للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

ما عسانا ان نفعل؟ لـ سعيد العمراني



ذات يوم وصف الباحث البلجيكي "اندري ارييا" في الجامعة الحرة في بروكسيل و المختص قي قضايا الهجرة في احدى مداخلاته بان "العنصرية بمثابة تراب في كاس ماء فعندما يكون الهدوء و الاستقرار فان التراب يترسب في قاع الكاس و لا نراه، لكن عندما نحرك الكاس لسبب او لآخر يتلوث الماء و يظهر التراب/العنصرية".

اعتقد ان هذا المثل يمكن له ان ينطبق ليس على "العنصرية"، فحسب بل ايضا على "الكراهية" و "العدوانية" و كل اشكال الأحقاد....

تخيلوا معي ان يوما يمكن لك ان تقرص "صديقا" لك او ان توجه له "صفعه" و لو عن طريق الخطأ -لأنه ليس هو المقصود اصلا - لتنبيهه لأنه في تقديرك انه قد اخطا او انه في طريق الخطأ. و اذا به (اي صديقك زعما)، يأخذ سكينا كبيرا و يبدأ في تقطيع جسدك (تشريكك) اربا اربا من الراس حتى القدمين او يأخذ رشاشا و يبدأ في اطلاق النار عليك بكثافة قل نضيرها و بشكل عشوائي حتى افرغ كل ما لديه من رصاصات بدون رحمة و لا شفقة مستعملا اساليب ماكرة و خادعة و مستندا على معطيات في اغلبيتها المطلقة غير صحيحة و مجانبة للصواب بل بدا يشكك فيك و في تاريخك و مواقفك و كل تضحياتك ...و في اصدقائك..... و في كل شيء.....

يفعل ذلك كأنه ينتظر منك ان تنهار كليا بعد اطلاق الرصاص الكثيف عليك و تمريغه في الدم و الوحل و في الوسخ محاولا توسيخه امام الرأي العام، لكن هذا "الصديق المزعوم " و الذي كشف عن عدوانية قل نضيرها و خطيرة" ربما يجهل او يتجاهل بانك قد تتألم نعم، لكنك لا و لن تموت و التاريخ شاهد على ذلك بل ان له شك في ذلك فان الزمن طويل ليتأكد بنفسه.... و البقاء للأصلح .....

اعترف ان المرء قد يخطئ في حياته او يسئ التقدير احيانا لأننا ما نحن إلا بشر و لا احد منا بملائكة او معصوم من الخطأ لكن حذاري من الاحقاد و العدوانية و تصفية الاخر.....

كلنا ننتقد "داعش" لكن لا احد منا كيفما وصلت درجة ذكائه يمكن له ان يتصور ان له "صديقا" يريد قتله "بطريقة داعشية" في اول فرصة تتاح له......و لو افترضنا انك قد اخطئت في حقه بل ان فهم ذلك فانه لا حرج عندنا ان نقدم له الاعتذار اللازم مع التأكيد انه في اعتقادنا انه تجاوز كل الحدود و تطاول عن الاخرين .

شخصيا، علمتني التجربة ان لا ارد على احد و انا في "حالة غضب" او في "حالة فرح" لان الرد في حالتى الغضب او الفرح معا غالبا ما يكون غير موزون و غير موضوعي و غير عاقل و قد نخطئ التقدير ... مع التأكيد انني دائما ضد الانتقام من اي كان.

اومن بان البقاء للأصلح و للصامدين امام الاعاصير و الضربات سواء منها تلك الموجهة من تحت الحزام او فوقه او بالرشاش الكثيف و القاتل. و اؤدك لكل اصدقائي و خصومي و اعدائي انني لم و لن اموت كما يريدون و "ان عمرنا اطول من عمرهم" (على حد تعبير الفنان سعيد المغربي) مع التأكيد ان الحياة بالنسبة الينا ما هي إلا وقفة عز وفقط.

نحمد الله ان تاريخنا يشهد و خصومنا يشهدون بأننا لم نسرق احدا و لم نغدر باحد و لم نضرب احدا و لم "نبيع الماتش" و لم نخون العهد ابدا و لم نتصرف في اموال احد. و اننا اعتمدنا دائما على جيبنا و كرامتنا و صدقنا وحريتنا و عرق جبيننا و استعدادنا الدائم للتضحية. ...و "اللي كايسال لينا شي فرانك اقسم لكم نرجعلو جوج....".

انني لا اريد ان اكون رئيسا و لا ملكا و لا وزيرا و لا زعيما و لا منسقا لأحد، لكن المسؤولية تقتضى منا الصمود في الاوقات الصعبة.... و اننا لسنا من اولائك الذين يهربون من وسط المعركة .

مع التاكيد ان عدونا و خصمنا الاول و الاخير هو كل من يخرق حقوق الانسان و ينهب خيرات البلد و المفسدين بكل تلاوينهم... و كفى المؤمنين شر القتال.... و السلام على الجميع.

بروكسيل 19 اكتوبر 2014

سعيد العمراني

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes