اموال الملك محمد السادس المهربة عبر الجزر الخضراء في خطر
يوم الخميس الماضي (12 ماي)ُعقدت في العاصمة البريطانية لندن قمة محاربة الفساد. القمة حضرها عدد من الشخصيات الوازنة في العالم مثل وزير الخارجية جون كيري و رئيس نيجريا و عدد من من تمثيلياتُكبريات الدول, و غاب عنها الملك محمد السادس. فمن دون شك أن قمة دولية حول محاربة الفساد هي أقل أهمية في نظر الملك من "مؤتمر الحفاظ على الرصيد الطرقي" أو "قمة الدول العربية و أمريكا اللاتينية" أو العيد الوطني لجريزة ناورو (9,000 نسمة), الذي يرسل بمناسبته الملك برقية تهنئة طويلة وعريضة تنشرها بكل فخر وكالة المغرب العربي للأنباء في الصفحة الأولى في مقدمة "الأنشطة الملكية".
و من شأن هذه القمة أنُتثير حالة الطوارئ في الديوان الملكي و العائلة الملكية بعد دعوة رئيس الوزراء البريطاني, كل الجزر التابعة للمملكة المتحدة, و على رأسها الجزر العذراء إلى نشر أسماءُملاك الشركات القوقعات و الحسابات البنكية و التخلي عن التعتيم و المجهولية" التي تمنحها لموديعي أموالهم في و أصول شركاتهم في ابناكها و سجلاتها.
و قد إستجابت عدد من الملاذات الضريبية إلى دعوات الشفافية و بدأت تقوم بخطوات بهذا الإتجاه. فقد حضر القمة ممثلو عدد من الملاذات الضريبية و الملاذات الضريبية المفضلة للملك و عائلته (جزيرة Jersey و جزر الكايمان و برمودا و جزيرة مان). في حين غابت الوجهة الأولى و هي الجزر العذراء البريطانية.
و بخصوص دعوة رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون كل هذه الملاذات, التابعة للعرش البريطاني, إلى نشر أسماء أصحاب الحسابات صرح لجزر العذراء البريطانية أن زبناء بلاده يخشون أن يتم إستخدام نشر معلومات كهذه حول معاملات مالية دولية كأسلوب "للإبتزاز و التخويف" مضيفا أن إجراءات كهذه يجب أنُتطبق على الجميع لتفادي سيناريو تحول الحسابات إلى ملاذات أخرى (في إشارة إلى البحرين و الإمارات و جزيرة ناورو وكلها ملاذات ذات مستوى تعتيم يضاهي أو يفوق الجز العذراء البريطانية).
عقارات الملك بفرنسا في خطر!
و خلال القمة تم أيضا الإعلان عن خلق سجل عمومي حول الملاك الحقيقيين للعقارات بالمملكة المتحدة و بالخصوص لندن, حيث أصبح إلزاميا على الشركات التيُتستخدم لشراء هذه العقارات (مثل ما يفعل الملك محمد السادس في باريس) لاخفاء هويات الملاك الحقيقيين أن يبلغوا عن هوية المالك الحقيقي للسلطات البريطانية. و بررت الحكومة البريطانية هذا القرار بأنه سيمنع "الأشخاص الفاسدين و الدول الفاسدة من تبييض و إخفاء مصادر دخل غير مشروعة عبر سوق العقار بلندن".
و المستجد الأكثر خطورة, أن فرنسا (و هولندا و أستراليا و إيرلندا و حتى الأردن و أندونيسيا) أعلنت أيضا خلال هذه القمة أنها ستقوم بإنشاء سجل عمومي مماثل, و هو ما من شأنه إثارة أقصى درجات الإستنفار بالكتابة الخاصة للملك محمد السادس التي قد تجد نفسها مجبرة على إيجادُسبل و طرق جديدة لإخفاء هوية الملك محمد السادس في العقارات التي يمتلكها بفرنسا مرورا بهندسات شركات واجهة معقدة.
أمريكا و بريطانيا تعتبران الفساد والتهرب الضريبي أخطر من الإرهاب
تصريح آخر من شأنه إثارة الذعر في الديوان الملكي, كان ذلك الذي صدر في هذه القمة عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حين قال أن "الفساد هو خطر أكبر على العالم من الإرهابيين". مضيفا أن "الغضب سيتزايد إذا لم نقم بإقفال الباب و إظهار شيء من العدل في المنظومة".
و أدلى دافيد كامرون بتصريح قوي أيضا حين وصف الفساد ب "السرطان الذي يوجد في قلب العديد من المشاكل التي تواجه عالمنا" مضيفا أن "التهرب الضريبي يدمر فرص الشغل و يفرمل النمو الإقتصادي و يسُجن الناس في الفقر و قد يشكل خطرا على الأمن من حيث أنه يجعل المواطنين أكثرُعرضة و تقبلا للأيديولجية المسمومة للمتطرفين".
و خلال هذه القمة تم أيضا الإعلان عن تنظيم منتدى دولي السنة المقبلة بالولايات المتحدة حول إعادة الأمول و الأصول المهربة (The Global Forum for Asset Recovery), الذي سيعرف تنظيم التعاون و التنسيق بين سلطات مختلف الدول لإرجاع الأموال المنهوبة و المهربة من نيجيريا و أوكرانيا و تونس و سريلانكا. هذه الندوة ُتنظم من طرف الولايات المتحدة و بريطانيا و هي مدعومة من طرف الأمم المتحدة و البنك الدولي, و هو من شأنه الزيادة في تأزيم علاقات الملك بكل هذه الأطراف و تأجيج "شعوره بالمؤامرة."
عن الناير/ يوسف بن مخلوف
مواضيع ومقالات مشابهة