المهاجرون المغاربة باسبانيا بين سندان العنصرية و مطرقة الانتهازية - علي اليعقوبي
يعيش مهاجرون المغاربة في اسبانيا وضعية مزرية و كلما اشتدت الازمة الاقتصادية زادت معاناتهم، ولا أحد يهتم بهم رغم أنهم أعطوا الشيئ الكثير لهذا البلد و لبلدهم الاصلي، فمن يا ترى المسؤول عن هذا الوضع؟
قد تكون هناك اسباب كثيرة ساعدت وتساعد على تعميق مشاكلهم، ولكن العامل الاساسي الذي أوصلهم الى ما هم عليه، مرتبط بهم اصلا، و حتى لو اردنا تحميل المسؤولية للدولة المغربية بسبب تواطئها بصمتها المريب مع الدولة الاسبانية التي جعلت من المغاربة كبش فداء للأزمتها، فإن اسبانيا لم تكن لتتمكن من الزج بهم في متاهات الضياع لولا وجود اسباب وعناصر ذاتية مرتبطة بهم ساعدتها على الانقضاض على كل ما راكموه من مكتسبات .
فمنذ اواخر الثمانينات والغيورين على حقوق المهاجرين في اسبانيا و خاصة المحسوبين عن الصف الديمقراطي يحاولون تنظيم انفسم عبر تأسيس جمعيات تعنى بالمشاكلهم الاساسية كحقهم في الاقامة القانونية،العمل،السكن،.. وغيرها من الحقوق الاجتماعية و السياسية. غير أن هذه التجارب لم تستمر طويلا و ان استمرت يبقى حضورها لا ياثر بسبب الحصار المفروض عليها من خلال حرمانها من الدعم المالي. عكس الجمعيات الاخري التي تهتم بالمجال الثقافي و التنموي تتلقى دعما سخيا، مما ساهم بشكل كبير في تراجع النضال الجماهيري، وبالتالي ظهر انتعاش واضح في تأسيس جمعيات من هذا النوع، مما حقق المغاربة رقم قياسي في تفريخ الجمعيات نظرا لدعم السخي و الغير بريئ من مؤسسات اسبانية و مغربية، إلا أنها بدأت فى الاختفاء بعد اعتماد سياسة التقشف و لم يعد يسمع صوت مناضليها في زمن النضال و التكتل ضد سياسة التقشف، مما انقشعت شمس الحقيقة و ظهر للعيان مدى انتهازيتهم و ظهرت على السطح قضايا فساد تورطت فيها جمعيات مغربية منها من وصلت الى القضاء...و تناولتها وسائل الإعلام الاسبانية.
مما يعني ان مآسي الجالية المغربية في اسبانيا راجع بالاساس الى انتهازية نخبها و الصمت المريب لدولة المغربية و ومؤسساتها ازاء ما تتعرض لها من ظلم.
مطارون/ علي اليعقوبي
مواضيع ومقالات مشابهة