رسالة من طلبة كلية العلوم بتطوان اثر الحكم بـ6 سنوات سجنا على 8 طلبة
و جه طلبة كلية العلوم بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان رسالة إلى الشعب المغربي
يطالبون فيها بتعاطفهم معهم، لان آخر من بقي لهم في هذا الوطن، فلا عميد كلية ولا رئيس الجامعة أنصفوهم، ولا حتى من كلفوا بالسهر على أمنهم وحمايتهم وإقامة العدل في هذه البلاد، كل هؤلاء قمعوهم وتعسفوا عليهم، فلم يبقي لهم سوى شعب حر أبي يتمنون أن يلتفت لهم بحسب تعبير الرسالة.
و ذكرت الرسالة ان في الفاتح من فبراير بدأت احتجاجات الطلبة السلمية من داخل كلية العلوم من أجل مطالب بسيطة عادلة ومشروعة، تتمثل أساسا في توفير ظروف ملائمة للدراسة في شقها المادي (توفير النقل، مطعم ومستوصف، حل مشكل الاكتظاظ...) وشق آخر بيداغوجي (إلغاء النقطة الإقصائية، إلغاء الطرد، بيان النقط عادي...) إيمانا منهم بأنهم في دولة الحق والقانون، وكانوا ينتظرون إجابة من عمادة الكلية أو رئاسة الجامعة، لكنهم ظلوا على سياستهم الآذان الصماء، فكان ردهم بمقاطعة الدورة الاستدراكية الأولى، وهذا ما تم بالفعل على الرغم من أن الإدارة وضفت رجال المخزن بالزي المدني لإفشال المقاطعة، بعدها استمروا في نضالهم مقاطعين بذلك للدراسة، بجانب المقاطعة كانوا ينظمون وقفات ومسيرات داخل الكلية وإلى رئاسة الجامعة، اضافة الى معتصمات دراسية وأمسيات ثقافية وندوات... لكن في ظل كل هذا أصرت العمادة على الاستمرار في سياسة اللامبالاة وأعلنت يوم الثلاثاء 15 مارس موعدا لامتحانات الدورة الاستدراكية الثانية، ردا على ذلك قرر الطلبة انطلاقا من جموعات الطلبة على جميع المستويات مقاطعة الامتحانات، فاستعانت الإدارة بترسانة قمعية هائلة طوقت كل أرجاء الكلية يوم الثلاثاء الأسود من أجل إرغام الطلبة على اجتياز الامتحانات، ومنع الطلبة الغير المجتازين للامتحانات دخول الكلية وتعنيفهم واعتقالهم (صبيحة يوم الثلاثاء).
و اشارت الرسالة أن الادارة كانت تراهن على الطلبة الذين دخلوا الكلية انهم سيجتازون الامتحانات، غير ان المفاجئة كانت بمقاطعتهم للامتحانات من داخل القاعات وخروجهم الجماعي منها بطريقة حضارية، لكن لا معنى للحضارة في قاموس القوى القمعية بحيث انهالت عليهم الهراوات والصفعات والسب من كل حدب وصوب على أجساد الطلبة ومن داخل الكلية بعدما قرروا الخروج من قاعات الامتحان، لكن هذا القمع توقف لما التحق آلاف الطلبة الذين منعوا من دخول الكلية في الصباح، قابله انسحاب القوى المخزنية من الكلية، لكن ما هي إلا لحظات حتى فاجأتهم القوات القمعية باقتحام حرم الكلية من فوق الأصوار، وأتت على الأخضر واليابس، و"تفرشيخ" واعتقال كل من وجدت أمامها سواء كان طالبا او طالبة بل وحتى الأساتذة لم يسلموا، فقد تم اقتحام عدت مكاتب ومقصف للأساتذة ومصلحة الطباعة... التي كان يختبئ فيها الطلبة والأساتذة، من أجل التعنيف والاعتقال ولا شيء غير ذلك..
و أضافت الرسالة ان التدخل القمعي العنيف خلف العديد من الإصابات البليغة واعتقال أكثر من 74 طالب، حيث أطلق سراح الجميع في منتصف الليل، باستثناء سبعة طلبة معتقليم احيلوا على المحكمة الابتدائية في جلسة أولى كانت يوم الخميس 17 مارس، تم تأجيل الحكم الى جلسة الأسبوع الموالي، في تلك الاثناء يتم اعتقال طالب ثامن سيحال على انظار ذات المحكمة.
وأوضحت الرسالة ان بعد سلسلة من التأجيلات، كان الطلبة على موعد يوم الخميس 31 مارس الجاري، آخر جلسة المحاكمة الصورية، استعد هذه المرة الطلبة لوقفة أمام المحكمة مصرينا أن تكون أكثر حضارية من سابقاتها، فانطلق احتجاجهم بمسيرة صامة من باب الكلية في اتجاه المحكمة، مستعرصينصور و لوحات تعبيرية عن واقع القمع و المحاكمات الانتقامية أمام المحكمة، مع ترديدهم للشعارات مطالبين بسراح زملائهم الطلبة الثمانية لمدة قياسية وصلت 17 ساعة، بالموازات مع المحاكمة الماراطونية التي تجاوزت بدورها 14 ساعة.
و أضافت الرسالة ان عند الساعة الخامسة والعشرون ديقية (5:20) من فجر يوم الجمعة، نزل خبر الحكم الجائر على الطلبة و عائلاتهم كالعاصفة المصحوبة بالصواعق حيث حكم على أربع طلبة بسنة نافذة لكل واحد منهم إضافة إلى غرامة والأربعة آخرون بستة أشهر نافذة لكل واحد مع الغرامة. مما خلف استياء واسع في صفوف الطلبة و عائلات المعتقلين.
و في الختام، تساءلت الرسالة عن مصير طلبة أبرياء سلاحهم الوحيد الورقة والقلم في دولة تدعي على نفسها أنها دولة الحق والقانون؟ و ان الطلبة ليسوا بقتلة ولا مجرمين ولا ناهبي أموال الشعب !! فلماذا هذا الحكم الجائر ؟؟ مغتصب الأطفال يخرج بعفو ملكي والطالب يضيع مستقبله وراء القضبان !! إين هي العدالة يا وطني ؟؟ إلى أين داهبون يا وطني ؟؟ مصيرنا بأيديكم أيها الشعب الأبي، أنصفــــــونــــــــــا !!!!
مواضيع ومقالات مشابهة
