للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

الطلبة المعتقلون بمدينة فاس يتعرضون للتعذيب على يد أجهزة الأمن


أدلى مجموعة من الطلبة الناشطين داخل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، والمعتقلون بالسجن المدني عين قادس بمدينة فاس، بشهادات يصفون فيها التعذيب الذي تعرضوا له على يد أجهزة الأمن.
التعذيب تراوح، حسب الشهادات، بين العنف النفسي الحاط بالكرامة والعنف الجسدي الرامي إلى إلحاق الضرر بالسلامة البدنية للمعتقلين، مرورا على التهديد بالإغتصاب، مما أدى إلى أضرار بليغة على صحة المعتقلين كفقدان السمع وعدم القدرة على التنفس الطبيعي.
وفيما يلي شهادات المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب، نوردها إليكم كما صاغها الطلبة بأسلوبهم :

السجن المحلي عين قادوس بفاس في:10 ماي 2013
الاسم الكامل: يوسف بوعرفة
رقم الاعتقال: 83101 – T9
إلى كل المناضلين والمناضلات، والرفاق والرفيقات، وباقي الرأي العام.
شهادة حول التعذيب
بداية جديدة لفصل جديد، بعدما وطأت قدماي أرض هذه المدينة المتناقضة. عشية يوم الاثنين توجهت إلى الحي الجامعي، وفي علمي المواجهات التي دارت مع قوى القمع، وما خلفته من آثار إيجابية لصالح الطلبة.
في صبيحة يوم الثلاثاء وعلى الساعة التاسعة صباحا، توجهت إلى كلية الآداب قصد تفقد الأحوال، وجحافل القمع مطوقة لجوانب الساحة، وكل الهوامش الملحقة، وصلت أمام الكلية وسط حيرة عارمة، وقلق أثار الشك في نفوس تلك اللجنة التفتيشية، بعد وقوفي أمامهم لبرهة وقد ترددت في الدخول، وهنا بدأت المشكلة فبعدما قدمت أوراق ثبوت الهوية، مررت ولم أبتعد إلا بخطوتين، حتى تم القبض علي وتفتيشي مجددا، واقتادوني إلى سيارة القمع قصد التأكد من هويتي، فبعدما تواريت عن أنظار العامة من الناس، صفعت بشدة على وجهي، قاموا بتصفيدي ثم دفعي إلى سيارة القمع التابعة لهم. وبطبيعة الحال مع المقبلات والعصائر المتنوعة من الصفع واللكم والدفع، مصحوبة بشتى أنواع عبارات الاحترام والتقدير التي لم أتعود سماعها في وسط الحرم الجامعي، والتي تعبر عن مستواهم الرفيع في قلة الأدب والاحترام، والتي لا يشرفني أن أكتبها ولا حتى التعبير عنها، هذا مع العلم أنهم لا يحاولون إلا تنفيذ مضامين (((الدستور الجديد))) لمغرب « الحداثة والديمقراطية »، لنصل بعد ذلك إلى الاحتفال الكبير الذي استقبلنا به في « ولاية الأمن » وهنا تم تقديم باقي الوجبات المتنوعة كما دأبوا على تقديمها لكافة الطلبة المعتقلين، من سب ورفس ولكم وشتم، وصفع واهانات، ستخلف آثار وخيمة في نفسية كل معتقل حسب تربيته.
وعلى خلاف الدول المتقدمة التي تبحث عن الأدلة الدامغة، هنا يتم دمغنا ليحققوا الأدلة، وبعد جميع المحاولات التي قدمت كأدلة عن براءتي، فما وجدت غير أساليب قمعية تحاول إدانتي بالقوة والضرب والسب والشتم، فعلمت آن ذاك أنني في بلد « الديمقراطية »، فلم أحاول مجددا لما لقيته من صد. أنزلت إلى القبو « لكاب » مع المتهمين المتابعين في قضايا الحق العام. فبعد حجز أغراضنا الشخصية ومن بينها خيوط الحذاء، وذلك قصد تفادي « الانتحار »، وهنا نستحضر خوفهم من أن يؤذي المعتقل نفسه وتورطهم في ذلك، وبهذا يريدون قمعنا وقتل روح النضال فينا، وبعث رسائل لمن هم مثلنا، دون تكبدهم خسارة في الأرواح، وضربهم عصفورين بحجر واحد: كبحهم للفعل النضالي، وعدم متابعتهم من طرف هيئات ومنظمات حقوقية. وبعد سجننا جلست أتأمل والآلام تسري في جسدي، فأحسست بانتفاخ في رقبتي وظهري، وآلام في عيني من كثرة الضرب. ولا أخفيكم أن جميع الأفكار راودتني في تلك اللحظة (دراستي، والدي، معارفي، …) ولأني أكلت حتى (الشبع) لم أفكر في الجوع الحقيقي الذي ضللت عليه لمدة يومين في زنزانة الولاية، وهناك كل شيء بالوقت، حتى قضاء الحاجة البيولوجية في المرحاض ولكم أن تتخيلوا المرحاض بالوقت الذي يختارونه ويناسبهم هم.
