الجامعة المغربية: القوى المخزنية تدخل على الخط لـ علي فقير
في الأيام الأخيرة، طلب مني أحد شبان التحدث لها عن تيار القاعديين. سؤال مفاجئ و محرج. لكن الحقيقة (و لو كانت نسبية) تبقى فوق كل الاعتبارات..
ارتبط بروز "جبهة الطلبة التقدميين" (بداية السبعينيات) بنشأة الحركة الماركسية اللينينية، فجل أطرها كانوا مناضلين داخل الفصائل الماركسية اللينينية.
كانت تجربة رائعة، حيث ساهمت الجبهة في إشاعة الفكر التقدمي، القيم الجمهورية، القيم الشيوعية، و الحوار الهادئ المبني على التحليل و الحجج،، تمكنت الجبهة من إقناع الحركة الطلابية بربط نضالها بنضال الشعب المغربي من أجل مجتمع أخر، تقييم الحركة الوطنية....الخ استضافة علال الفاسي، بوعبيد، عبد الله ابراهيم، العروي، محجوب بن الصديق، عزيز بلال,,,,الخ من أجل الاستماع إليهم و نقد أفكارهم الإصلاحية أمام المئات من الطلبة، تخليد ذكرى ميلاد لينين، تخليد ثورة 1917، تخليد انتفاضة 4 مايو (1919) بالصين.
الجبهويون لا يتهربون من النقاش، الجبهويون لم يستعملوا العنف ضد خصومهم. سلاحهم أفكارهم، مبادئهم، ممارستهم ..
برز من بعد تيار القاعديين، و هو امتداد تاريخيا لجبهة الطلبة التقدميين، ولد تيار القاعديين بعاهات جعلته يتخبط فيما بعد في عدة مشاكل و تتلخص العاهة الأساسية في الدفاع عن "الاستقلالية" عن الحركة الماركسية اللينينية. خطأ قاتل. لقد تم من البداية اختراق إيديولوجي، اختراق سياسي لتيار القاعديين، هذا الاختراق سيظهر فيما بعد ليعطي نتائج كارثية..
هذا" الاستقلال" السياسي سيجعل القاعديين يستسلمون للعفوية، غير قادرين على إيجاد أجوبة صحيحة لمعالجة مخلفات المؤتمر 16 و المؤتمر 17، و غير قادرين على ضمان حصانة (سياسيا و فكريا) الجامعة من "الغزو" الظلامي، و غير محصنين أما الاختراق البوليسي..
فقد ظهرت داخل تيار القاعدين عدة طروحات، عدة مجموعات...الخ
إن جل قادة القاعديين "التاريخيين"، جل المشاركين في المؤتمر 16 و في المؤتم17 موجودين اليوم في أحدى الحالات الآتية: داخل النهج الديمقراطي، داخل الاشتراكي الموحد، داخل حزب الأصلة و المعاصرة، و البعض خارج الممارسة السياسية زيادة على البعض العاملين رسميا في الأجهزة البوليسية. هذا هو واقع/مصير قاعدي بداية الثمانينات. لا أظن أن هناك من يستطيع تفنيد هذا الواقع.
و اللقاء الأخير الذي انعقد بمكناس و أطرته رموز من رموز القاعديين باسم حزب الأصلة و المعاصرة الملكي، بحضور عائلة الشهيد أيت الجيد، لبرهان عن ما أقوله. أبو القاسم، المرزوقي، عزوز....من زعماء القاعديين التاريخيين. لا يمكن التنكر لهذه الحقيقة. لم تتحرك فيالق "الطاهرين" لمواجهة الباميين، هؤلاء ليسوا نهجويين. بطبيعة الحالة لا يمكن منع هؤلاء من عقد نشاط. الموقف الصحيح من هذا النشاط؟ إما تعبئة الطلبة لمقاطعته (ليس بالسيوف)، أو الحضور و دحض طروحات الباميين الملكيين
إن تجربة "جبهة الطلبة التقدميين" لم تعطينا مثل هذه الحالات.
يستحيل اليوم الحديث عن تيار "القاعديين". الحركة الطلابية تعيش واقعا آخر، واقع "الجزر المبعثرة في المحيط"، واقع المجموعات، واقع الاختراق، واقع التطاحن، واقع تسود فيه لغة العنف، واقع التشتت، واقع تستحيل فيه إضرابات وطنية شاملة ضد النظام ، ضد مختلف سياساته .
المستفيد من هذه الوضعية، هو النظام، هو الإسلام السياسي الرجعي، هي المجموعات المخترقة من طرق الأجهزة البوليسية. إن مبادرة 23 مارس الأخيرة كانت في الاتجاه الصحيح، يجب ترسيخ مكتسباتها و تطويرها لتشمل جميع الماركسيين، لإعادة بناء حركة طلابية تقدمية جذرية، بقيادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كنقابة طلابية جماهيرية، ديمقراطية، تقدمية و مستقلة. لا مفر من هذا الاختيار.
المطروح اليوم داخل الجامعة هو إعادة الاعتبار لقيم "جبهة الطلبة التقدميين"، و تمر هذه الإعادة ببناء جبهة واسعة تستوعب مختلف الحساسيات التقدمية، و تفتح ذراعيها ديمقراطيا لألف الطلبة. هذا هو الطريق الوحيد لربط نضال الطلبة بنضال الشعب المغربي، لمواجهة الفكر الظلامي، لمواجهة النظام القائم، لتجاوز الممارسة الجهادية إسلامية كانت أو "ماركسية" (ماركسية؟ ههههه)...الخ
تعليق بسيط: في مدينة المحمدية، يوجد أحد المناضلين المختصين في إعادة نشر/تعميم ترهات البعض حول النهج الديمقراطي "التحريفي الاصلاحي"، حول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حول التوجه الديمقراطي، حول بعض المناضلين، و هذا كله باسم الطهارة الثورية لاجدال في كل هذا. هذا من حقه. مناضل له مسؤولية داخل كدش بالمحمدية، و يحضر في مجالس النقابة بجانب مناضلي العدل و الإحسان المتواجدين بكثرة في الاتحاد المحلي. هذه مسائل عادية، رغم أنها تتناقض مع أقوال المناضل الذي يتهم فيه النهج الديمقراطي بالجلوس مع العدل و الإحسان.
المشكل، هو أنه في فاتح مايو2014 نصبت صورة كبيرة للملك محمد السادس بمنصة كدش، و كعضو قيادي في الاتحاد المحلي، فان رفيقنا المتجذر المدافع بدون أي تحفظ عن من مارس العنف ضد الطلبة التقدميين في وجدة، يزكي هذه العملية. أنا شخصيا،ليس لدي مشكل لأن كدش مرتبطة بالفيدرالية التي تتبنى الملكية البرلمانية، و تعتبر الملك رمز الاستقرار و حدة البلاد و، و...الخ هذه القضايا ناقشتها و سأستمر في مناقشتها, ففي فاتح مايو 2014 بالمحمدية، قررت كدش أن توضح للجميع تشبثها بالثوابت "الوطنية المقدسة": تلاوة آية من القرءان، رفع الأعلام المخزنية، و نصب صورة الملك. مسألة عادية بالنسبة لي، و كل هذا يتطلب صراع سياسي فكري، لكن أن يزكي أحد "الجذريين" كل هذا بدون ملاحظة واحد، و أن لا يأتي بصور الشهداء أمثال أيت الجيد، و المعطي، و شباظة....الخ و يتزايد عن مناضلي النهج الديمقراطي، فهذا لا يمكن أن يدخل إلا في خانة الكفكائيات
شعاري "قد فمك، قد دراعك"
علي فقير 6 مايو 2014
مواضيع ومقالات مشابهة