جمال الكتابي: بيان صادر عن القاعديين التقدميين المغاربة / فيدرالية أوروبا الغربية بتاريخ 6 ابريل 199
في إطار التفاعل و التشاور حول كيفية صد المؤامرة الجديدة التي تتعرض له الحركة الطلابية المغربية بشكل عام و القاعديين بشكل خاص، و دعم الصوت التقدمي الديمقراطي داخل الجامعة المغربية و إسماع صوته وطنيا و دوليا، زودني الرفيق جمال الكتابي احد مسئولي الطلبة القاعديين بجامعة محمد بن عبد الله بفاس أواخر الثمانينات و بداية التسعينات، و (المقيم عاليا بهولندا)، بالوثيقة التالية:
الوثيقة هي عبارة عن بيان صادر عن القاعديين التقدميين المغاربة / فيدرالية أوروبا الغربية بتاريخ 6 ابريل 1994، بمناسبة الذكرى الأولى لاستشهاد رفيقنا الشهيد ايت الجيد محمد بنعيسى. البيان يتضمن أهم المواقف التي تبناها و لازال هذا الفصيل المناضل و الممانع من مختلف القضايا طلابيا، و طنيا و دوليا و خاصة بما يتعلق بملف الشهيد ايت الجيد محمد بنعيسى. و أهم ما جاء في هذا البيان:
"إن من بين الشروط الأساسية لصيانة و الائتمان على مصلحة الجماهير و بالتالي السير بها حتى النهاية تكمن في تقوية هذا الفصيل في كل مستويات وجوده، مما يعني استكمال الاستجماع و البناء على أرضية برنامجه الديمقراطي مع الأخذ بعين الاعتبار التجربة و الأفكار و الصيغ الجديدة للنضال المبلورة بشكل نضالي و ديمقراطي من داخله....".
و تعميما للفائدة و دفاعا عن تاريخ و هوية و استقلالية القاعديين التقدميين، و باتفاق مع الرفيق جمال الكتابي ننشر هذه الوثيقة التاريخية.
سعيد العمراني
بروكسيل في 14 مايو
=========================================================
الوثيقة
==========================
جمال الكتابي |
القاعديون التقدميون المغاربة
فيدرالية أوروبا الغربية
رسالة في يوم الشهيد
أيها الرفاق، أيتها الجماهير الطلابية المناضلة:
في يوم 10 ابريل من هذه السنة قد تكون مرت أربعين يوما على الذكرى السنوية الأولى من سقوط رفيقنا ايت الجيد محمد شهيدا على يد الفاشية الجديدة دفاعا عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و تاريخه المشرق و دفاعا كذلك عن النهج الديمقراطي القاعدي و قيم العقل.
أيتها الجماهير الصامدة:
تأتي هذه الذكرى و الحركة الطلابية المغربية و بالخصوص في جامعة فاس مازالت تتعرض لنفس المؤامرات الظلامية و البوليسية كمقدمة لإقبار ا. و. ط. م، و كل مواقع الإشعاع خدمة منها و بوعي تام أهداف النظام المغربي، بل إن هذه العصابات تستكمل بخطوات ثابتة ما عجز النظام عن تحقيقه منذ أكثر من ثلاثة عقود، فما الهجمات المتكررة لهذه السنة و التي خلفت عدة ضحايا و معتقلين إلا دليل ثابت ، لمن لم يقتنع بعد، عن الأفق الإجرامي و العدواني لهاته العصابات.
أيتها الجماهير الطلابية:
إن أقصى حدود التضحية التي يمكن إن يصل إليها المناضل/الإنسان هو الاستشهاد ، اذا عملية خالية من أية انتهازية، لان لا وجود لمقابل فيها. و الشهيد بنعيسى وهب روحه و حياته مقابل أن يضل اوطم موقعا تقدميا مكافحا و مناضلا في خدمة جميع الطلبة المغاربة في الداخل و الخارج. و وهب روحه كذلك من اجل الدفاع عن راية و قناعات الملايين.
أيتها الفصائل الطلابية:
يجب أن يتحلى الجميع بثقب النظر، بل يجب على الجميع أن يتحمل مسؤوليته التاريخية أمام ما ركمته الأجيال المناضلة داخل اوطم من تاريخ كفاحي و مشرق، و من واجبنا و مهامنا التصدي لأي برنامج فاشي لا تتوفر فيه الحدود الدنيا للالتقاء مع المبادئ الأربعة للمنظمة، و من يتوهم الدفاع عن "فعالية" او "فصيل جديد" داخل اوطم و ذلك تحت مبرر حق الاختلاف فانه يقرر رسميا القضاء على اوطم.
