صحفيون وفنانون.. ممنوعون في المغرب هنا صوتك
عبر فنانون
وصحافيون مغاربة عن قلقهم إزاء ما يتعرضون له من مضايقات تصل حد السجن، وقد دفع
الأمر بالفنان رشيد غلام إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان في العاصمة الرباط
مكمم الفم، وقد تحلق حوله بعض معجبيه وأعضاء جماعة العدل والإحسان المحظورة التي
ينتمي إليها. كان ذلك في اليوم العالمي لحقوق الإنسان. "هناك تضييق كبير على
حرية التعبير والكلمة، التي لا زال صدر السلطة في المغرب يضيق بها"، يقول علي
أنوزلا لـ "هنا صوتك" الذي أطلق سراحه قبل بضعة أسابيع.
أدى رشيد غلام "القلب يعشق كل جميل" في دار
الأوبرا المصرية، وغنى أيضا "علّيو الصوت" لحركة 20 فبراير في موجة
الربيع العربي، لكنه ممنوع في بلده المغرب. "حرماني من حقي في حرية التعبير
وإحياء الحفلات الفنية بالمغرب، شهادة على أن الحقوق غير محترمة وأن السلطة تمارس
أكذوبة كبيرة بكونها تحترم حقوق الإنسان."
وأوضح غلام أن المنع الذي يضرب عليه منذ سنوات يشمل ظهوره
على وسائل الإعلام، فضلا عن عدم السماح له بمزاولة أنشطته الفنية في قاعات العرض
والمسارح والاستوديوهات الخاصة.
وفي جواب له حول ما إذا كان قد تلقى منعا رسميا من طرف
السلطات، قال غلام إنه لم يتلق منعا رسميا، وأضاف قائلا: "في كل مرة أتقدم
فيها بطلبات لإحياء عروض فنية بالمغرب، إما تنسف في آخر لحظة أو يقطع الكهرباء عن
صالة العرض أو تحاصر القاعة برجال الأمن لمنع الحضور."
صوت السلطة السائد
غير بعيد عن مكان وقوف الفنان رشيد غلام أمام مقر
البرلمان، تحلق عشرات النشطاء والحقوقيين في سلسلة بشرية "دفاعا عن الحقوق
والحريات".
حمزة محفوظ، أحد شباب حركة عشرين فبراير، قال في حديث
ل"هنا صوتك": "إن السلطات في المغرب تصر على أن يكون الصوت السائد
هو الصوت الذي يطبل ويصفق للقرارات والخطابات الرسمية، وكل فنان أو صحفي يعارض
التوجه الرسمي، أو حتى يتحفظ عليه، يتم منعه والتضييق عليه، وذلك بإقصائه من
الإعلام العمومي أو المهرجانات والحفلات العامة. هناك أمثلة عديدة، من بينها أيضا
الصحفي علي أنوزلا المتابع بقانون الإرهاب في سابقة من نوعها في العالم."
وكانت الشرطة المغربية قد اعتقلت الصحفي علي أنوزلا رئيس
تحرير موقع "لكم" في 17 سبتمبر الماضي، لنشره مقطع فيديو منسوب لتنظيم
"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ينتقد الملك محمد السادس، قبل أن
يطلق سراحه بعد حوالي شهر من السجن، لتستمر متابعته في حالة سراح.
تضييق على الصحافة
علي أنوزلا قال أيضا في حديث ل"هنا صوتك" إن
"هناك تضييقا كبيرا على حرية التعبير والكلمة، التي لا زال صدر السلطة في
المغرب يضيق بها، لأنه يخاف كل كلمة مزعجة وأي سلطة مضادة، سواء كانت عبر الفن أو
الصحافة الحرة."
عن أشكال التضييق يحكي أنوزلا: "ما تعرضت له شخصيا
من السجن خير مثال، واليوم ونحن نخلد اليوم العالمي لحقوق الإنسان، كنت على موعد
مع المتابعة القضائية. هذا فضلا عن الحصار المادي الذي تضربه الدولة بمنع
الإعلانات عن الصحف المستقلة التي تتناول قضايا حساسة قد تلامس ما يعرف في المغرب
بالخطوط الحمراء" .
الهجرة هي الحل
وفي ظل المنع أو التضييق الذي يواجهه الفنانون والصحفيون
في المغرب قد يضطر البعض إلى الهجرة أو تقديم أعماله الفنية في الخارج. من بين
هؤلاء الفنان المغربي الساخر أحمد السنوسي المعروف ب"بزيز"، الذي أكد في
حديث "لهنا صوتك" أنه "شرع في تقديم عروضه بالخارج، خصوصا بعد تعرض
أعماله للمنع في القنوات العمومية المغربية زهاء 20 عاما، حيث قدم عروضا تعالج
قضايا المغرب بعدد من المدن الأوروبية، آخرها ستراسبورغ بفرنسا، وعرفت حضورا كبيرا
لجمهور المغاربة المقيمين بأوروبا."
"بزيز" أضاف قائلا: "نحن أصبحنا كلاجئين
في بلدنا المغرب"، وذلك في إشارة إلى المنع الذي يتعرض له من الظهور في
القنوات العمومية وصالات العرض في المغرب. "لدي ما يكفي من الملفات والدلائل
على المنع والإقصاء"، يختم الفنان الساخر أحمد السنوسي.
الرباط: أنس عياش
مواضيع ومقالات مشابهة