و لا زال هناك من يسأل .. ثورة ام إنقلاب ! للكاتب عمر مكاوي
كثير من الجدل
يدور الان فى الشارع المصرى بل وفى العالم باسره حول ما اذا كان ماحدث فى مصر
مؤخرا هو ثورة شعبية بالمعنى الحقيقى للثورات ام انه انقلاب قام به الجيش على سلطة
يرى البعض انها منتخبة بطريق شرعى ولذا يجب بقائها.
واذا كان ماحدث فى الثانى من يوليو 2013 هو انقلاب كما يراه البعض. فما الفارق بينه وبين ماحدث فى الحادى عشر من فبراير 2011 حين تدخل الجيش بقادته واعلنوا انعقادهم الدائم دون الرئيس آن ذاك.
يرى البعض ان ماحدث فى الموجة الاولى من ثورة 25 يناير كان تنحيا من قبل الرئيس اما ماحدث فى الموجة الثالثة من الثورة كان عزلا ومن ثم فهو انقلاب على الشرعية.
والحقيقة ان اول بيان خرج من الجيش فى العاشر من فبراير 2011 كان التأكيد فيه على ان المجلس العسكرى منعقد دون القائد الاعلى له وهو مايبعث برسالة الى كافة الاطراف انه يجرى الترتيب لعزله من قبل قادة المؤسسة العسكرية ولكن كيف؟ لم يعلم احد وقتها كيف سيتم ذلك الا عندما خرج علينا اللواء عمر سليمان نائب الرئيس وقتها فى السادسة من مساء الحادى عشر من فبراير واعلن ان الرئيس قرر التنحى وكلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بادارة الدولة.
واذا كان ماحدث فى الثانى من يوليو 2013 هو انقلاب كما يراه البعض. فما الفارق بينه وبين ماحدث فى الحادى عشر من فبراير 2011 حين تدخل الجيش بقادته واعلنوا انعقادهم الدائم دون الرئيس آن ذاك.
يرى البعض ان ماحدث فى الموجة الاولى من ثورة 25 يناير كان تنحيا من قبل الرئيس اما ماحدث فى الموجة الثالثة من الثورة كان عزلا ومن ثم فهو انقلاب على الشرعية.
والحقيقة ان اول بيان خرج من الجيش فى العاشر من فبراير 2011 كان التأكيد فيه على ان المجلس العسكرى منعقد دون القائد الاعلى له وهو مايبعث برسالة الى كافة الاطراف انه يجرى الترتيب لعزله من قبل قادة المؤسسة العسكرية ولكن كيف؟ لم يعلم احد وقتها كيف سيتم ذلك الا عندما خرج علينا اللواء عمر سليمان نائب الرئيس وقتها فى السادسة من مساء الحادى عشر من فبراير واعلن ان الرئيس قرر التنحى وكلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بادارة الدولة.
ودون الخوض فى مدى صحة التكليف من عدمها, فان الجميع بارك هذا المنحى وايده الغالبية فى الداخل واعترف المجتمع الدولى كله وعلى رأسه أمريكا -المعارضة لما يحدث الان- بما حدث واعتبره الجميع ثورة شعبية ايدها الجيش.
واذا تطرقنا لما حدث فى 2013 فان قادة الجيش قد دعوا الى عقد اجتماعات للرئاسة والمعارضة للتشاور حول ارضاء الشوارع الغاضبة من سياسة اقل ماتوصف به انها ليست على قدر طموح المواطنين - وانا ارى ان هذا سبب كافى للخروج على الحاكم اذ لايلزم ان تثبت خيانته حتى نخرج عليه – ولم يتم الاجتماع ولم يوافق الرئيس على ارضاء الشارع الغاضب بل تزايد فى تمسكه بشرعية زائفة وقرر القتال فى شهر حرم الله فى القتال من اجل كرسى يصل به وجماعته الى ماهو ابعد مما يمكننا توقعه. واستغل فى ذلك شباب ورجال متواطئون واخرون مغيبون تحت راية الجهاد.
والسؤال لمن يرفضون وصف ماحدث فى مصر مؤخرا بأنه ثورة. كيف اذا تكون الثورة. حينما يتنحى الرئيس مثلما حدث من قبل مع حسنى مبارك؟ ان حسنى مبارك لم يتنحى بارادته ولكن الجيش طلب او فرض – ولا اعلم تحديدا ما الذى حدث فى الكواليس - عليه ذلك . وهنا يأتى السؤال. ماذا لو لم يوافق حسنى مبارك على التنحى؟ دون ادنى تفكير... الجيش كان سيعزله. والاخوان كانوا سيباركون. ولو ان ماحدث مع مرسى حدث مع غيره من دون الاخوان ورؤوا ان ذلك فى مصلحتهم لباركوه. كما بارك السلفية الثورة بعد تنحية مبارك وكانوا قبل تنحيته بساعات يحرمون الخروج على الحاكم.
ويرد سؤال اخر فى الذهن, ما هى الالية لخلع حاكم من قبل الشعب اذا لم تكن هناك قوة منظمة حقيقية تستطيع ان تلبى مطالب الشعب ؟ لقد مضى زمن الثورات التقليدية حين كان يخرج الناس ويدخلون قصر الملك ويسحلونه وينتهى به الامر على المقصلة.
وأى انقلاب هذا الذى يباركه ثلاثة وثلاثين مليونا من المواطنين غير الذين خرجوا فى كافة دول العالم ؟
ان الولايات المتحدة اثبتت بما لايدع مجالا للشك من انها الراعى الاول والرسمى للارهاب فى العالم واثبتت المؤسسة العسكرية ان لديها عقولا تعرف كيف تقف امام اى عدوان على الدولة من الداخل والخارج سواء وانها تستطيع ان تغير خريطة التوازنات العالمية لصالح مصر.
اننى متفائل جدا بمستقبل هذه الدولة اكثر من ذى قبل.
متفائل انها ستكون قوة اقتصادية وسياسية تغير محاور عدة فى الكرة الارضية.
ان ماحدث فى مصر مؤخرا هو ثورة شعبية تاريخية لم يرى العالم مثلها من قبل انحاز اليها الجيش فى توقيت محسوم بدقة. وقد ابدع المصريون وجيشهم نموذجا جديدا للثورات يقضى على النموذج التركى وغيره. واثبتت مصر انها صانعة التاريخ. واثبت هذا الجيل للكافة داخليا وخارجيا انه لن يهنأ ولن يكل حتى يرى مصر أم الدنيا على ارض الواقع وليس فى كتب التاريخ فقط.
ان ماحدث فى مصر مؤخرا هو ثورة شعبية تاريخية لم يرى العالم مثلها من قبل انحاز اليها الجيش فى توقيت محسوم بدقة. وقد ابدع المصريون وجيشهم نموذجا جديدا للثورات يقضى على النموذج التركى وغيره. واثبتت مصر انها صانعة التاريخ. واثبت هذا الجيل للكافة داخليا وخارجيا انه لن يهنأ ولن يكل حتى يرى مصر أم الدنيا على ارض الواقع وليس فى كتب التاريخ فقط.
عمر مكاوي
مواضيع ومقالات مشابهة