المعتقل السياسي "عبد الوهاب الرماضي" يتعرض للمنع من اجتياز امتحانات سلك الماستر
تعرض الطالب/ المعتقل "عبد الوهاب الرماضي" القابع بزنزانة رقم 11 بحي "التوبة" بسجن عين قادوس- فاس السيء الذكر، للطرد من متابعته للدراسة بسلك الماستر بعد تسجيله نتيجة اضرابه عن الطعام الذي استمر 44 يوما، و رغم الظروف القاسية داخل السجن تحدى كل الصعوبات وبعد كد و جهد في التهيئة للامتحانات يفاجئ بانه مطرود، لا لشيء الا لانه سجين سياسي مغضوب عليه، و قد توصلنا من رفيقه المعتقل السياسي "بلقاسم بن عز" بنسخة من رسالة تضامنية تحت عنوان "كلنا عبد الوهاب الرماضي .." حول قرار طرد الذي تعرض له المعتقل السياسي "عبد الوهاب الرماضي" و اليكم نص الرسالة كما توصلنا بها:
كلنا عبد الوهاب الرماضي المعتقل السياسي بموقع فاس الذي حرم من حقه المقدس في متابعته للدراسة بسلك الماستر
بقلم المعتقل السياسي : بلقاسم بن عز
"حول قرار طرد الرفيق عبد الوهاب الرماضي"
- رسالة بسيطة إلى التاريخ –
‹‹ براءة الرفاق لن تكون إلا بدمائهم.. برائتي سأكتبها بدمي.. لن يكون دمي أطهر من دم المزياني.. أمي ليست أفضل من أم المزياني...›› بهذه الكلمات العميقة، ونبرة حادة لخص الرفيق نقاشا مطولا دار بيننا في وقت متأخر ذات ليلة بالزنزانة رقم 11 بحي "التوبة" بسجن عين قادوس السيء الذكر.
لمعرفتي النضالية بالرفيق، ومن خلال علاقتي الاجتماعية القوية به، فهو جدي وصارم منتهى الصرامة خلال لحظات الجد، وحين يوضع الموقف السياسي على المحك، يعي جيدا ما يقول ومسؤول عن قوله، ولا يتكلم من فراغ، لذلك أستطيع أن أجزم لكم وأقول، بأننا من الآن أمام مناضل بهامته هو شهيد موقوف التنفيذ، شهيد حتى إشعار آخر.. ولن يمر قرار النظام بردا سلاما، ولن يستمتع مهندسي المؤامرة، وصناع قرارات الطرد والإقصاء بهكذا أساليب.إن الدراسة بسلك الماستر حق وليس امتياز، إنه حق كل طالب حاصل على الإجازة، وليس حكرا على البعض دون البعض الآخر، وليس حكرا على اللوبيات المالية والحزبية، وقرار الطرد الصادر في حق الرفيق "الرماضي" قرار جائر ومجحف، محكوم بخلفية سياسية محضة، والأمر واضح للعيان، فكيف يعقل أن يطرد مناضل تحت ذريعة واهية "عدم الالتزام ببند الحضور الإجباري"، وهو يتواجد خلف القضبان؟، وكيف يعقل أن يتم استهدافه لوحده من ضمن مئات الحالات المسجلة بسلك الماستر، ولا تعرف حتى فضاءات الكلية وقاعات الدروس، ولا تحضر سوى أيام الامتحانات –وقد لا تحضر- فاستهدفت حالة واحدة ضمن مئات الحالات يبين بالملموس الطابع السياسي لقرار الطرد، وهو جريمة في حق مناضل صامد، أبى الركوع والخنوع.
قرار الطرد هذا، يستوجب الرفض والإدانة، من لدن كل الشرفاء والغيورين على مصالح أبناء شعبنا، لأنها قمة "الحكرة" أن يتم التآمر ضدك، تجريمك واعتقالك وتعذيبك وسجنك والمطالبة برأسك، بناءا على انتماءك ووزنك السياسي، ولأنك تقول لا لنظام العملاء والخونة، وبعد أن انتزعت حقك في التسجيل "بالماستر" بعد 44 يوما من الإضراب عن الطعام، وسهرت الليالي لشهور في ظروف قاسية متحديا الصعاب التي لا يمكن أن تخطر على بال أي إنسان، يتركونك حتى صباح يوم الامتحانات ليقولون لك أنت مطرود، أنت مغظوب عليك، التعليم ليس من حقك، لأنك لست من طينة من نريدهم، لأنك سجين...‼-;-!
