ساكنة قرية أكوراي المنسية تتحدى التهميش و تعلن يوما للغضب
نظمت ساكنة اكوراي بالجنوب الشرقي لإقليم تنغير ،مسيرة احتجاجية، يوم الخميس 7 غشت 2014، حيث جعلته ساكنة المنطقة يوما للغضب، جسدت فيه تشبثها بمطالبها ، رغم كل المحاولات التي تقوم بها كل القوى (المسؤولة) محليا لثنيها على التخلي عن مثل هذه الإشكال الاحتجاجية .
ورفعت الساكنة المحتجة على التهميش و الاقصاء شعارات: لا للتهميش ... لا للحكرة ... ولا للتلاعبات بالشأن العام للمواطنين ... لا للرشوة ... نعم للحرية ... . و انطلقت المسيرة من مدشر "أسرير" نحو القصر القديم " إيمن يغرم " ذهابا وإيابا ، لتشد خطواتها نحو مركز "أسول" على بعد 5 كيلومترات، وهي الطريق التي لازال الحديث والغموض يكتنفها، بعد أن تم إيقاف الأشغال التي كان المقاول الايطالي " فرانكو "يباشرها في غياب تام للمراقبة من طرف وزارة التجهيز، ومعها مديرية الأشغال العمومية "t-p ". وأنت تمر على هذه الطريق وتحاول أن تمعن النظر على امتدادها، فلا تجد ولو مترا واحدا مهيأ كما ينبغي، حفر هنا وهناك، خروقات على مستوى جوانب الطريق، وعلى مستوى القناطر والحواجز الجانبية ، مقاول أجنبي يفتقر إلى المعدات التقنية، وإلى الموارد المادية التي تشكل القاعدة الأساس لكل مشروع . من جهة أخرى تناقلت الساكنة خبر مفاده أن غياب تقديم الرشوة (دهن السير إسير) من طرف المقاول الإيطالي، للجهات المسؤولة عن هذا المشروع هو السبب الذي جعل " t.p " مديرية الأشغال العمومية، تتدخل في نهاية الأمر لإيقاف أشغال المقاول الإيطالي، بدعوى استغراقه وقت كبير، رغم أنه ميدانيا لا تزال الأشغال في بدايتها، والمحصلة هي إيقاف الأشغال إلى وقت غير معروف، بل تم فسخ العقد الذي كان يربط الجانبان، مما أثار غضب الساكنة التي جعلت يوم 7 غشت الجاري، يوما للغضب الشعبي مع إمكانية تصعيد الاحتجاجات أكثر . ومن أهم النقاشات التي تداولتها ساكنة المنطقة خلال احتجاجاتها، غياب المسؤولية لدى كل القوى المحلية على صعيد الاقليم – تنغير - ، والتلاعب بحقوق السكان، وغياب استراتيجية شمولية لدى رئيس جماعة أسول ، كتفضيل دواوير على أخرى، الشيء الذي يتنافى بشكل قاطع والمخططات والبرامج التنموية التي تسعى لها الدولة المغربية في إطار مشروع الجهوية الموسعة .
فعلى مستوى إقليم تنغير، نجد مغرب مصغر، مداشر تم منحها فرص للعمل وبعض التسهيلات الاجتماعية والخدماتية، وأخرى ظلت مغمورة في القرون الوسطى، مدشر "أكوراي" على سبيل المثال ، كل هذا بفعل اللامبالاة واستهتار رئيس جماعة" أسول" وحاشيته، بحقوق المواطنين البسطاء، من جهة أخرى شكلت الظروف المناخية القاسية، جفاف وحرارة مفرطة... تراجع الفرشة المائية الباطنية، التي ظلت تشكل مصدرا لمياه السقي بمنطقة "أزغار" (المورد الفلاحي المعيشي الوحيد لساكنة أكوراي) هذا الوضع الكارثي أفرز ظاهرة الهجرة الجماعية التي تهدد هذه المناطق. يحصل هذا في وقت تتبنا فيه الدولة المغربية خطاب التنمية البشرية ، تنمية العالم القروي ، تنمية القرى ... لإيقاف زحف الهجرة الداخلية للمدن المكتظة أصلا بدور الصفيح .
ومن بين أهم ما طالبت به ساكنة المتطة خلال احتجاجه ليوم 07 غشت الحالي هناك:
- الإسراع في إتمام أشغال الطريق الذي لا تتعد مسافته 5 .
- إستفادة الساكنة من تجزئة سكنية كحق مشروع لساكنة "أكوراي" للحد من الهجرة وذلك من خلال تقريبها من الخدمات الإدارية والتعليمية والصحية على مستوى "أسول".
- الإسراع في تزويد ساكنة "أزغار" بشبكة الكهرباء لإخراجها من حياة القرون الوسطى المفروضة عليها قسرا.
- إنشاء سد على مستوى عالية "أزيغام"، سيضمن المدخول للفلاح الصغير بالمنطقة، ويشكل انطلاقة جديدة للمنطقة اقتصاديا، وسيحد من ظاهرة انجراف التربة و تعريتها .
- الوقوف أمام ظاهرة الرشوة المتفشية بالمنطقة، حيث أصبحت "واجب" وطني على كل مواطن إذا أراد الاستفادة من حقوقه.يوسف ناصر
مواضيع ومقالات مشابهة