للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

ما الذي يجعل المغاربة من أهم الجنسيات التي ينظم مواطنوها إلى "داعش"؟


ليس من السهل معرفة لماذا يشكل المغاربة أكبر نسبة من المتطوعين ضمن صفوف التنظيم الإرهابي "داعش". فحسب الكثير من الإحصاءات المتطابقة فإن عدد المغاربة المقاتلين في صفوف التنظيم الإرهابي يقدرون ما بين 1000 و1500 مقاتل، أغلبهم قادمين من المغرب، لكن هناك الكثير منهم يلتحقون بصفوف التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق قادمين من دول أوروبية.

وقد أعادت تفجيرات باريس الحديث من جديد عن تواجد المغاربة في صفوف أخطر تنظيم إرهابي معاصر. وحسب المعلومات المتوفرة حتى الآن من مصادر رسمية فرنسية فإن الرأس المدبر لهذه العمليات هو بلجيكي من أصول مغربية، ولأول مرة يوجد ضمن شبكة هذا الإرهابي الذي أُعلن عن مقتله في عملية مداهمة في حي سان دوني بباريس، توجد فتاة من أقربائه قامت بتفجير نفسها لمنع الشرطة من اعتقالها.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن وجود مغاربة ضمن صفوف هذا التنظيم الارهابي، فقد سبق أن أُعلن عن وجود مغاربة يحتلون مناصب قيادية داخل التنظيم، فمن بينهم القائد والأمير والقاضي والسياف والمخطط والمهندس.. كما أنها ليست المرة الأولى التي يُكشف فيها عن وجود مغاربة ضمن صفوف تنظيمات إرهابية محسوبة على الإسلام السياسي. فقد كان المغاربة من ضمن الجنسيات الأولى التي التحقت بتنظيم "القاعدة" الإرهابي في أفغانسان منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي، وكان لهم معسكر خاص بهم حمل اسم "الجماعة المغربية المقاتلة".

ومع حرب العراق، انخرط جيل جديد من المقاتلين المغاربة في صفوف التنظيمات الإرهابية التي وجدت مرتعا لها في الفوضى التي خلفها الاحتلال الأمريكي للعراق. لكن، في كلتا الحالتين، الأفغانية والعراقية، كان عدد الملتحقين بصفوف التنظيمات الإرهابية من المغاربة محدودا وأغلبهم من أصحاب القناعات الإيديولوجية "الجهادية".

وإذا كان من السهل في الماضي رسم "بروفايلات" لهؤلاء "المقاتلين" الذين غالبا ما كانت تدفعهم قناعاتهم الإيديولوجية وظروف الفقر التي كانوا يعيشون فيها إلى الالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية، فإنه من الصعب اليوم رسم "بروفايل" "روبو" لـمئات "المقاتلين" المغاربة الذين يهاجرون ديارهم وأعمالهم ودراساتهم وأسرهم للالتحاق بتنظيمات إرهابية.

وقبل طرح فرضيات حول الأسباب التي تحمل شبابا في مقتبل العمر إلى الزج بأنفسهم في مغامرات قاتلة، تجب الإشارة إلى أن أغلب المتطوعين ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية من جنسيات مغربية، غالبا ما تستعملهم هذه التنظيمات كحطب في حروبها وجرائمها مستغلة ضعف ثقافتهم وجهل أغلبهم مما يساعدها على سرعة وسهولة غسل أدمغتهم، لذلك نادرا ما نسمع بوجود جنسيات أخرى خاصة من دول الخليج أو العراق أو سوريا ضمن المنفذين للعمليات التي تؤدي بأصحابها إلى القتل المحتوم. فهؤلاء، أي الجنسيات الخليجية والعراقية والسورية وغيرها من دول الشرق، يحتفظون لأنفسهم بمناصب قيادية بينما يزجون بالمتطوعين من جنسيات مغربية ومغاربية بصفة عامة خاصة من تونس والجزائر إلى الصفوف الأمامية في جبهات القتال أو يحولونهم إلى قنابل متفجرة أو إلى مجرمين قتلة ينفذون جرائمهم ببرودة دم قاتلة.

إن التفسير الظاهر حتى الآن للحضور المكثف لأصحاب الجنسيات المغربية ضمن المنفذين وأصحاب الأعمال القذرة في صفوف التنظيمات الإرهابية، هو ذلك الذي يقول بأن الجهل قبل الفقر هو الذي يدفعهم إلى أن يكونوا فرائس سهلة للتعبئة والشحن الإيديولوجي. فأغلب هؤلاء الذين كُشف عن هوياتهم يتحدرون من أسر متوسطة، لكنهم إما من أصحاب مستويات تعليمية ضعيفة، أو ممن لم ينجحوا في مساراتهم الدراسية والعملية، أو من أصحاب السوابق وخريجي السجون.

ومرة أخرى تبقى المناهج التعليمية، وفرص الدراسة واحدة من أكبر الأسباب التي تنتج أصحاب هذه العقول سهلة الشحن والأدلجة. لذلك وجبت إعادة النظر جذريا في مناهج التعليم التي تقوم على الحفظ والتلقين، وفرض التعليم حتى مستويات معينة لتجنب أن يكون آداة لتفريخ إرهابيين أو جهلة يسهل تحوليهم إلى آلات عمياء للقتل الهمجي.

علي انوزلا

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes