الطالب عادل أونتيل يحتضر بكلية الاداب بفاس لمنعه من منقاشة أطروحة الدكتوراه
علمنا من مصادر طلابية من ظهر المهراز ان الطالب المعاق "عادل أوتنيل" صحته تتدهور يوما بعد يوما بعد دخوله في اضراب مفتوح عن الطعام وصل الى يومه السادس في اعتصامه المتواصل لعدة اشهر داخل كلية الآداب و العلوم الانسانية بجامعة محمد بن عبد الله بفاس دفاعا على حقه العادل والمشروع في مناقشة رسالة الدكتوراه.
و افادت نفس المصادر ان الطالب عادل أصيب يوم السبت الماضي، 27 دجنبر 2014، بحالة أغماء وهو في اليوم الثالث من الإضراب عن الطعام، لأن بنيته الجسمانية و الصحية لا تستحمل الاضرابات الطويلة لان الإعاقة تلازمه منذ ولادته، فهو بحاجة ماسة إلى المواد الغذائية الضرورية لتقوية العظام خصوصا مادتي الحليب والأرز (وفق ما يحكيه أحد المقربين منه)… رغم هذا الوضع الصحي الصعب والذي يتطلب عناية غذائية خاصة ومنتظمة للحفاض على صلابة العظام التي بالكاد تساعده على الحركة، فقد أبى عادل إلا ا لاستمرار في الاضراب كطريق الوحيد لا خيار له للاستجابة لمطلبه المشروع بعد ان قام بكل المساعي لدى الادارة السنة الفارطة دون جدوى و يحمل كامل المسؤولية لادارة كلية الاداب و رئاسة الجامعة والوزارة الوصية والحكومة لما ستوؤل اليه وضعيته الصحية.
و قد حرم الطالب عادل أوتنيل من مناقشة رسالة الدكتواراه من السنة الماضية بعد اعداد وتهييء كلفه الكثير من الجهد و المثابرة رغم اعاقته دامت اربع سنوات ليفاجئ بالاهمال و رفض تحديد تاريخ مناقشة اطروحة الدكتوراه لا لشيء الا لانه طالب قاعدي ينتمي الى فصيل الطلبة القاعديين- البرنامج المرحلي المغضوب عليهم بحسب نفس المصادر.
تجدر الاشارة ان الطالب "عادل أوتنيل" من ذوي الاحتياجات الخاصة ، ولد بتزنيت سنة 1977، يعيش وحيدا في ظروف قاسية بعد وفاة والده سنة 2007، في حين توفت والدته عندما كان في السنة الثانية من عمره، وكانت إعاقته جد حادة حيث قام والده في حياته بكل ما في استطاعته لعالجه دون جدوى.،التحق عادل في البدء بمؤسسة ابن البيطار بالخميسات لذوي الحاجيات الخاصة للدراسة، و حصل على شهادة الباكالوريا تخصص آداب عصرية بالثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء، ثم انتقل إلى مدينة اكادير من أجل مواصلة مشواره في التعليم العالي بجامعة ابن زهير التي حصل فيها عام 2004 على ديبلوم الإجازة بشعبة الأدب العربي، و بعده شد الرحال إلى مدينة فاس للحصول على شهادة الماستر في شعبة الأدب العربي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد بن عبد الله في موضوع “وحدة النص الأدبي ومناهج دراسته”هو الآن يهيأ لنيل شهادة الدكتوراه بنفس الكلية بفاس حول موضوع “صور الاغتراب في شعر الصعاليك”.
ويشار إلى أن لهذا الأدبي الولوع بشغف الكلمة والقراءة، وله شهية الكتابة وسبق له ان فاز بأولى جوائزه الصغيرة في مسابقة محلية نظمتها جمعية “الجسر للثقافة و التربية” بتيزنيت حيث فتحت له آفاق الكتابة لتناول العديد من المواضيع النفسية منها، و الاجتماعية، و السياسية، يعبر عنها أحيانا بلغة “مباشرة” لدرجة الفضح ، يقوم ببناء شخوصه من نماذج اجتماعية قريبة من الواقع المعاش (المشرد مثلا، او المنتخب…)أو نماذج تراثية (أسماء عربية أصيلة).كما فاز سنة 2010 بجائزة وزارة الثقافة المخصصة لقسة القصيرة ، وأصدرت له الوزارة سلسلة الكتاب الأول عدد 72، مجموعة قصصية عنونها ب"على عتبات الليل". كما أنه متتبع للأنشطة الأدبية والثقافية ومهتم بها ولا يتوانى في السفر إلى مختلف المدن للاستمتاع بدفء جلساتها وملاقاة أصدقائه الذين تعددوا وتنوعوا بسبب الإصرار والتحدي الذي يحمله في داخله .
مواضيع ومقالات مشابهة