تقرير حول احداث تيفلت اثر تسلق محماد بائع الهواتف للاقط هوائي فوق سطح مفوضية تيفلت احتجاجا على مصادرة بضاعته
يوم الثلاثاء 25 مارس 2014 حوالي الساعة الثانية بعد الزوال ، شاب يتسلق لاقط هوائي مثبت فوق سطح مفوضية تيفلت ، بعلو يتجاوز 50 مترا . بدأ سكان المدينة يتقاطرون الى كوميسارية تيفلت باندهاش ، بعد حوالي ساعة يتم استدعاء قوات الأمن من الخميسات ويحضر نائب وكيل الملك ,
بعد ساعة تقريبا أصبحت الشوارع مكتظة بالمواطنات والمواطنين بحيث توقفت حركة المرور من وإلى المحطة الطرقية ، ثم بدأ محماد المزديوي ( أواخر العقد الثالث من عمره ) يلقي برسائله ومنشوراته من الأعلى ، ويجري اتصالات هاتفية لم تنقطع على مدى أربع ساعات ، ويطلب من أصدقائه الاتصال بالجمعية المغربية لحقوق الانسان ومناضلي حركة 20 فبراير .
علم الجميع أن الشاب المعلق هو محماد بائع الهواتف النقالة بالشارع الرئيسي تيفلت ، وأنه يتعرض لحكرات متعددة سواء من طرف عمداء الشرطة أو من طرف القائد . فقد تم احتجاز سلعه لمرات متعددة ، كما تعرض للتعنيف مصحوبا بزوجته من طرف العميد رئيس الضابطة القضائية، تبين أيضا أنه يطالب بحضور الوكيل العام للملك من أجل طرح مطالبه، وبعد ساعة أيضا بدأ المواطنون يرددون شعارات حركة 20 فبراير متمحورة حول ما يتعرض له المواطنون والمواطنات داخل مخفر شرطة تيفلت ، ويشيرون بالاسماء الى منتهكي هاته الحقوق .
حوالي الساعة الخامسة يتقدم أعضاء الجمعية والحركة بطلب الي الأمن قصد فتح حوار مع محماد ، إلا أن ذلك لم يتم إلا بعد إذن من نائب وكيل الملك , بعد الاذن، ينتذب المناضلون منسق حركة 20 فبراير " محمد المسيح " مصحوبا بأحد أصدقاء محماد وهو أيضا بائع متجول ، ولحوالي 20 دقيقة ومحماد يحكي بصوت قوي عن معاناته مع شرطة تيفلت ، وأن مطلبه هو حضور الوكيل العام للملك وأنه ليس في نيته الانتحار.
حوالي الساعة السادسة والنصف بدأ رشق الكوميسارية وبعض سيارات رجال الامن بالحجارة وينزل محماد من أعلى البرج بمعاينة الاف المواطنات والمواطنين محتشدين في كل الشوارع والساحات وملعب كرة القدم المحاد للكوميسارية .
وعلى بعد خمسة أمتار تقريبا يتهاوى أو يتم اسقاطه ( لاأحد يعلم بالضبط ما جرى ) ليتم نقله الى مشتسفى ابن سيناء بالرباط بعدما تعرض لكسور ، في هذه الاثناء لابد من الاشارة إلى أن مناضلي الحركة والجمعية حاولوا إيقاف هذا التراشق بالحجارة سواء من طرف شباب غاضب أو من طرف الاجهزة القمعية . وأن الشعار الشهير للحركة ' سلمية سلمية لاحجرة لاجنووية " لم يكن ليوقف غضب شبيبة تعاني من "الحكرة" تعاين محاماد وهو يتهاوى أو يسقط من برج كوميسارية تيفلت.
لحوالي ثلاث ساعات وشوارع مدينة تيفلت تعيش أطوارا من مواجهات قوية بين قوات الامن وشباب منتفض يتبادلون الرشق بالحجارة في فر وكر، وإغلاق للشوارع سواء باستعمال قمامات النفايات ، أو وضع الحجارة ( تروتوار-) من أجل عرقلة سيارات الشرطة من التحرك بحرية لمطاردة الشباب الغاضب ( أغلبهم قاصرين ).
وأنا أصيغ هذا التقرير الوصفي لما عايشته مع رفاقي في حركة 20 فبراير ومناضلي الجمعية المغربية فرع تيفلت والمناضلون الديمقراطيون والتقدميون بالمدينة لابد أن أطرح الملاحظات والتساؤلات التالية :
أولا : من أوصل محماد الى هذه الوضعية ؟ اليس عميد شرطة تيفلت والعميد رئيس الضابطة القضائية بتيفلت.
ثانيا : ألم يتم اعتقال فؤاد بلبال الكاتب العام لفرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان بتيفلت واحد أبرز مناضلي حركة 20 فبراير بسبب مباشر من العميدين ؟
ثالثا : الم يتم تعنيف مواطنات ومواطنين بأقل من أسبوع من أمام بيوتهم بحي الاقتصاد وهم يحاولون منع اتصالات المغرب من تركيز لاقط هوائي .
رابعا : ألم يلتحق مجموعة من مناضلي حركة 20 فبراير يوم 23 مارس بالمديرية العامة للامن الوطني بالرباط ، يطالبون بمقابلة مسؤول أمني من أجل طرح قضاياهم .
خامسا : منذ انطلاق حركة 20 فبراير وهي ترفع شعاراتها العامة ولمئات الوقفات والمسيرات والبيانات والنداءات كانت تشير بالاسماء الى زمرة من المفسدين وأساسا بعض عمداء الشرطة .
سادسا : أثناء المواجهات وبجانب قوات الامن كان مجموعة من البلطجية في الصفوف الامامية أبرزهم " الزطوطي وبودراع ...." والذين شاركوا قوات القمع في الرشق والضرب والاعتقال.
سابعا: وأثناء المواجهات ، أين اختبأ "برلمانيو المدينة ومستشاروها." ؟
ثامنا : هؤلاء الشباب الغاضب وجهوا غضبهم اتجاه مؤسسة واحدة ووحيدة هي مؤسسة الأمن ولم يعتدوا على ممتلكات الناس من دكاكين وسيارات ومقاهي ومطاعم .فقد تم رشق مقهى"روزالبيندا "فقط لماذا ؟؟؟؟
وأخيرا لم نتمكن من ضبط معتقلي هذه الاحداث ؟ ولا ندري كيف سيتم التعامل معهم وهل سيتم فبركة ملفات وإلصاقها بشباب أغلبهم قاصرين ؟؟أم ماذا ؟؟؟ سنرى ؟؟؟
من انجاز: محمد المسيح / تيفلت في 26 مارس 2014
مواضيع ومقالات مشابهة