هل أنتج أنوزلا إرهابا!! بقلم: حسناء أبوزيد" برلمانية "
أشهرت النيابة
العامة تهما عصيبة في وجه الصحفي علي أنوزلا في قضية نشر رابط فيديو يعلن فيه
تنظيم القاعدة استهدافه للمملكة المغربية ؛ وتحدث بيان وكيل الملك أن الصحفي علي
أنوزلا بنشره للرابط يكون قد قدم المساعدة عمدا لمرتكبي أفعال إرهابية إضافة الى
تقديم أدوات والإشادة بأفعال إرهابية ؛ وعلى مايبدو أن كل هذه التهم تجد أدلتها
ومسوغاتها داخل فعل نشر الرابط ؛ وتقديم
المعلومة التي تستهدف المغرب إلى مواطنيه ؛ وإحاطتهم علماً بجزء من محيطهم السلبي
والخطير والذي يهدد رأسمال الاستقرار والأمان ؛ والواقع أن فعل النشر يحتمل قراءات
عديدة وعميقة تتنافى والنية الإجرامية التي يعتقل بسببها الصحفي علي أنوزلا ؛ فكيف
ذلك ؟؟
1- دأبت مجموعة من القنوات والجرائد والمواقع ذات الصيت العالمي من حيث الوصول إلى الخبر والمهنية العالية على نشر كل أشكال المعلومات بما فيها المتعلقة بالتهديدات الإرهابية ورسائل عصابات الخاطفين وتوسلات المختطَفين ووعيد المسلحين وهيئاتهم الصادمة ؛ وقوة عتادهم وتنوع أدوات القتل في أيديهم ؛ ولم يتبادر إلى ذهن القضاء أنها جزء من آلة انتاج الفعل الذي تنشره أو قناة داعمة له تستتر بعباءة الحق في المعلومة أو مهنة الصحافة ؛ وشكل دائماً السبق في نشر الخبر بعد التوصل به أو إليه معيار نجاح المادة الصحفية واحترافية الآلة الإعلامية.
2- إذا اعتبرنا أن المشاركة والتحريض مرتبطان بسلطة النشر التي يملكها الصحفي ؛ فقياساً عليه يستوجب اعتقال كل الصحفيين الذين ينشرون أخباراً عن الجرائم والسرقات ؛ وعن الاغتصاب والقتل ؛ والذين يتقاسمون مع القراء صورا ومقاطع حميمية أحيانا خادشة ؛لأنهم بنفس المنطق يحرضون على الإجرام ويساعدون المخالفين على توسيع دوائرهم واستشراء ظواهرهم ؛ ويزرعون داخل قلوب المواطنين مشاتل الانحراف والإجرام ؛ وقياساً عليه يُستحسن اعتقال وزير الداخلية التي يزف إلينا بإيقاع منتظم مثير أخبار تفكيك خلايا إرهابية بأمراء ومريدين وأسلحة وأطروحات ومشاريع سوداء ؛ ويخبرنا -بأمانة - عن خططهم التي أُفشلت وتحركاتهم التي رُصدت ويحيطنا علماً بحجم المخاطر الذي كانت تتهددنا والنجاة التي كُتِبت لنا والتي نريد استدامتها؛ ويعرض علينا أنواع أدوات الإرهاب المستعملة من مسدسات وأسلحة بيضاء ومتفجرات تقليدية ومتطورة ويروي لنا التفاصيل الدقيقة للفعل الإجرامي إضافة إلى نشر حمولة الخطاب ضد استقرارنا ؛ إذا استحضرنا عمق التهم الموجهة إلى الصحفي أنوزلا ؛ سيكون وزير الداخلية قد قدم مساعدة لكل من يريد أن يرتكب غداً أفعالا إرهابية ؛ ووفر عروضاً مهمة عن نوعية الأدوات المتوفرة من أجل تحقيق المآرب الإجرامية.
