وجه الاستاذ عبد الرحيم إدوصالح اساتذ مادة الفلسفة رسالته الثانية الى الملك محمد السادس يحاوره من خلالها على ما يعنايه من مضايقات جراء رسالته الأولى من طرف الاجهزة ا البوليس السياسي و الاستخبارات، يطالب فيه بالتغيير لأن شعبه يستحق العيش أحسن مما هو عليه الآن، بل يمكنه أن يعيش بشكل أفضل، لولا فساد المفسدين، و اختلاسات اللصوص، و قمع الجبابرة، و احتكارات الأعيان و الأسر.. و اليكم نص الرسالة كما توصلنا بها:
من السيد عبد الرحيم ادوصالح مواطن مغربي، مدرس لمادة الفلسفة.
الى السيد محمد العلوي مواطن مغربي يتبوؤُ منصب ملك البلاد.
أما بعد ،
إستمرارا لخطاباتي الموجهة إليكم، للمرة الثانية أحاوركم، و أنا لا زلت أعاني جراء تبعات رسالتي الأولى إليكم.
غداةَ يوم أعلنتُ عن الرسالة ، ابتدأتْ متابعات أجهزتكم ، فعانيت المرارة و عدم الآمان جراء هذا التعامل الرِّجعي، لا أدري هل أدركتم ذلك أم لا، لكن في كِلتا الحالتين فهي مصيبة حقا، فإن أدركت ذلك فإنك ، سيدي ، تكون قد شَرعنتَ سلوكات محاكم التفتيش بشكل واعٍ لا ينم عن أنكم وعيتم المرحلة التي نعيشها اليوم، و إن لم تكونوا على علم بتلك المتابعات، فما دوركم ؟ ماذا تفعل هناك ؟
يا أبا الحسن، خطاباتي إليكم هي دعوة من مواطن يريد المشاركة في التغيير برأيه، لكن بروح المواطن، و ليس بقناع المتملق للسلطة، مواطن أدرك أن شعبه يستحق العيش أحسن مما هو عليه الآن، بل يمكنه أن يعيش بشكل أفضل، لولا فساد المفسدين، و اختلاسات اللصوص، و قمع الجبابرة، و احتكارات الأعيان و الأسر. كل ذلك يا صديقي بسبب نظام الحكم الذي تنتمي إليه، و الذي مازالت مقاربته للسلطة تُبنى على استجداء ولاء الأعيان و الأسر، إعتمادا على العرق و الإنتماءات الإثنية ، فجعلتمونا مُنحَطِّين بعد أن انقضى عصر الإنحطاط من التاريخ.
أيها الملك قلنا اننا نريد وطنا يربطنا فيه عقد اجتماعي ديموقراطي مع من يحكمنا،مجتمع لا شريف فيه و لا معصوم ، لأن كون أحدهم شريفا معناه أن باقي القوم هم أَراذِل !!
سيدي إننا على شفى جُرفٍ قد ينهار في أية لحظة، فخد بأيدي المواطنين و دع التعالي، و الأنانية، و التفكير في الذات و الثروة و التَّرِكة على حساب الجياع و المرضى و المعوقين و الأميين و المعطلين و البؤساء !
صديقي، أعرف أنه يوما ما ستلفقون تهمة ما، ستصنعون ملفا، ستعتقلون هذا المزعج، قد تُصَفُّون معه حساباتكم بالدم، فتخرج أنت أو جهة موالية لتشرعن فعلتكم، فتديعون خطابا لتهدئة الأوضاع، و تبتسمون للشعب بمكر، و تصنعون لهم قضية أخرى، جانبية، يتلهون بها ، فيدوب صاحب هذا الكلام في حشرجة الموت إلى الأبد ! لكن ماذا بعد ؟
أو ليس من الأجدر أن تُنصت لهذا الصوت المستقل ؟؟ أليس من الأجدى أن تسمع خطابا لا يهدد و لا يتوعد ؟؟ أو ليس من المنطق أن تأخد بعين الإعتبار هذه الدعوة المواطِنة الراغبة في التغيير من دون خسائر ، أو على الأقل أبسطها ؟
سيدي، إثنان يدعونني للصمت و الكف عن ما أقوم به : الجُبناء ، و الموالون للسلطة المسترزقون ، و عموما كلهم جبناء !
لكن لن أقف ما دمت أومن أن الحياة الكريمة هي أن ينسلخ المرء من قيود الاستبداد، و أن يتحرر من فوبيا السلطة و الركوع لها، لن أتوقف ما دام فيَّ ذلك الأمل في غد نعيش فيه سواسية في عدالة على هذه الأرض.
لن أقف ما دمتُ صاحب قضية أدافع عنها بالقلم و الكلمة و لا شيء دونهما !
أضع بين يديك سيدي نفس الملاحظة التي اختتمت بها رسالتي الأولى !
إحترامي.
ذ. عبد الرحيم إدوصالح.
أكادير في : 26/03/2016