بعد قضائي يومين من « الاستضافة » تم نقلنا في سيارة قمع واحدة، بما قدره 25 إلى 30 شخص، في مساحة قدرها 3,5m² وأنتم ترون سيارات القمع ولكم الحكم، توجهوا بنا نحو المحكمة الابتدائية في جو خانق، نكاد لا نتنفس فيه، وبعد وصولنا مثلنا أمام « وكيل الملك » هذا بطبيعة الحال مع ساعات من الانتظار المرير، وسط زنزانة مليئة بكل شروط التعسف، وكل من مر بها منذ بداية استخدامها (زنازن المحكمة) إلا ويضع بصمته من قضاء الحاجة البيولوجية فيها لعدم وجود المكان المخصص للعملية، ولكم أن تتخيلوا المعاناة من ضجيج المتهمين …، وصولا إلى الروائح المتراكمة.
بالرجوع إلى « الوكيل » سألني أسئلة شخصية (الاسم، العنوان،…)، وهل التهمة ثابتة في حقي أم لا، بمعنى هل أنفي أم أعترف. اعترفت بشيء واحد، أنني لم أرتكب جرما، وأني لست نادما مهما جرموني، ولو حكموا بأقصى العقوبات، لا يهمني إلا صفاء ضميري، ونبل القضية التي أدافع عنها، حكم « بالاستشارة ». بعد ذلك أحلنا أنا وباقي الطلبة الآخرين أمام الرئيس، طلب مني الاختيار بين توكيل المحامي، أو أرافع عن نفسي، اخترت الأول، بعدها اعتقلنا اعتقالا احتياطيا. لتتكرر المعاناة مع نقلنا كالحيوانات إلى سجن عين قادوس، تم استقبالنا من طرف رفاقنا المعتقلين وذلك بعد الإجراءات الإدارية المضنية، ثم زجوا بنا في السجن مع باقي معتقلي الحق العام، في جناح اسمه « التوبة » الزنزانة الخامسة، أقسم لكم بالله لن تصدقوا ما سترون إذا دخلتم لأول مرة، 76 شخص في زنزانة واحدة لا يتعدى طولها 10 أمتار، وعرضها 4 أمتار، ويتم فيها كل شيء من أكل وشرب ونوم وصلاة وشرب المخدرات، والله كنت لا أجد مكانا أجلس فيه، هذا مع خصم مساحة « الطواليط » وفيه مكان النفايات أو ما يصطلح عليه « لݒتية »، هنا أيها الرفاق لن تصدقوا حجم المعاناة التي عانيناها في تلك الأيام الأربع، في تلك الزنزانة قبل تحقيقنا لمطلب الجمع في زنزانة واحدة مع باقي الطلبة، وذلك بعد صراع مع الإدارة المعروفة بأسلوبها الشائع والمعروف من تماطل وتسويف، والمتاهات بين مسؤولية السجانين. واسمحوا لي إن كنت أطلت عليكم ولم نذكر ما في السجن بشكل مدقق، نظرا لعدة اعتبارات: من بينها أنني أتألم في كل لحظة أتذكر فيها ما جرى لي، وأنا بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، زد على ذلك أن كل ما حدث ويحدث وسيحدث سندرجه في تقارير لاحقة.
عن لجنة المعتقل
____________________________________________________________
السجن المحلي عين قادوس بفاس
المعتقل السياسي: جابر الرويجل
رقم الاعتقال: 83138
شهادة التعذيب
لقد تم اعتقالي بتاريخ 18 أبريل 2013 على الساعة الثامنة والنصف صباحا قرب كلية الحقوق بظهر المهراز بعد التدخل الهمجي لقوى القمع في حق الجماهير الطلابية بغية افشال معركتها النضالية التي توجت بنجاح مقاطعة الامتحانات المتمثلة في الدورة الاستثنائية المشبوهة التي لا تخدم مصالح الجماهير الطلابية حيث نعلم أنه في بعض المواقع الجامعية تقصي بشكل مباشر من ولوج سلك الماستر.