أما فيما يتعلق بفعل الإشادة فلايمكن توجيهه إلا للقنوات التلفزية التي تميط اللثام عن استثنائية الذكاء الإجرامي دولياً ووطنياً ؛ كما يتوجب تدمير الأقمار الصناعية والتشويش على موجات الفضائيات التي تخبر المغاربة كل يوم بما يقال فيهم وعنهم وتقرأ بصحبتهم ما يقال لهم ؛ وتكدس صور الناقمين على الحياة والحاقدين على السلام ؛ ويمكن دائماً واستناداً على هذا الإكتشاف أن نغلق القنوات التي تُرهب الانسان بالتضييق والتشديد والقوامة والتخويف من الغيب واللامنظور ؛ ونصم آذان المغاربة عن ترهيب المؤسسات الدولية والوطنية التي تصدر مؤشرات مُزعزِعة للثقة في تعليمنا وصحتنا واقتصادنا ومستويات استشراء الرشوة فينا والكسب الغير المشروع في جيوبنا ونزيف تهريب الأموال من خزائننا وأحوال سجوننا ومراكز الطفولة والصحة العقلية ووضع التنمية وأعطاب الحكامة وتداخل المال والسلطة.
لا أعتقد أن عزل المواطنين عن واقعهم ومحيطهم وإكراهاتهم والتهديدات التي تحيط بهم والتي تعتبر جزءاً طبيعيا من صيرورتهم ؛ وسيلة ذكية للحفاظ على الاستقرار والسلم المطلوبين ؛ وليس من الحكمة أن لا يأخذ المغاربة علماً بأشكال أعدائهم وتوجهاتهم وقرائنهم وتهديداتهم ؛ لمجموعة من الرهانات المجتمعية الحقيقية المتمثلة في نشر الوعي والتحسيس وتمنيع المناخ المغربي ضد الانحراف إلى الإرهاب والتطرف وبناء سلم اجتماعي حقيقي قادر على الصمود في وجه الأزمات الاقتصادية والفكرية والثقافية وفي وجه محدودية السياسات العمومية والاحتقانات الطبقية والجغرافية والاجتماعية ؛ بعيداً عن آليات الترهيب ومقاربة صم الآذان وكتم الأنفاس واعتقال أصوات الخبر.
لا أعتقد أن نشر الرابط دليل كاف على انتاج الصحفي لمساهمة إرهابية ؛ ولا يستقيم أن يتهاوى من الأذهان ترابط مكونات الفعل الإجرامي والتي تبدو شاحبة إلى حد الآن ؛ وستبقى حيثيات تطويع العلاقة بين الفعل والحديث عن الفعل حجر الزاوية في هذه المتابعة.
1- دأبت مجموعة من القنوات والجرائد والمواقع ذات الصيت العالمي من حيث الوصول إلى الخبر والمهنية العالية على نشر كل أشكال المعلومات بما فيها المتعلقة بالتهديدات الإرهابية ورسائل عصابات الخاطفين وتوسلات المختطَفين ووعيد المسلحين وهيئاتهم الصادمة ؛ وقوة عتادهم وتنوع أدوات القتل في أيديهم ؛ ولم يتبادر إلى ذهن القضاء أنها جزء من آلة انتاج الفعل الذي تنشره أو قناة داعمة له تستتر بعباءة الحق في المعلومة أو مهنة الصحافة ؛ وشكل دائماً السبق في نشر الخبر بعد التوصل به أو إليه معيار نجاح المادة الصحفية واحترافية الآلة الإعلامية.
