تونس تعيش على وقع المظاهرات الاحتجاجية احتجاجا على إنتحار احد المعطلين.
عادت تونس إلى مربع الصراع الأول الذي فجر ثورة البوعزيزي، حيث يقارع أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل طبول الثورة من جديد حيث تشهد محافظة القصرين (وسط غرب البلاد)، منذ أمس الأول،مواجهات بين الشباب العاطل عن العمل وقوات الأمن، إثر إقدام الشاب المعطل"رضا اليحياوي" على الانتحار، بعد أن حذفت السلطة المحلية اسمه من لائحة المقبولين للادماج في الوظيفة العمومية، في إطار ما يعرف بحل "إشكال المفروزين أمنياً"، كما تشهد العاصمة وقفات احتجاجية عدة للتنديد بتعاطي اللاسؤول للسلطات مع ملف تشغيل المعطلين حاملي الشهادات.
وشارك في المسيرة عدد كبير من أصحاب الشواهد العليا المعطلين عن العمل وقدماء اتحاد الطلبة المفروزين أمنيا، وخرجت المسيرة من أمام بطحاء محمد علي في إتجاه شارع الحبيب بورقيبة، ورفعت صور رضا اليحياوي اليوم في أكثر من مسيرة احتجاجية كما جابت مسيرة أولى ساحة الاتحاد العام التونسي للشغل نحو شارع الحبيب بورقيبة، وتظاهر آخرون أمام مقر مجلس نواب الشعب، رافعين شعارات التشغيل، و مطالبين بمحاسبة المتسبّبين في وفاته، كما طالب المحتجّون بالتشغيل ومهددين بإطلاق ثورة جديدة.
واعتبر المجتمع المدني أن إعفاء المشرف وفتح تحقيق يعتبر إجراء يستجيب لجزء من مطالب الشباب. وذكر احد النشطاء المدنيين أن أبناء المحافظة خرجوا للتظاهر ضد التهميش والفقر وتجاهل مطالب حاملي الشهادات الجامعية في التشغيل. موضحا أن الشعارات التي رفعت خلال الوقفة الاحتجاجية كانت نفس المطالب الثورة، وهي "شغل حرية كرامة وطنية".
الشهيد: رضا اليحياوي |
ويذكر ان رضا اليحياوي، شاب من خريج الجامعات التونسية كان من ضمن 79 شابا المضربين عن الطعام والمطالبين بالشغل و ادجماجهم في اسلاك الوظيفة العمومية، وقد تم قبوله في قائمة أولية، لكن قائمة وجهتها الوزارة المعنية تقضي بقبول 90 اسما، لم يرد فيها اسم رضا اليحياوي. الا انه تم حذف اسمه من قائمة الشباب الذين سيتم ادماجهم في الشغل، ووجود أسماء أخرى أضافها المشرف الأول في الجهة (ممثل المحافظ)، مما حذى به الى تسلق عمودا كهربائيا قبالة مقر ولاية القصرين احتجاجا على حذف اسمه للتهديد برمي نفسه إن لم تتم مراجعة لائحة الأسماء المقبولة، والتنديد بممارسات السلطات المحلية، لكن الكهرباء أصابته بصعقة قوية و توفي متأثرا بحروقه بالمستشفى الجامعي بصفاقس.
متابعة يحيى أمين
مواضيع ومقالات مشابهة