ومنذ لحظة اعتقالي انهالت علي قوى القمع بالضرب والتنكيل والسب والشتم أمام مرأى من الجميع والضرب في أماكن حساسة من الجسم خصوصا على مستوى الكلي والركبة والمفاصيل والرأس والعنق، مما أدى إلى اصابات بليغة لازالت آثارها على جسدي، وبعد اقتيادي بوحشية إلى سيارة القمع (صطافيط) وأنا في حالة صحية لا أحسد عليها حيث انطلق مسلسل آخر من التعذيب فجاء أحدهم يسألني: ماذا تفعل هنا؟ هل أنت قاعدي؟ وبعد رفضي الإجابة انكبوا علي بالضرب الهراوات على مستوى الرأس والكلي، وتم تكبيلي بالأصفاد مما ألحق جروحا عميقة على مستوى اليد، التي لازلت أحمل آثارها لحدود اللحظة، ولدى وصولنا إلى ولاية القمع بفاس وبالضبط في الطابق الثالث تم استقبالنا بالسب والشتم، قال أحدهم: (اليوم نغتصبوكم)، فانطلق ما كنت أخشاه من تعذيب نفسي وهم يستنطقونني فكانت الأسئلة الأولية (حول هويتي ومعطياتي الشخصية…) وبعد ذلك بدأ شوط آخر من الأسئلة مع التعذيب فحواها ينصب حول مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والنهج الديمقراطي القاعدي، وبعد أن رفضت الاجابة عن كل الأسئلة بدأ مسلسل الضرب باللكمات على مستوى الرأس، التي أدت بي إلى فقدان الوعي لمدة نصف ساعة تقريبا، وعندما استفقت من تلك الغيبوبة وجدت باقي الأسئلة في انتظاري، وعندما رفضت مرة ثانية الاجابة قال لي أحدهم: هل تناولت وجبة الفطور؟ فأجبته قائلا: لا فقال لي انتظر لآتيك بها، وبينما أنا أنتظر وجبة الفطور صدمت بتعصيبهم لعيني « البانضة » فأخرجوني من ذلك المكتب دون معرفة الوجهة أو المكان الذي يأخدونني إليه، تم تمديدي على كرسي خشبي طويل وكبلوا يدي معه، ووضع « الشفونة » على وجهي تم أخدوا يسكبون علي ماء « الكريزيل » فقال لي أحدهم إذا أردت التكلم اضرب برجليك، فضربت برجلي تم قال لي: ماذا تريد أن تقول؟ فقلت له أريد أن أرتاح، فقال لزميله: (ألحاج خوي على ولد العاهرة …) وبعد الاستمرار في نفس الفعل أغمي علي من جديد، فقال له: (« العلوي » حيد لمو داك الشي ليموت لينا هنا…)، وعندما استيقظت من الغيبوبة أخرجوني وأنا معصب العينين، فسمعت أحدهم يقول (أمن الكلوار من المدنيين) وبعد وصولي إلى المكتب بدأت الأسئلة تنكب علي من جديد، فامتنعت مجددا عن الاجابة، فبدأ مسلسل آخر من التعذيب، فقدت على أثره سمعي على مستوى الأذن اليمنى، لحدود اللحظة لازلت لا أسمع بها، فأجلسوني على كرسي ثم بدأوا بالسؤال عن المعتقلين السياسيين السابقين، وخصوصا محمد غلوظ، ابرهيم السعيدي، عبد الوهاب الرمادي وعبد النبي شعول (عبد الله) فأجبتهم قائلا: أنتم تعرفونهم أكثر مني، فلماذا السؤال؟ فقال لي أحدهم: أريد أن أسمع منك وأعرف ما نوع العلاقة التي تجمعك بهم؟ فقلت له: تجمعنا مطالبنا العادلة والمشروعة، وبحكم أني أقطن بالحي الجامعي، فمن الطبيعي جدا أن أعرفهم. وفي اليوم الموالي تم اعادتي إلى مكاتب التحقيق وبدأ أسلوب آخر من التعذيب وأشواط أخرى من الأسئلة، فأجبتهم على البعض منها، ثم قال لي: هل أنت قاعدي؟ ما ارتباطك بأوطم؟ فأجبت قائلا: يحصل لي الشرف أن أكون قاعدي ومناضل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والشعب المغربي في آخر المطاف، فوضعوا رأسي في سطل مملوء بالماء فأحسست بالاختناق ليحضروا لي المحضر لكي أوقعه، فرفضت التوقيع ليرغموني على التوقيع على تلك التهم الملفقة والمطبوخة من طرف مصاصي الدماء لشعبنا الجريح. وهذا كان مجرد وسيلة لتكسير نفسية المناضل إلا أن مدرسة أوطم علمتنا الشيء الكثير لأقابل هذا التعذيب بالصمود والتركيز أمام الجلاد، رغم اختلاف طرق التعذيب وقساوتها وبعد انتهاء اليومين من التعذيب بولاية القمع، تم احالتي على محكمة الاستئناف ليدخلونني عند « الوكيل العام  » الذي عرض علي تلك التهم، فقال لي: ماذا تقول في هذه التهم؟ فأجبته هذه التهم ملفقة ومطبوخة من طرف النظام القائم بالمغرب، فأرجعوني إلى مخافر المحكمة، وبعد مرور 15 دقيقة تقريبا، تم استدعائي من طرف قاضي التحقيق، فنكرت مجمل التهم، مباشرة تم نقلي إلى السجن المحلي عين قادوس السيء الذكر، وأحلت على مكتب الضابطة القضائية لإستكمال الاجراءات الأدارية، وتم الحاقي برفاقي من داخل السجن، فاستقبلوني حسن استقبال، والذي وجدتهم وبفضل معركتهم النضالية التي خاضوها من داخل السجن استطاعوا انتزاع مجموعة من المكتسبات من بينها التجميع بحي « الثوبة » الغرفة 9 منعزلين عن معتقلي الحق العام، ولازال 3 رفاق يخوضون اضرابا مفتوحا عن الطعام، وصل اليوم 35.
ونحث الجماهير الطلابية على الصمود والنضال حتى تحقيق المطالب العادلة والمشروعة، وبدورنا نعد بتحويل سجن عين قادوس إلى قلعة أخرى من النضال، فلا الاعتقال ولا القمع سينال من قناعتنا.
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين.
____________________________________________________________
المعتقل السياسي صلاح الدين شفيق: شهادة حول التعذيب
في 05/05/2013
السجن المحلي عين قادوس بفاس
الاسم الكامل: صلاح الدين شفيق رقم الاعتقال: 83084
شهادة حول التعذيب
لقد انتهى إبان الراحة والاستجمام، وتلفظت العطلة البينية انفاسها الأخيرة، واستقبلت يوم جديد وصباح جميل وهادئ دُنِّسَ بالجرائم القذرة التي ارتكبت في حق الجماهير الطلابية كان هذا يوم الاثنين 15 أبريل 2013.
في ذلك الحين عرفت الساحة الجامعية -القلعة الحمراء- توترا بل أكثر من ذلك تحرك غير عادي للطلبة إثر تواجد ترسانة من قوى القمع بمختلف أشكالها وألوانها السرية منها والعلنية، هدفها تكسير المعركة النضالية للجماهير الطلابية بشكل عام، وبالخصوص كلية الآداب وتتمثل هذه المعركة في مقاطعة امتحانات الدورة الاستثنائية اللامنطقية باعتبارها دورة لا تخدم مصالح الطلبة بصفة خاصة والمنظومة التعليمة بشكل عام. وكما يقال « ما اجتمعت أمة على ظلالة ».
لحظة خروجي من الحي الجامعي فوجئت بهجوم كاسح لقوى القمع في حق الجماهير الطلابية باستعمالها قنابل مسيلة للدموع والعصي الغليظة، فاسترسلت هجومها إلى كلية العلوم، مما أفزع طلاب الكلية فاندفعوا دفعة واحدة نحو السور الذي يتجاوز علوه ثلاثة أمتار. لعل تخطيه السبيل الأنجع للهروب بعظام سليمة.