2- إذا اعتبرنا أن المشاركة والتحريض مرتبطان بسلطة النشر التي يملكها الصحفي ؛ فقياساً عليه يستوجب اعتقال كل الصحفيين الذين ينشرون أخباراً عن الجرائم والسرقات ؛ وعن الاغتصاب والقتل ؛ والذين يتقاسمون مع القراء صورا ومقاطع حميمية أحيانا خادشة ؛لأنهم بنفس المنطق يحرضون على الإجرام ويساعدون المخالفين على توسيع دوائرهم واستشراء ظواهرهم ؛ ويزرعون داخل قلوب المواطنين مشاتل الانحراف والإجرام ؛ وقياساً عليه يُستحسن اعتقال وزير الداخلية التي يزف إلينا بإيقاع منتظم مثير أخبار تفكيك خلايا إرهابية بأمراء ومريدين وأسلحة وأطروحات ومشاريع سوداء ؛ ويخبرنا -بأمانة - عن خططهم التي أُفشلت وتحركاتهم التي رُصدت ويحيطنا علماً بحجم المخاطر الذي كانت تتهددنا والنجاة التي كُتِبت لنا والتي نريد استدامتها؛ ويعرض علينا أنواع أدوات الإرهاب المستعملة من مسدسات وأسلحة بيضاء ومتفجرات تقليدية ومتطورة ويروي لنا التفاصيل الدقيقة للفعل الإجرامي إضافة إلى نشر حمولة الخطاب ضد استقرارنا ؛ إذا استحضرنا عمق التهم الموجهة إلى الصحفي أنوزلا ؛ سيكون وزير الداخلية قد قدم مساعدة لكل من يريد أن يرتكب غداً أفعالا إرهابية ؛ ووفر عروضاً مهمة عن نوعية الأدوات المتوفرة من أجل تحقيق المآرب الإجرامية.
أما فيما يتعلق بفعل الإشادة فلايمكن توجيهه إلا للقنوات التلفزية التي تميط اللثام عن استثنائية الذكاء الإجرامي دولياً ووطنياً ؛ كما يتوجب تدمير الأقمار الصناعية والتشويش على موجات الفضائيات التي تخبر المغاربة كل يوم بما يقال فيهم وعنهم وتقرأ بصحبتهم ما يقال لهم ؛ وتكدس صور الناقمين على الحياة والحاقدين على السلام ؛ ويمكن دائماً واستناداً على هذا الإكتشاف أن نغلق القنوات التي تُرهب الانسان بالتضييق والتشديد والقوامة والتخويف من الغيب واللامنظور ؛ ونصم آذان المغاربة عن ترهيب المؤسسات الدولية والوطنية التي تصدر مؤشرات مُزعزِعة للثقة في تعليمنا وصحتنا واقتصادنا ومستويات استشراء الرشوة فينا والكسب الغير المشروع في جيوبنا ونزيف تهريب الأموال من خزائننا وأحوال سجوننا ومراكز الطفولة والصحة العقلية ووضع التنمية وأعطاب الحكامة وتداخل المال والسلطة.
لا أعتقد أن عزل المواطنين عن واقعهم ومحيطهم وإكراهاتهم والتهديدات التي تحيط بهم والتي تعتبر جزءاً طبيعيا من صيرورتهم ؛ وسيلة ذكية للحفاظ على الاستقرار والسلم المطلوبين ؛ وليس من الحكمة أن لا يأخذ المغاربة علماً بأشكال أعدائهم وتوجهاتهم وقرائنهم وتهديداتهم ؛ لمجموعة من الرهانات المجتمعية الحقيقية المتمثلة في نشر الوعي والتحسيس وتمنيع المناخ المغربي ضد الانحراف إلى الإرهاب والتطرف وبناء سلم اجتماعي حقيقي قادر على الصمود في وجه الأزمات الاقتصادية والفكرية والثقافية وفي وجه محدودية السياسات العمومية والاحتقانات الطبقية والجغرافية والاجتماعية ؛ بعيداً عن آليات الترهيب ومقاربة صم الآذان وكتم الأنفاس واعتقال أصوات الخبر.
لا أعتقد أن نشر الرابط دليل كاف على انتاج الصحفي لمساهمة إرهابية ؛ ولا يستقيم أن يتهاوى من الأذهان ترابط مكونات الفعل الإجرامي والتي تبدو شاحبة إلى حد الآن ؛ وستبقى حيثيات تطويع العلاقة بين الفعل والحديث عن الفعل حجر الزاوية في هذه المتابعة.
مواضيع ومقالات مشابهة