرصة للمخزن كي ينقضّ على الطلبة المناضلين، ويساوم الأحرار برهائن شبابهم.
من يمنع ندوة حوارية، لا يؤمن بالحوار ولا يعرف غير "الزرواطة" لغة قصوى وقسوى إن سمحت العربية بذلك، من يمنع حوارا في اتجاه القضاء على العنف بالجامعة، إنما يثبت أنه راع لهذا العنف ومستفيد منه، وموظف له..
لا تحدثوني رجاء عن دور الحكومة والوزراء، ليس لأنهم ركنوا للظلم وصمتوا عنه وبصموا وشاركوا، بل لأنهم صاروا مجرّد كراكيز في مشهد مسرحي سوريالي يبعث على القرف والشفقة.
الأسف كل الأسف على بعض الأتباع المخلصين الذين عُمِّي عليهم فصاروا يرون "الخوا الخاوي" فتوحات و"استثناءات"..
تتعرّى الديكتاتورية المغربية الشوهاء يوما عن يوم، وتزيل المساحيق والأثواب الخادعة التي اضطرت لارتدائها مع صعود طيف الحراك الشعبي، ومن لا يرى الآن حقيقة المغرب فعليه أن يعيد النظر في رؤيته، لا أن يتهم ذوو البصر والبصائر ب"العمش"..الحقيقة المغربية الساطعة كالشمس، هو أن بلدنا لا زال يعيش تحت ربقة حكم فردي شمولي وراثي آية في المكر والخداع...ولمن لا يزال يعتقد العكس رغم سطوع الحقيقة البشعة..لا بأس أن نردد له مع الشاعر (الإمام البوصيري رحمه الله):
قدْ تُنْكِرُ العينُ ضَوءَ الشمسِ من رَمَدٍ ---------- وينكرُ الفمُ طعمَ الماءِ من سَقَمِ
الروائي والشاعر عبد القادر الدحمني
مواضيع ومقالات مشابهة