قرب مقبرة وسلان استغلت قوى القمع ضعفي ومعاناتي من المرض ما تنوء بحمله الجبال « القلب » وقلة حيلتي، فاعتقلوني وفي ذلك المكان انهالت وانكبت علي قوى القمع بالضرب بالعصي والرفس والركل، ابتداءا من رجلي وصولا إلى رأسي كأني مجرم حقيقي لا أستحق الرحمة ولا الشفقة، فكانت نتيجة هذا الرفس الهمجي إصابتي بعدة جروح وكدمات، بداية بالرجل اليسرى التي لم أقدر على تحريكها بالإضافة إلى القفص الصدري حتى أنني أجد صعوبة في التنفس، واليد اليسرى بجميع عضلاتها وفي العنق، أما على مستوى الرأس حصلت على ضربتين متوازيتين وراء الأذنين وضربة في منتصف الرأس، وضربة في الجفن وضربة على مستوى الأسنان الأمامية (القواطع) مما أدى إلى انتفاخ الرأس والعينين، ناهيك عن أتر الاصفاد في يدي، هذا والكثير أدى بي إلى إغماء دام حتى وصولي إلى ولاية القمع، فتفننوا في طريقة إيقاظي من الصدمة وهي « الذفل » في أذني فاسترجعت قليلا من الحركة فكان هذا هو الشق الأول من التعذيب.
أما الشق الثاني والمثير في عملية التعذيب تم داخل الولاية حيث استقبلوني بأحرى الصفعات، وكلام رديء، فاقتادوني نحو مكتب لأخد بصماتي وثلاث صور فوتوغرافية، بعد ذلك نحو مكتب التحقيق، فأول سؤال طرح على هو « هل أصلي؟ »، بعد هذا السؤال الجوهري تم أخد معلوماتي الشخصية إسمي، اسم أبي… عدد الاخوة، بعد الانتهاء من التعرف علي قال لي أحدهم « راحنا بوليس و متحاولش تكذب كلشي عندنا مصور وكل حاجة عارفينها » فأشار لي بأصبعه وقال: « أنت قاعدي » وأيضا قال: « علاش تسميتو قاعديين »، ثم فسرها بتفسيره الخاص وقال: « جاية من القاعدة ياك »، فكان جوابي هو الصمت ثم نطق أحدهم وقال: « تعاملوا معاه مزيان » قاصدا في كلامه المزيد من الرفس والركل، وأخيرا انزلوني إلى « لاكاب » القبو ووضعوني مع مجموعة من الطلبة المعذبين، إذن فدع الزنزانة تتحدث عن الخدمة التي تقدمها للطلبة على وجه الخصوص من روائح نثنة وأفرشة متسخة… وفي اليوم الموالي اقتادوني أنا وطالب آخر إلى مكتب جديد ووجوه جديدة، مصفدين يد بيد لتبدأ سلسلة من المهانة التي لا تليق إلا بمقامهم ومجموعة من التهديدات كبتر جهازنا التناسلي، غرضهم من ارهابنا اعترافنا بالجرائم التي لم تكن لنا بها صلة ولا قبلة للمناضل.
فالتحق محقق آخر دوره هو مواساتنا، هدفه هو استدراجنا إلى الاعتراف بشكل ممنهج لكسب ثقتنا، فطرح علينا سؤال عن انتمائنا السياسي، والحزب الذي نتعاطف معه كحق يخوله لنا الدستور كما جاء على لسانه. ليتحول هو الآخر إلى وحش في صفة رجل، فطلب منهم بقوله: « فرق الزبل أودي هذا « كادو » (cadeau) »، فصفدوا يدي ونقلوني إلى مكتب مجاور، فتم أخذ من جديد إسمي، اسم الأب، ومحل اقامتي… أما الغريب في الأمر، بمجرد الانتهاء من إدخال اسمي، اسم الأب… إلى الحاسوب، قام بنسخ المحضر المنجز، فأرغمني على توقيعه وكتابة اسمي الشخصي أسفل كل ورقة منه. عندما انتهيت من التوقيع وأنا في صحة يرثى لها قال لي « هادي هي اللخرة عليك » لأتمم الليلة الثانية على التوالي في نفس الظروف القذرة بولاية القمع حتى صباح اليوم الموالي، فأحالوني أنا وطلبة آخرون على « وكيل الملك » بمحكمة الاستئناف بفاس، بعدها على « قاضي التحقيق » ليقرر هو الآخر اعتقالي مع طالبين. ومن تم مباشرة إلى سجن عين قادوس سيء الذكر.
وأخيرا دعني أقول: « أين هي كرامة الطالب وحرمة الجامعة ؟ »
عن لجنة المعتقل

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes