القصة الكاملة لفضيحة التجسس الإماراتية على المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة
حصل موقع الجمهور من مصادر متطابقة داخل حركة المقاومة الإسلامية حماس على تفاصيل جديدة تؤكد ما نشرناه سابقا عن أكبر فضيحة قد تهز دولة الإمارات العربية المتحدة على الإطلاق، والمتمثلة في تورط وفد الهلال الأحمر الإماراتي -الذي وصل القطاع قبل أيام بحجة تقديم مساعدات إنسانية- في مهمة تجسسية سرية لصالح إسرائيل.
المصادر التي تحدثت إلى الجمهور من داخل قطاع غزة، أكدت أن الوفد الإماراتي المكون من 50 طبيبا والذي وصل القطاع بحجة إقامة مستشفى ميداني، غادر فجر الأحد على نحو مفاجئ من خلال معبر رفح المصري، وترك كافة معداته دون سابق إنذار.
وأوضحت المصادر أن مغادرة الوفد على هذا النحو، جاءت بعد أن اكتشف الجهاز الامني التابع لحركة حماس بما لا يدع مجالا للشك أن جميع أفراد الطاقم الإماراتي يعملون لصالح إسرائيل، وأن مهمتهم السرية التي جاؤوا من أجلها إلى قطاع غزة تنص على جمع معلومات استخبارية عن مواقع كتائب القسام ومنصات إطلاق الصواريخ
ولفتت المصادر إلى أن التحقيقات المطولة التي اخضع لها الوفد الاماراتي كشفت بشكل قاطع عن أن عددا من أعضائه يعملون كضابط كبار في جهاز الأمن التابع لأبو ظبي
وأشارت إلى أن أبو ظبي بدأت إجراء اتصالات مكثفة مع قيادة حماس لاحتواء الفضيحة، عن طريق محمد دحلان وهو مستشار محمد بن زايد للشؤون الامنية.
وقال مصدر مقرب من حركة حماس لموقع الجمهور إن دحلان وعديد قيادات فتح المقربة منه توسلت قيادة الحركة لاحتواء الازمة ولملمة الطابق.
وقال مصدر آخر إن القيادي الفتحاوي المقرب من دحلان سفيان أبو زايدة اتصل بقيادات حركة حماس وناشدها عدم نشر التفاصيل المتعلقة بفريق الهلال الأحمر الاماراتي، كما طلب السماح للفريق مغادرة القطاع على وجه السرعة
وأكد براء الرنتيسي نجل القيادي الراحل في حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي صحة المعلومات التي حصل عليها موقع الجمهور
وقال في تصريحات صباح الأحد إن المقاومة أمسكت فعلا بشبكة تجسس إماراتية، وإن الوفد الطبي الإماراتي الذي وصل غزة غادرها، بعد تلقيه تحذيرا أمنيا من الجهات المختصة في القطاع.
وأضاف: تأكدنا أنه وفد مخابراتي تجسسي، سمح له من قبل عبد الفتاح السيسي دخول القطاع من أجل جمع معلومات عن المقاومة، وعن أماكن الصواريخ وغيرها من المعلومات، التي تخدم إسرائيل
وأردف قائلا: تجدر الإشارة إلى أن الجهات الأمنية المختصة قامت بمراقبة الوفد منذ اللحظة الأولى لدخوله غزة، وسرعان ما اكتشفت الغاية من دخوله.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني المقرب ايضا من حركة حماس ابراهيم حمامي إن حماس والمقاومة قررت خوض المعركة بجميع جبهاتها، أي ضد الاحتلال ومن يقف معه ويدعمه ويبرر له فلسطينيا أو عربيا أو دوليا.
وأضاف أن تعاطي حماس هذه المرة مع الأحداث يختلف عن كل مرة، فرفض الدعوة لزيارة القاهرة وفضح الدور التجسسي للامارات في غزة والاصرار على شروط المقاومة، يعني أنه لا مهادنة ولا مجاملة.
وتابع: لولا أن أهل غزة لا يريدون التصعيد لألقوا القبض على جواسيس محمد بن زايد ودحلان، ولما سمحوا لهم مغادرة القطاع.
وتابع ايضا: من الصعب فهم كم الحقد الغريب الذي يتلبس حكام الامارات ضد الثورات العربية بشكل عام والمقاومة بشكل خاص .. المعلومات تتحدث عن دور قذر غير مسبوق ومليارات للدمار في غزة.
وقال مصدر مماثل في قطاع غزة لموقع الجمهور إن المستشفى الميداني الذي كان الطاقم الإماراتي يتجهز لافتتاجه بجوار مستشفى الأقصى بدير البلح كان يراد له أن يكون أكبر وكر للتجسس داخل القطاع لمصلحة إسرائيل.
وأضاف أن الطاقم استعان عقب دخوله القطاع بعديد الممرضين والأطباء المؤيدين لدحلان، للاستفادة منهم في مهام التجسس.
وزاد أن عديد الأطباء والممرضين المستنكفين عن العمل توافدوا على مقر المستشفى الميداني الإماراتي قبل أن يفتضح أمر الطاقم، وذلك بناء على تعليمات من دحلان نفسه.
ولفت إلى أن التحقيقات أثبتت تورط هؤلاء الأطباء والممرضين بالعمل لصالح دحلان في القطاع، ولخدمة الأغراض التجسسية التي جاء من أجلها الطاقم الاماراتي، وتم احتجازهم بالكامل واخضاعهم إلى التحقيقات.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية قالت إن كتائب سرايا القدس -الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي- أبلغت كتائب القسام أن أحد المواطنين أبلغ كوادرها بأن أحد أفراد طاقم الهلال الأحمر الاماراتي كان يجري تحريات ويبحث في معلومات عن أماكن إطلاق الصواريخ، وانه كان يلمح إلى أنها تطلق
من مناطق سكنية، وأن ذلك يعوق عملهم كطاقم إنساني، وذلك في محاولة منه لاستنطاق واستدراج معلومات من المواطن الفلسطيني.
وأشارت إلى أن كوادر إنسانية فلسطينية أبلغت الطاقم المذكور أنها تقدر عاليا جهوده الإنسانية، لكنها وحرصا على سلامته طلبت منه تنسيق أي تحرك معها ومع الأجهزة الأمنية المختصة، في محاولة للسيطرة على تحركاته ورصدها أولا بأول.
وكانت صحيفة هآرتس الاسرائيلية أكدت أن إسرائيل تعاني شح المعلومات الاستخباراتية بخصوص ما يجري على الأرض في غزة، لا سيما بعد أن تمكنت أذرع حماس الأمنية من كشف واعتقال بل وقتل عدد كبير من العملاء.
وأوضحت الصحيفة أن شح المعلومات وعنصر المفاجأة في مبادرات القسام العسكرية وتطور إمكاناتها التقنية، تسببت بإرباك الأجهزة الأمنية والعسكرية الاسرائيلية، وأنها طلبت من عدة أجهزة أمنية عربية صديقة التعاون معها في هذا الصدد، دون أن تذكر هذه الأجهزة ولا الدول المنتمية إليها.
مواضيع ومقالات مشابهة