للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

تعزية ومواساة في وفاة والد المناضل الحقوقي سعيد العمراني



علمنا اللحظة نبأ وفاة العياشي احمد نمحند العمراني، والد المناضل الحقوقي سعيد العمراني اليوم الاثنين 03 نونبر 2014 على الساعة الرابعة و 41 دقيقة الى مثواه الاخير بمدينة دويسبورغ الالمانية .

و ببالغ الأسى والحزن تلقى الموقع خبر وفاة فقيدكم، نشاطركم ألمكم وأحزانكم بهذا المصاب الجلل برحيله، ونتقدم إليكم بتعازينا القلبية الحارة، وبمشاعر المواساة والتعاطف الأخوية المخلصة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وبالمناسبة، كتب المناضل سعيد العمراني على صفحته الفايسبوكية عن فاة والده مايلي:

وداعا ابي........... وداعا وداعا و داعااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
عليك ان ترتاح الان ابي بعد رحلة شاقة و صعبة ابتدأت من ثوفيست/ بايث يطفت اقليم الحسيمة بكل معناتها و انتهت بألمانيا بكل احلامها....
انتم السابقون ابي و نحن اللاحقون طال الزمان او قصر و هذه سنة الحياة......

من هو ابي؟
مقتطف من كتابي "انتفاضة الريف كما رواها لي ابي"

نبذة مقتضبة عن حياة أبي

اسمه الكامل العياشي احمد نمحند العمراني. ولد سنة 1932 بدوار اشتوانا، قبيلة آيطفت، من عائلة عرف أفرادها بارتباطهم بأهداف الثورة الريفية، خاصة عمه الحاج عبد السلام الذي كان قائدا لدى محمد بن عبد الكريم الخطابي. أما أباه احمد نمحند، فكان معروفا عند الناس بهدوئه وحكمته وتواضعه الشديد.
أخا لخمسة ذكور و أربعة أخوات. لم يبق منهم على قيد الحياة إلا أخت وحيدة (زاينة)، وأخ واحد (سلام).
ولد مثل العديد من أطفال وشباب جيله، خلال المرحلة التي كان الريف يرزح تحت نير الاستعمار الاسباني وبطشه، خاصة بعد القضاء على المقاومة الريفية واستسلام محمد بن عبد الكريم الخطابي، ونفيه إلى جزيرة لارييونيون.
ومن الآثار السلبية التي خلفتها انتفاضة الريف على نفسيته، أنه أصبح يقارن دائما بين حكم المخزن وحكم الأسبان، فما زال إلى حد الآن يردد بأن كلاهما سيئان، لكنه يضيف بأن حكم الأسبان كان أكثر عدلا من حكم المخزن.
تزوج سنة 1955، أي عندما كان يبلغ 23 سنة من عمره، واشتغل فلاحا بشكل دائم، وعرف عند عامة الناس بأنه كان أكثرهم التصاقا بالأرض، ومحبا للاعتناء بها وزرعها واستغلالها.
عندما انطلقت انتفاضة 59/58، كان عمره يناهز 26/27 سنة، وكان أبا لطفلين (عبد العزيز، سنة ونصف، وعبد المجيد، أقل من شهر). التحق بالانتفاضة كباقي أبناء بلدته، شبابا ورجالا، وشارك فيها بحماس، بل عين قائدا للثلاثين.
اعتقل في حملة الاعتقالات الواسعة التي شملت جميع ذكور القبيلة الذين تتراوح أعمارهم بين تسعة (9) سنوات وتسعين (90) سنة و ما فوق، وظل محتجزا مدة ثلاثة (3) شهور تحت التعذيب اليومي، النفسي والجسدي على حد سواء.
في سنة 1964، أي بعد مرور خمسة سنوات على نهاية الانتفاضة، حضر ممثلون لشركة منجمية ألمانية إلى قبيلة آيت يطفت، في إطار الاتفاقية المبرمة مع حكومة الرباط سنة 1963، الهادفة إلى إفراغ الريف من شبابه ونسائه، وتحديدا المناطق التي كانت مسرحا للانتفاضة الأخيرة. حظر الألمان لاختيار شباب وفق مقاييس الشركة الألمانية، التي كانت تبحث عن أشخاص أقوياء البنية، جيدي الحالة الصحية، وذوي القامة الطويلة، القادرين على الاشتغال في مناجم الحديد بألمانيا.
غادر أبي الريف لأول مرة سنة 1964، ضانا أنه سيمكث في ألمانيا بضعة شهور لجمع بعض الأموال، ثم يعود بعد ذلك معززا مكرما إلى بلده، ولم يخطر بباله أبدا أنه سيرحل نهائيا من الريف. دامت الرحلة الأولى إلى ألمانيا سنتين، علمه الألمان خلالها الكتابة والقراءة، واشتغل كعادته بصدق وإخلاص. انقطعت كل اتصالاته بالمغرب بسبب غياب وسائل التواصل والنقل آنذاك. و بعد سنتين عاد إلى المغرب ليجدد اللقاء بزوجته (أمي)، وأولاده وعائلته وأصدقائه.
لاحظ أبي بأن الريف كان لا يزداد إلا تهميشا وخرابا و قمعا. فحتي الطريق التي تربط بين ايث حديفة وامريقة تم تحطيمها بدعوى إعادة إصلاحها، و ظلت على ما كانت عليه زهاء أربعة عقود، إلى أن تم ترميمها في عهد حكومة التناوب التوافقي لعبد الرحمان اليوسفي، بعد اطلاعها على عريضة تم توقيعها آنذاك من طرف عشرات أبناء المنطقة بالخارج والتي تم إرسالها إلى الصحافة وكل الجهات المعنية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الطريق (طريق بني حديفة/امريقة)، شيدها محمد بن عبد الكريم الخطابي دون تعبيدها (البيستا)، وعبدها ا بعد ذلك لأسبان بالإسفلت ، ودمرها الحسن الثاني بدعوى برمجة إصلاحها، لكنها ضلت مخربة إلى حدود أواخر التسعينات من القرن الماضي.
المخزن عمل كل شيء لإفراغ المنطقة وتهجير سكانها إلى الخارج أو إلى المدن الأخرى، وخاصة طنجة وتطوان و مكناس، وذلك عبر تهميش منظم ومقصود للمنطقة، بالإضافة إلى استمرار سياسة الحكرة و الإهانات اليومية للمواطنين كلما توجهوا إلى الإدارة.
عمل على تشجيع تجارة أخيه بوطاهر في سوق ايث حذيفة وإعانة أمه وإخوته الصامدين في القبيلة، والذين هاجروا جميعهم فيما بعد إلى أوروبا واستقروا بها، باستثناء أخوين منهم، أكبرهم سنا المسمى بوطاهر، والأصغر سنا المسمى الهاشمي، الذي عاد إلى البلاد ومكثا بها بعد أن جرب بدوره المهجر إلى أن وافتهما المنية رحمهما الله الواحد تلو الآخر.
وقد كان عمي بوطاهر بمثابة الأب الروحي لكل العائلة والساهر الحقيقي على تدبير شؤونها، خاصة بعد أن هاجر جميع إخوته دون اصطحاب نسائهم وأطفالهم إلى الخارج. 
في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وبتشجيع من بعض أهل بلدته، الذين سبق لهم أن استقروا بطنجة، اقتنى أبي بقعة أرضية بمدينة طنجة، وبعد ذلك شيد عليها منزلا ليضمن سكنا قارا لأسرته.
وبعد صموده لمدة 24 سنة، تحمل خلالها قسوة الغربة والوحدانية، اقتنع أخيرا سنة 1988 - خاصة بعد انسداد أبواب الشغل أمام أبنائه الكبار- بضرورة الاستفادة من القانون الألماني، المنظم للتجمع العائلي، لترحيل زوجته (أمي) وابنين فقط من أبنائه، اللذين لم يتجاوزا آنذاك سن السادسة عشرة، أي السن المسموح به قانونيا للتجمع العائلي في ألمانيا بالنسبة لأبناء المهاجرين.
انجب مع امي 9 اطفال توفي منهم ثلاثة (جمال، زليخة الأولى، و زليخة الثانية) في سن مبكرة.
بعد ان تقاعد كان يقضي اخر حياته بين ألمانيا التي أصبح بلده الثاني، و المغرب / الريف الكبير (طنجة و الحسيمة) و بالتحديد في مسقط رأسه بدوار اشتوانا بايث يطفت اقليم الحسيمة.

صور الفقيد  العياشي احمد نمحند العمراني


مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes