وثيقة تكشف فساد نظام “المعزول” سببها تلقي أموال من قطر
تسربت وثيقة سرية تكشف عن حصول مسؤولين كبار بجماعة الإخوان المسلمين في مصر على مبالغ مالية تقدر بالملايين من قطر، تسببت في توجيه تهم بالفساد والنفاق للرئيس المعزول محمد مرسي وحلفائه الإسلاميين.
وتكشف الوثيقة، التي تم الحصول عليها خلال عمليات النهب التي تعرضت لها مقرات جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة بعد عزل الجيش المصري للرئيس مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية،عن مبالغ مالية تتراوح ما بين 250 ألفاً إلى 850 ألف دولار، حصل عليها مساعدون كبار لمرسي من رئيس الوزراء القطري السابق.
ونقلت في هذا السياق شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأميركية عن خبراء قولهم إن تلك المبالغ المالية جاءت لتقوض السلطة المالية للنظام الديني.
وفي حديث له مع الشبكة، قال جوناثان سكانزر، نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها في واشنطن :” الفكرة تتلخص في أنه ونتيجة لكونهم إسلاميين وكونهم أكثر تديناً، فإنهم يتحلون بقدر أكبر من الأخلاق حين يتعلق الأمر بقضايا مثل الفساد”.
وتابع سكانزر حديثه في هذا الإطار بالقول :” ويبدو أن الإسلاميين حين يكونون في السلطة، فإنهم من الممكن أن يرضخوا في كثير من الأحيان لنفس النوعية من المغريات”.
وتم إلقاء الضوء على تلك الوثيقة، التي جاءت باللغتين العربية والإنكليزية، من جانب الصحافي المصري المستقل عبد الله حمودة خلال ظهوره مؤخراً على شاشة هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
وأعلن حمودة عن تحديه للأشخاص الذين وردت أسماؤهم في تلك الوثيقة بأن يدافعوا عن أنفسهم، لكنّ أحداً لم يرد على ذلك حتى الآن.
وسردت الوثيقة، التي يعود تاريخها للـ 28 من آذار/ مارس الماضي، التفاصيل المتعلقة بتحويل الأموال من الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق في دولة قطر، لقائمة طويلة من الأعضاء البارزين بجماعة الإخوان المسلمين.
وأكدت الشبكة الأميركية أن دعم قطر العلني لنظام مرسي تسبب بالفعل في إثارة مشاعر الغضب في مصر، من منطلق أنها تحاول الاستفادة من التغييرات الحاصلة بمصر لتعزيز أجندتها السياسية.
وعاود سكانزر ليقول إن الفساد المالي الظاهر سيكون امتداداً طبيعياً للفساد السياسي الذي يرى أنه أدى للإطاحة بمرسي.
ورغم أن مرسي قضى مدة لم تتجاوز العام في منصبه الرئاسي، إلا أنه تمكن من طرد المئات من القضاة والمسؤولين الحكوميين، وعيَّن مكانهم أشخاصًا منتمين الى جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف سكانزر :”وهو ما نُظِر إليه باعتباره تلاعباً يفوق كل الحدود”.
وأشار إلى أن “التجاوزات الوقحة للولاية الديمقراطية التي حصل عليها مرسي منذ ما يقرب من عام دفعت بعشرات الملايين من المواطنين للخروج للشارع للمطالبة برحيله، وهي التظاهرات التي تفاعلت معها القوات المسلحة القوية في مصر وأخذت قراراً بعزل مرسي في الأخير”.
ورأت الشبكة أن الأموال السرية التي تدفقت من قطر، في الوقت الذي كان يترنح فيه الاقتصاد المصري، ربما كانت مرتبطة بالقروض الضخمة التي منحتها الدولة الخليجية لمصر، والتي انتقدها خبراء اقتصاديون من منطلق أنها لا تصب في مصلحة مصر.
وقال المنتقدون وقتها إنه وبدلاً من أن تقوم حكومة مرسي باستخدام الأموال لاعادة هيكلة الديون، فإنها أضافت لعبء الديون الملقى على كاهل مصر بأسعار فائدة تفيد قطر. وأضاف سكانزر ” شكّلت مليارات الدولارات التي أنفقتها قطر في مصر استثماراً سيئاً من جانبها”.
وكالات:أ-ش-م
مواضيع ومقالات مشابهة