مسلسل "عودة صديق الملك" / الفصل الثاني..لـ علي أنوزلا
مرة أخرى عاد الحديث من جديد عن "صديق الملك" الذي عندما ينزل إلى الساحة السياسية يكون مثل فيل يدخل إلى متجر للفخار.. من حسن الحظ أن "فخار" السياسة المغربية رخيص وبلا قيمة تذكر.. بل يمكن إعادة ترميمه أو تشكيله أو فقط إعادته إلى طبيعته الأولى ليتحول إلى عجينة مرنة يمكن أن يصنع منها صاحبها ما يشاء..
الأمر لا يتعلق بصديق الملك القديم فؤاد عالي الهمة، الذي دفعه حراك 20 فبراير عام 2011 إلى العودة إلى برجه العالي للنفاذ بجلده، وإنما بصديق الملك الثاني، الملياردير عزيز أخنوش، الذي أُسقط على رأس حزب لا وجود له في الواقع إلا على الوثائق الرسمية لوزارة الداخلية.
ولو صحت المعلومات التي تتداولها وسائل الإعلام اليوم عن "الضغط" الذي يمارسه هذا "الوافد الجديد" على رئيس الحكومة المعين، من خلال تأليب "أحزاب" أخرى تشبه حزبه لعرقلة تشكيل الحكومة المقبلة، سنجد أنفسنا أمام نفس السيناريو: "كيف يمكن طرد الفيل، مرة أخرى، من المتجر بأقل الأضرار والخسائر الممكنة".
لا أفهم كيف أن أحنوش، الذي يعرف الجميع الظروف التي أٌنزل فيها على رأس حزبه، شخص سبق أن صرح بـ "عظمة لسانه" (أي مَا غَلُظَ مِنْهَا) بأنه اعتزل السياسة، ولم يترشح في انتخابات 7 أكتوبر، وغير مؤكد إن كان أصلا قد صوت فيها، هو اليوم من يقود المفاوضات، بل ويضع الشروط لتشكيل الحكومة المقبلة!
ما المعنى إذن من إجراء الانتخابات مع كل ما كلفته من موارد من أموال الشعب، إذا كان سيأتي شخص لم يشارك فيها ليفاوض ويقرر ويفرض شروطه رغما عن أنف 4 ملايين من المصوتين؟
أسفي على كل أولئك الذين صدقوا اللعبة وخرجوا يوم 7 أكتوبر ليمنحوا أشخاصا مثل أخنوش شيكا على بياض ليفاوض باسم الجهات التي وضعته ندا للند مع من يٌفترض أن أغلبية المصوتين اختاروا حزبه ليتصدر الانتخابات ويقود الحكومة المقبلة!
علي انوزلا
مواضيع ومقالات مشابهة