للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

اثنان وأربعون ( 42 ) عاما على استشهاد أديب الثورة الفلسطينية غسان كنفاني..


في الثامن من تموز 1972 استشهد في بيروت رفيقنا القائد الجبهاوي ..المثقف الثوري الماركسي الوطني والقومي والاممي الاديب الروائي الفنان غسان كنفاني..الناطق الرسمي للجبهة رئيس تحرير مجلة الهدف على يد العدو الصهيوني حيث قام عملاء الموساد بوضع عبوة ناسفة انفجرت في سيارته واستشهد معه ابنة شقيقته الشهيدة لميس……..

في ذكراه الثانية والاربعين ، حيث تشتعل اليوم حالة ثورية جماهيرية في شعفاط والقدس والخليل وغزة ونابلس وبيت لحم ضد المحتل الصهيوني الذي قام باعتقال المئات من المناضلين الفلسطينيين إلى جانب ممارساته العدوانية النازية التي أدت إلى استشهاد وجرح العشرات من شبابنا في الضفة الغربية وقطاع غزة .... تلتقي في هذه اللحظة روح الشهيد محمد أبو خضير مع روح الشهيد غسان وكل شهداء شعبنا .. وفي هذه اللحظة أيضاً تتجسد وتتواصل تضحيات وتطلعات شعبنا وإصراره على تحقيق أهدافه من اجل التحرر والاستقلال والعودة.

في هذه المناسبة التي تأتي في خضم الحالة الثورية الجماهيرية في الضفة والقطاع ، نسأل أنفسنا ،

ترى لماذا لا زال يُكتَب حتى اليوم عن غسان كنفاني وكأنه اغتيل أمس أو كان أدبه كتب قبل لحظة؟

، والجواب بسيط ، غسان كنفاني مناضل ومثقف ثوري وروائي مبدع متعدد الأوجه والدلالات والأفكار وعمق الرؤية ، فمع كل مرة تقرؤه تكتشف جديداً، كلما رأيته اكتشفت في وجهه ملامح جديدة ، المؤسف أننا نستطيع الزعم بان العدو اكتشف مواهب الرجل قبل أن يكتشفها كثير من الفلسطينيين والعرب، فحسم أمره في حين لا زال البعض في الساحة الثقافية اليسارية الفلسطينية والعربية غير منتبه إلى ذلك الكائن السري الساكن بين حروف كنفاني .

اغتاله الأعداء لأنه حمل فاعلية الكتابة التي تصنع جيلاً سيعثر على أداة التعبير عن فاعليته في سلاح الوعي بالنظرية الثورية والواقع وفي صيرورة بناء الحزب الثوري الطليعي والجماهيري ضمانة رئيسية ووحيدة لكي يستعيد اليسار الماركسي دوره النضالي التحرري والديمقراطي .

يقول المفكر التقدمي الديمقراطي فيصل دراج: نسي الفلسطينيون، في غمرة تفاؤلهم، التوقف أمام أربع قضايا أساسية: ما هي طبيعة "الكيان الصهيوني" الذي سيحاربونه؟ ما هي العلاقة بين الكفاح المسلّح والعمل السياسي، وهل يتكاملان ويتفاعلان ، أم أنّ لكل منهما قناة منعزلة عن الآخر؟ الأمر الذي حوّل الكفاح المسلّح إلى عادات إعلامية يومية تتحدّث عن الشهداء ، وإلى مجال للتنافس الكئيب بين تنظيمات مختلفة. ما علاقة الكفاح المسلّح بالتسييس داخل المجتمع الفلسطيني نفسه ، وهل المقاتل يساوي البندقية أم أنّ البندقية لا معنى لها إلاّ إذا كانت في يد مقاتل مبادر عاقل مستقل، له دور في "التحرير" لا في تزيين ملصقات متشابهة أم متنافرة. 

أمران سلبيان أساسيان ميّزا العمل الوطني الفلسطيني: يمس أولهما معنى الإنسان المقاتل ، هكذا تمّ القفز فوق "قيمة الإنسان" ، علماً أنّ احترام الإنسان هو المقدّمة البسيطة الأولى لإنجاز أي عمل وطني. ويمس ثانيهما علاقة السياسة بالأخلاق ، ذلك أنّ سياسة تحوّل الإنسان إلى شيء مجرّد ، لا تستطيع ، التأسيس لسياسة وطنية ناجعة. 

أمران مأساويان جديران بالتوقف عندهما ، الشعب الفلسطيني ، الذي سقط عليه سوء حظ تاريخي لا يحتمل ، أعطى ، ولا يزال ، كل ما يستطيع وخاصة الفئات الفقيرة منه ، التي يشهد على مصيرها الظالم مخيّم تل الزعتر وصبرا وشاتيلا في لبنان ، وصولاً إلى مخيم جنين وأحياء ومخيمات غزة.

وإذا كان غسان بحسّه الأخلاقي ونزاهته المعرفية ، قد رصد ثورة 36 رصداً مفصّلاً دقيقاً ، فإنّ مقابر الفلسطينيين المتنوعة ، المنتشرة في أماكن متنوعة –كما يضيف فيصل دراج-، لا تزال تحتاج إلى من يعيد كتابة وقائعها ، ليس دفاعاً عن الأموات وولعاً بالقبور ، ولكن تعبيراً عن احترام لهؤلاء الذين قضوا غدراً ، أو رحلوا وهم يدافعون عن حقهم في الوجود ، أو احتجاجاً على منفى ظالم وقع عليهم.

غازي الصوراني
image

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes