للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

حول تأجيل حفل استقبال المعتقل السياسي عبد الصمد الهيدور بمقر الجمعية المغربية المحاصر


ما حدث بمدينة تازة في حفل استقبال المعتقل السياسي "عبد الصمد الهيدور" يعتبر بمثابة عنوان عريض لواقع مافتئ النظام القمعي التأكيد عليه بمحاصرته لكل الاشكال النضالية ذات البعد الجماهيري، ومن جهة اخرى عنوانا لاستمرار العبث في وسط البعض المحسوبين على جسم المناضلين، واذا كان النظام ينسجم وطبيعته القمعية في تعامله مع الحركات المناضلة ، فالملتبس في هذه الوضعية هو الفهم الذي يؤطر ممارسة البعض في مواقف معينة التي غالبا ما يتم فيها التضحية بكل التراكمات السابقة و السقوط في مستنقع الذاتوية مما يفوت الفرصة المناسبة في الزمان والمكان المناسبين على الحركة المناضلة في تحصين مكتسباتها وانتزاع اخرى، عرجنا على هذه المقدمة المختصرة في وصف واقع حال الجسم المناضل ببلدنا عسى أن نستفيذ من اخطاء البعض منا، وحتى لا تتحول هذه الاخطاء الى ورقة في يدي الاعداء الرئيسين منهم و الثانويين تشهر في وجه المخلصين والمبدئيين الذين لم تلوثهم بعد عنتريات البعض.

 و المناسبة هنا الاشكال النضالية التي يخوضها ما تبقى من المخلصين لخط 20 فبراير في محطات الاستقبال للمعتقلين السياسيين وباقي اشكال التضامن الاخرى، في كل المواقع، فالهدف الاساسي من هذه الاشكال هو واضح و قد تتفرع منه اهداف ثانوية اخرى تختلف من مكان الى اخر، ان اي التباس في تحديد الاهداف الرئيسية منها و الثانوية وقلب لهما لا يؤدي الا الى انتاج الممارسة الخاطئة والمزيد من تفتيت المفتت وتجزيئ المجزء، ان استقبال اي معتقل سياسي بعد خروجه من السجن هو محطة اساسية للتاكيد على مضمون الاعتقال السياسي كممارسة سياسية لصيقة بطبيعة النظام والتذكير ايضا بأرضية الاعتقال التي زج بها المعتقل الى السجون في بعدها الطبقي بغض النظر عن شخص المعتقل، وهو ما لم يسمح به النظام من طبيعة الحال ويبقى كل محاولة المنع هو نجاح المحطة في الوصول الى هدفها الرئيسي، لكن المثير ان تختلط الاوراق امام البعض ليتفننوا في قلب الحقائق، والانسياق وراء ما خطط له النظام بتغيير مكان الاستقبال من أمام المقر الذي تعرض للهجوم من طرف الاجهزة القمعية مباشرة الى اماكن اخرى تحت ادعاءات واهية مثل: الموقف من حزب النهج وهو شئ مثير للضحك والبكاء في نفس الوقت، وكان الموقف من النظام الذي يعتبر اصل المواقف الاخرى غير ذي جدوى في هذه الظروف .

ان الموقف الذي ترجمه الرفاق الذين تشبتوا بالاستقبال في مقر الجمعية المغربية لحقوق الانسان رغم المحاولات الابتزازية لبعض الاطراف كان في جوهره موقفا ثابتا من الطبيعة القمعية للنظام في شخص الاعتقال السياسي وايصال ذات الموقف الى كل الجماهير الشعبية دون خوف و لا تردد وهو ما فعلوا حين صدوا كل الهجمات التي تعرضوا لها ، و نرى من الضروري هنا عرض لأهم الأحداث التي وقعت قبيل و لحظة و ما بعد إطلاق سراح المعتقل السياسي عبد الصمد الهيدور:

- قبيل و لحظة إطلاق السراح: تجمع عدد من مناضلي حركة 20 فبراير موقع تازة إضافة لمناضل حركة 20 فبراير البيضاء و اخر من بني ملال و مجموعة من مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، من داخل مقر الجمعية المغربية لحقوق الانسان إلى حدود منتصف الليل، ليتوجه عدد من المناضلين لبوابة سجن النظام الرجعي بتازة لاستقبال المعتقل السياسي، ليتم اختطاف خمسة مناضلين و الاحتفاظ بهم لأزيد من ساعتين، حيث سيتم فرض اطلاق سراحهم بعد اعتصام مناضلي حركة 20 فبراير تازة أمام ولاية القمع، بعد ذلك كان المعتقل السياسي عبد الصمد الهيدور خارج أسوار السجن، ليتجه الكل لاستقباله تحت الحصار و القمع ليستمر التنكيل بالمناضلين إلى حدود باب منزله حيث كانت تشير الساعة إلى الثالثة صباحا.

- بعد إطلاق سراح عبد الصمد الهيدور: كان من المقرر تنظيم استقبال للمعتقل السياسي عبد الصمد الهيدور، حسب الخلاصات المدونة في البلاغ بتاريخ 27 يناير 2014، ليلتحق مناضلو حركة 20 فبراير موقع تازة حوالي الساعة التاسعة صباحا بمقر الجمعية المغربية لحقوق الانسان في انتظار التحاق باقي المناضلين بالمقر، حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا تقرر الخروج إلى أمام المقر لتجسيد وقفة نضالية، مما دفع الالة القمعية للتحرك و قمع أي شكل نضالي ذو بعد جماهيري، و هو ما خلف مجموعة من الاصابات في صفوف المناضلين، و اضطروا للعودة إلى مقر الجمعية تحت وابل الضرب و الرفس من طرف رجال القمع و تهديد المناضلين بالاعتقال و الاصابة بعاهات مستديمة (حالة الرفيق عصام مرسي الذي هدده أحد كبار رجال القمع بكسره من رجليه و تركه معاقا على كرسي متحرك) بل حد الاغتيال.

 و تحت واقع القمع و المنع و الحصار المشدد(أزيد من 10 صطافيط و حافلتين و إحدى السيارات رباعية الدفع مجهزة بأحدث تقنيات التجسس و التكنولوجيا الحديثة) اضطر مجموعة من المناضلين القادمين من مدن مختلفة عدم الالتحاق بالمقر، مما فرض واقع إلغاء الاستقبال بالمقر.

نقطة اخيرة حول بعض مواقع 20 فبراير التي حضرت الى تازة وفي سياق اعادة بث روح الاستمرارية من داخلها وما تتطلبه من تاكيد على وحدة الحركة وطنيا ولا سيما اننا مقبلين على تخليد الذكرى الرابعة لانطلاق الحركة كان من الاخلاقي ان ينضبط المناضلون الوافدون لخلاصة 20 فبراير تازة عوض الهجوم على شكل الاستقبال أمام مقر الجمعية المغربية لحقوق الانسان، أو حتى داخله.

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes