الذكرى الحادية العاشرة لإغتيال المناضلة الامريكية "راشيل كوري" بجرفة الدولة الصهيونية
تحل اليوم الذكرى الحادية العاشرة لوفاة المناضلة الامريكية "راشيل كوري" التى قتلت وهى تدافع عن الفلسطنيين يوم 16 مارس 2003 حيث تم سحقها من قبل جرافة إسرائيلية أثناء محاولتها التصدى لها لمنعها من هدم منزل احد المواطنيين الفلسطينيين برفح.
راشيل كوري هى مناضلة أمريكية ولدت عام 1979/04/10، وهي عضو فى حركة التضامن العالمية وسافرت الى قطاع غزة ابان الانتفاضة الفلسطينية الثانية وكانت تعمل على نقل حقيقة معاناة الشعب الفلسطني من وحشية الاحتلال الاسرائيلى بعين الواقع واثناء تواجدها بغزة كانت قوات الاحتلال تقوم بهدم منزل احد المواطنين برفح فتصدت للجرافة الا انها دهستها عمدا واردتها قتيلة واضحت شهيدة دفاعا عن القضية الفلسطينية واصبحت رمزا للمقاومة الصهيونية.
ولدت الراحلة راشيل كوري في مدينة اولمبيا "Olympia" عاصمة ولاية واشنطن على المحيط الهادي، شمال غرب الولايات المتحدة الأمريكية في 1979/04/10 و اغتيلت في 2003/03/16، عندما سحقت تحت جنازير بولد وزر الجيش الإسرائيلي (و تزن 56 طن) ذهابا وإيابا على جسدها الطاهر حيث انها اختلطت دمائها الزكية بالأرض الفلسطينية الطاهرة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي دفع هذه الفتاة الأمريكية الناشطة في مجال حقوق الإنسان و الكاتبة أيضا لتجئ وهي في عمر الربيع و تقطع ما يزيد عن 15000 كم وتختار نقطة ساخنة آنذاك كمدينة رفح (جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر) و لتهب مع زملائها من حركة التضامن الدولية "ISM" التي تأسست عام2001 لنصرة القضية الفلسطينية.
إن معظم من في جيل "راشيل" يفكرون بالحصول على حياة رغيدة ويحلمون بوظيفة تدر دخلاً عالياً في العاصمة الاقتصادية للولاية وهي سياتل والتي تضم كبرى الشركات العالمية (مايكروسوفت و بوينغ). و لعل الدوافع النفسية و الإنسانية التي جاءت بها الى رفح لتقف مدافعة عن هدم البيوت الفلسطينية المجاورة للخط الدولي هو أولا إيمانها بالقضية الفلسطينية بأنها قضية عادلة وثانياً لأن تربيتها الأسرية وجوها الأكاديمي أتاحا لها تفكيراً رحباً يتجاوز حدود الولايات الأمريكية لتصبح راشيل مناضلة إنسانية. وهناك من سبقها في تقديم تضحيات عبر التاريخ في سبيل الحرية أبرزهم جان دارك في فرنسا و تشي جيفارا في أمريكا اللاتينية.
لقد أسست أسرة راشيل كوري (والدتها سيندي، ووالدها كريغ، وشقيقتها سارة) وكثيرون آخرون من محبي السلام والباحثين عن العدالة في أمريكا و العالم مؤسسة راشيل كوري للعدل و السلام كما أقاموا معرضاً فنياً دائما باسمها بوسط مدينة اولمبيا مسقط رئسها إذ عبر عشرات الفنانين التشكيليين عن مساهماتهم و فنونهم التي تعرض بصورة دائمة هناك.
و بعد مرور سبع سنوات على رحيل راشيل تقدمت الأسرة بدعوى ضد الحكومة الإسرائيلية لتنظر القضية أمام محكمة حيفا وذلك بتاريخ 2010/03/10، حيث صرح والد الضحية كريغ كوري أن عائلة راشيل لازالت تبحث عن العدالة لإنصافها منذ سبع سنوات، الأمر الذي لم يتحقق بعد.
و قالت والدتها سندي بأن الأسرة لازالت تنتظر تحقيقاً مفتوحاً في قضية استشهاد راشيل و أضافت انها تريد فقط القول لراشيل بأن العائلة تواجدت هنا اليوم (في حيفا) لتقوم بما قامت به تماماً، و آمل أن تكون (راشيل) فخورة بالجهود التي نبذلها، وذلك على اثر القضية و المحاكمة التي تنظر في حيفا كما اشرنا.
أما محامي الأسرة حسين ابو حسين فقد أفاد أمام المحكمة بأن قوات الجيش الإسرائيلي قد قامت بخرق القانون الدولي و الإسرائيلي مقابل احتجاج سلمي من مدنيين عزل واستعمال القوة المفرطة و غير المتكافئة دون أي اعتبار للحياة الإنسانية و قال أحد شهود العيان أمام المحكمة (رأيت البولدوزر يقتل راشيل الناشطة الأمريكية عندما كانت تحاول الدفاع عن البيوت الفلسطينية من الهدم).
و كل التقدير و الاحترام لأسرة راشيل و لتلك التربية الرائعة التي أنجبت ابنتهم المناضلة الشهيدة راشيل كوري.
مواضيع ومقالات مشابهة