فكون الرفيق طالبا بسلك "الماستر" فهو يشكل استفزازا للوزير الظلامي "لحسن الداودي" الواقف وراء قرار الإقصاء، وإلا فكيف سيبرر للرأي العام، ما يوجهه هو وأزلامه من اتهامات للمعتقلين السياسيين "إرهابيين"، "مجرمين"، "مشاغبين خارجين عن القانون"، " لا شغل لهم في الجامعة سوى عرقلة الدراسة وإثارة الفوضى" ...؟ كيف سيجد مبررا وهو المصاب بداء "الزهايمر" في مرحلة متقدمة.. ولإنعاش ذاكرته، لعله يعود إلى رشده، بالرغم من أن هذا يندرج في عالم المستحيلات مادامت عقليته متحجرة ولا تؤمن بشيء اسمه التفكير أو المنطق، ورحم الله من قال "إذا أردت أن تعرف الظلامي كيف يفكر، فعليك أن تتوقف عن التفكير"، أذكر "معالي الوزير"، بأنه هو وإخوته من قطعان الظلام، من قاموا بإدخال لغة السيف إلى الجامعة لتحريرها من قبضة ما أسموه "بالملاحدة" و "الزنادقة" و "الاتحاد الوطني لملاحدة المغرب" (في الإشارة إلى منظمتنا العتيدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب)، ومارسوا الإجرام الدموي في حق الطلبة والمناضلين واغتالوا المعطي بوملي وبن عيسى آيت الجيد، كل ذلك لاجتثاث الفكر الثوري من الجامعة المغربية، وإقبار الحركة الطلابية بعد أن فشلت كل محاولات جرها إلى مستنقع المهادنة والاستسلام، ولازال حفدة الظلامي "الداودي" و"إخوانه الطيبون" و "أخواته العفيفات" يمارسون ذلك، ويرددون بحماسة في الساحات الجامعية ‹‹ شقورة، شقورة، شقورة، شقورة في يدي... لتكسير جمجمة القاعدي››، ‹‹اسألوا اليسار عنا.. في التسعين كيف كنا››، ويواصلون جهابدة الظلام بإغراق الجامعة كما الشارع بفكرهم المتطرف لتحويلها إلى مشتل لتجنيد بيادقهم للالتحاق بما يسمى "داعش" لأجل الجهاد المقدس (حسب زعمهم) ويجندون "أخواتهم" لأجل جهاد النكاح... وباسم ذلك يمارسون الرذائل والكبائر وأبشع الجرائم ضد الإنسانية.
هؤلاء الظلاميون المجرمون الدواعش، هم الواقفون وراء قرار طرد رفيقنا، وهم من أثارت ثائرتهم بعد انتزاعه مكسب التسجيل، وانطلقوا في دعاية مسعورة ومشبوهة باعتماد الأكاذيب والأضاليل، واختلاق الأشياء ومعطيات لا صلة لها بالواقع، لكننا لن ننتظر منهم غير ذلك، إنهم الظلام وأعداء العلم، وحق أبناء الفقراء والمحرومين، أعداء الفكر التقدمي والتحرري وحامليه، أعداء كل ما هو حي مشرق في واقع شعبنا وتاريخه، اغتالوا الكثير وهم الآن يؤسسون لاغتيال المزيد.
إن القرار الإجرامي الجائر، وحتى حزمة قرارات أخرى لن تحط من عزيمتنا في تحدي الواقع المرير، والموقف الذي اختاره الرفيق "الرماضي" بدخوله في الإضراب المفتوح عن الطعام، هو موقف سليم وطبيعي، فكيف لا ونحن لا نزال نعيش على إيقاع تجربة رفيقنا وشهيدنا الغالي "مصطفى مزياني"، ونفس المشهد يعاد تقريبا، وقرار إقصاء الرفيق "الرماضي" ما هو إلا حلقة من حلقات المؤامرة المستمرة، سبقه قرار إقصاء الشهيد "مزياني" والأكيد ستتبعه قرارات أخرى، ونحن نعي ذلك جيدا.
وإننا لنقدر خيار رفيقنا أيما تقدير، وسندافع عنه، وإن الرد مطلوب وواجب وهو ما فعله الرفاق والرفيقات والجماهير الطلابية الذين استقبلوا القرار بسخط عارم، يعفينا عن أي تعليق وعن كل التشويشات والسموم، وكان ردهم قويا وحازما.
إنه بالرغم من صعوبة و قساوة الشروط الراهنة التي نجتازها، وكلفة الخيارات النضالية التي نقدم عليها، فإن ذلك يبقى واجب علينا تقديمه، وبه سوف تدلل الصعوبات، والصعب لا يعني المستحيل، فالمهم أن نكون على ثقة بأننا اخترنا السبيل القويم، وهذه الثقة تضاعفت مئات المرات من عزيمتنا وإرادتنا الثورية، اللتين تستطيعان اجتراح العجائب.
إن فجر النصر قادم لا محالة
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
مواضيع ومقالات مشابهة