للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

قضية “شيماء” وثعالب السياسة لـ سعيد زريوح



أن يتضامن مواطنات ومواطنون مع الفتاة التي مُورس في حقها عنف غير قابل للتبرير على الإطلاق بجامعة مكناس، فذلك من صميم المسؤولية وحق لا يمكن سلبه مطلقا. وأن يقول القضاء كلمته في الموضوع، فذلك ما لا يمكن معارضته..

لكن المسألة هي أكبر وأخطر من تضامن مبدئي، حينما يتعلق الأمر بثعالب السياسة التي تنقض على الواقعة لتصفية حساباتها للثأر من أعدائها.

ولكي لا يأخذكم شك في ذلك ما عليكم سوى تصفح جريدة أخبار اليوم لهذا اليوم (الاثنين) حيث يمكنكم أن تقرأوا رأي توفيق بوعشرين وحسن طارق الصديقين الحميمين للمتهم باغتيال الشهيد آيت الجيد بنعيسى والذي هو الآخر من كتاب الرأي بالجريدة نفسها؟!

لقد أجمع الإثنان معا على أن العنف في الجامعة هو إنتاج محض للتجربة اليسارية بالجامعة وأن سلوك “البرنامج المرحلي” متجذر في تجربة القاعديين على امتداد تاريخهم، بل وذهب الاستاذ حسن طارق إلى حد مطالبة هؤلاء القاعديين بتقديم نقد ذاتي..

طبعا هذا الرأي هو صياغة “احترافية” وخلاصة لنفس الاتهام الذي احتل صدارة المواضيع هذه الأيام متفوقا حتى على تقرير أمريكا (التي يطالب بوعشرين نفسه الدولة بالحكمة في الرد عليها، هكذا) والذي يعتبر من حيث الأهمية أعمق وأخطر من سلوك “شرذمة” و”عصابة” تنشر الرعب في ساحة الجامعة حسب الإخوان في سلاح الفتك باليسار.

صديقا حامي الذين لم يشيرا ولو بحرف واحد إلى عنف مَن يغازلونهم من المتأسلمين الذين أصدروا فتاوى القتل ونفذوها حينما كانوا طلابا ولم يذكروا عدد القتلى الذين يوجدون في رصيد الطلبة القاعديين مقارنة بضحايا أصدقائهم في السياسة وأشياء أخرى.

ولعل ما يبعث على الغرابة هو حالة الرفيق أو الأخ حسن طارق الذي يتفنن في لي عنق واقعة مكناس، وكأنه دفن ذكرى الشهيد بنجلون إلى الأبد.

الأصدقاء في الحرفة ليسوا من عشاق الكتابة بالمجان. فحينما ينتبهون للقلم يكون هناك دوما مقابل تصرفه الجهة المستفيدة من خدماتهم عينا أو نقدا أو بطريقة لا يعرفها إلا الراسخون في علم أكل الكتف.

أعتقد جازما أن أصحابنا ليس من أولوياتهم تبخيس تيار في الجامعة لا يهدد مصلحتهم في شيء. إنهم مهووسون بخدمة أجندة العدالة والتنمية أولا وأخيرا بقنصهم لكل حدث بعيد أو قريب حتى يعبئوا رصيد أسيادهم بالحسنات ورصيد خصومهم بالسيئات.

بهذا المعنى فقط، يكون هذا التحامل على تجربة القاعديين ومطالبتها بنقد ذاتي، وفي نفس الوقت إحراج إلياس العماري وأصدقائه في الأصالة والمعاصرة الذين يعتبرون أن شرعيتهم السياسة والنضالية والتاريخية يستمدونها من هذه التجربة من جهة، ويسدون خدمة رفيعة لمعبرهم إلى فواكه حزب العدالة والتنمية المتهم بقتل أحد مناضلي التجربة القاعدية من جهة أخرى.

إن هذا السلوك شبيه بسلوك من يبحث على عشيقة في مناسبات العزاء. يدرف دموع الحسرة ليثير انتباه فتيات العائلة المكلومة. سلوك ليس من الأخلاق ولا الشهامة ولا الإستقامة… في شيء.

لهؤلاء الذين يصطادون في الماء العكر نقول إن تجربة القاعديين:

1- هي تجربة إنسانية نبتت في تربة جامعة احتضنتها ولم تلفظها حتى عندما كان ثمن الانتماء إليها هو فقدان اقدس ما يملك الانسان: الحرية والحياة.

2- هي تجربة إنسانية تحتمل الخطأ والصواب، ولقد أدرك مناضلوها هذه الحقيقة منذ ولادتها ولم يكونوا ليضمنوا استمراريتها لو لم يوقنوا بقيمة النقد الذاتي.

3- هي تجربة أكبر من أن يختزلوها في أسماء تقض مضاجع أحلامهم لأنها ولدت بهم أكبر منكم ومنا: هم الانتصار للحرية والعقل والتقدم والعدالة….

وحتى نشهد على فصل آخر من الرداءة والانتهازية، أتمنى لكم أسبوعا جميلا خاليا من الأحقاد.

سعيد زريوح

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes