عيدٌ.. بأي حالٍ عُدت يا عيد، بعد السنوات الثلاث الماضية و هو يصادف ذكرى اعتقال المناضل مصطفى أشطوبان عام 2011 الذي حكم عليه بأربع سنوات ظلما و جورا، و من جانب آخر فإن المخزن منع أئمّة مساجد دواوير الجماعة من الصّلاة بالمحتجّين في المعتصم ضمن محاولاته المعدودة لإخماد و إفشال الأشكال النضالية التي تؤطّرها الحركة، الشّئ الذي دفع المحتجّين إلى الإتيان بإمام من منطقة بعيدة يؤمّ بهم صلاة العيد، وللإشارة فقط، فإن المخزن،عبر أذياله، قام في الأيام القليلة الماضية بطرد إمام أحد الدواوير الذي كان يؤمّ بالناس في المعتصم رغم التهديدات التي يتعرّض لها، ليستبدله بمرشد ديني من "تنغبر" يمشي تحت طاعة أعداء إميضر طبعا،... 

غير ان حصار المخزن المفروض على إميضر لم يمنع المناضلين و المناضلات من الالتحاق بهدا الشكل النضالي بل زاد من معاناتهم في الطريق إلى المعتصم، المعاناة التي لم و لن تقف أمام عزيمة المحتجّين و إصرارهم على إنجاح شكلهم ليوم العيد، التي عبّر من خلالها الحاضرون من الرجال و النساء، صغارا، شبابا و مسنّين، عن تشبثهم بهذه المسيرة الاحتجاجية السلمية و تحدّيهم للعراقيل التي تقف أمامهم على درب النضال، وحيّوا عبرها أيضا معتقلي قضية إميضر في الذكرى الثالثة لاعتقال المناضل "مصطفى أشطوبان" الذي ترأس قائمة معتقلي إميضر السياسيين الطويلة والتي مازالت ستطول في ظل المقاربة الأمنية الشرسة للمخزن و الشركة المعدنية ضد إميضر.

و قد عرفت خطوة اليوم، نجاحا مهمّا زاد من قوة الروح النضالية لدى المناضلين، روح التحدّي و المقاومة من اجل استمرار و مواصلة الاحتجاج الذي يضمن بدوره استمرارية الوجود على أرضنا الأم، وهي رسالة كذلك إلى من بهمه الأمر و دعوة إلى كل المعنيين بهدا الملف إلى الكفّ من سياسات الآذان الصّمّاء ، التجاهل و الاعتقالات التعسفية التي لا تزيد إلا من تأجج النار في إميضر، سواء اليوم او في موعد مع أجيال الأحرار، ولنا في التّاريخ عبر، هي أيضا بمثابة دعوة "للمسؤولين" إلا التّحلّي ب"قليل من الحكمة" و اعتماد مقاربة حقوقية تنموية بدل المقاربة الأمنية الرّاهنة.