أيها المناضلون و المناضلات:
إن هذه الجماعات المتزمتة تحمل رفض الآخر في بنيتها و ليس أن الآخر لا يعترف بها و لا يمكن نهائيا الالتقاء معها في عمل مشترك ما – على الأقل في الوضع المغربي- و لو أخلاقيا و بالأحرى برنامجيا. إن عدم فهم الصيغ الجديدة/القديمة لإدارة الصراع و تبادل الأدوار بين الأعداء، يضع صاحبه في متاهة فكرية و بالتالي المغامرة بمصالح الجماهير. و إلا كيف يمكن تفسير تزامن الانزالات الظلامية مع تصاعد نضالات الجماهير الطلابية؟ و ما يمكن قوله أن هذه العصابات تلعب دور الرقيب فكلما وصلت الحركة الطلابية إلى نقطة تحول نوعي إلا فهبت لنجدة الإدارة في تمازقها مع المطالب العادلة للطلبة. و هكذا يعفي النظام من الصدام بالجماهير، و بعد ذلك يقال، للأسف، من طرف بعض الجرائد الوطنية أن فصيلين متطرفين تصادما و ... و تقول محاضر البوليس أن القاعديين قتلوا بنعيسى ايت الجيد، و هنا حالة الرفيق الحديوي الخمار الذي رمي به في السجن مع الحق العام بتهمة ملفقة و مزورة انتقاما من نضاليته و صموده.
أيها الرفاق و الرفيقات:
تأتي هذه الذكرى في وجود حوار وطني بين الفصائل الطلابية الخمس، الذي انعقد يوم 20 مارس بالرباط، و نتمنى أن يؤدي إلى نتائج ايجابية في اقرب الآجال، و نعتقد أن تحقيق هذه النتائج رهين باستحضار المصلحة العليا و الفعلية للحركة الطلابية مع استبعاد ما هو ضيق و عقيم.
أيها الرفاق القاعديين:
إن من بين الشروط الأساسية لصيانة و الائئمان على مصلحة الجماهير و بالتالي السير بها حتى النهاية تكمن في تقوية هذا الفصيل في كل مستويات وجوده، مما يعني استكمال الاستجماع و البناء على أرضية برنامجه الديمقراطي مع الأخذ بعين الاعتبار التجربة و الأفكار و الصيغ الجديدة للنضال المبلورة بشكل نضالي و ديمقراطي من داخله. و بالمناسبة نوجه ندائنا الحار إلى كل المناضلين المدافعين عن هذا الفصيل و تجربته للتحلي بالنضج النضالي و الحوار الديمقراطي و ان أية ممارسة خاطئة سنؤدي ثمنها غاليا و نخاطب هنا بالضبط من لازال يفكر بالمنطق الطائفي.
أيتها الجماهير الطلابية المناضلة:
تأتي هذه الذكرى كذلك في ظل وجود مزيد من القمع و المعانات و الغلاء و التهميش و التجهيل، بالخصوص الحصار و القمع و التجويع الذي تتعرض له كل من حركة المعطلين دفاعا عن حقها في الشغل و تنظيم صفوفها، و الطبقة العاملة دفاعا عن حقها المشروع في التنظيم النقابي و تحسين وضعيتها المادية و المعيشية.
و مما سيعمق بدون شك هذا الوضع المزري هو التوقيع على اتفاقيات " الغات" من طرف النظام المغربي في مدينة مراكش في الأيام القريبة. ببساطة لان المستفيد الوحيد من التجارة الحرة هم الدول الامبريالية ذات الإنتاج السلعي السريع و المتطور. مما سيعرض كل المبادرات الوطنية في قطاع الإنتاج و الخدمات للإفلاس و التبعية.
كما لا يفوتنا أن نوجه ندائنا كذلك إلى كل الحقوقيين و الديمقراطيين و السياسيين في الداخل و الخارج للعمل سيويا من اجل إنهاء ماسي المعتقلين و المختطفين و المنفيين. و كما نغتنم هذه المناسبة لنوجه تحيات النضال و التقدير لضحايا الارهاب ألظلامي/البوليسي و إلى كل القابعين خلف القضبان، و بصمودهم جميعا يتجدد النضال و يتطور.
المجد و الخلود لايت الجيد و كل الشهداء
الخزي و العار للإرهاب و الرجعيين
"و من يكرم الشهيد....يتبع خطاه"
6/4/1994
مواضيع ومقالات مشابهة