للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

إسرائيل تدفع ثمن الاحتلال.. والحل هو إنهاؤه لـ علي أنوزلا



طيلة تاريخ العدوان على غزة سقط آلاف الشهداء، ومازال المئات منهم يسقطون حتى اليوم، مقابل ماذا؟ مقابل تفاهمات بلا تفاهم حقيقي، وهدنة عبثية تهدأ فيها أصوات المدافع لتعود لتدك من جديد الأحياء التي يعاد بناؤها ما بين هدنة وهدنة؟ هل قَدر الفلسطينيين أن يموت منهم الآلاف كل مرة من أجل شحنة أدوية أو شاحنة غذاء أو بضع أكياس من الإسمنت لإعادة بناء البيوت في انتظار أن تٌهدَّ على رؤوس ساكنيها بقرار من حكومة عنصرية متطرفة تعتبر أن "حقها الشرعي في الدفاع عن النفس"، يخول لها إرسال طائراتها الحربية المتطورة لتلقي بحممها فوق رؤوس الأبرياء وهم نيام، مع رسالة إلكترونية قصيرة تنذر ضحيتها ثواني قبل أن يلقى حتفه؟!

أي مبرر أخلاقي هذا الذي يركن إليه الغرب ليدافع عن "الحق الشرعي" لإسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد صواريخ محلية الصنع لا تشكل تهديدا مميتا لسكانها، في حين يغمض عينه عن القصف الهمجي بالصواريخ المتطورة والمدافع المدمرة للمستشفيات، والمدارس والأحياء السكنية التي تتحول إلى أنقاض وسكانها إلى أشلاء!

لقد تكسرت كل أشكال العدوان السابقة على غزة، وفشل الإسرائيليون في تحقيق أهدافهم منها، رغم تكلفتها البشرية القاسية والمرتفعة، والسبب يكمن في أنه بعد كل عدوان كان الأطراف والوسطاء يسعون إلى إنهائه وليس إنهاء المشكل. أي سبب هذا العدوان المتجدد. أي إنهاء الاحتلال.

ولعل ما يميز العدوان الحالي على غزة، أنه لن يكون مثل سابقيه، ونهايته لن تشبه كل النهايات التي نصت عليها تفاهمات يحاول البعض اليوم إحياءها، فصمود المقاومة وتشبثها بشروطها في طريقه إلى تغيير المعادلة والنفاذ إلى جوهر المشكل وليس فقط الوقوف عند معالجة أعراضه.

مهما اشتد العدوان اليوم على غزة، وبالرغم من وحشيته وهمجيته، فلن ينهي المشكل. حتى لو تم، افتراضا، القضاء على "حماس"، وهو أمر مستحيل التحقق، فسوف تظهر حركات مقاومة أخرى أكثر صلابة وإصرارا. لذلك فالحل يبدأ من إنهاء الحصار والاعتراف بالطرف الآخر حتى لو كان اسمه "حماس" أو "الجهاد الإسلامي"، للتفاوض حول ما هو جوهري: أي كيفية إنهاء الاحتلال. فكلما استمر الاحتلال ستظل المقاومة، وسيتكرر العدوان، وسيسقط آلاف الضحايا من الأبرياء في انتظار الحل النهائي: إنهاء الاحتلال.

لقد سعت إسرائيل منذ توقيع اتفاقيات أوسلو، قبل عشرين سنة، إلى تحقيق الأمن لشعبها. وفي نفس الوقت، عملت بكل ما أوتيت من قوة حتى يستمر احتلالها للأرض. ونجحت في شيء واحد هو تهميش السلطة الفلسطينية وخلق بدائل لها ممثلة في فصائل المقاومة التي تواجهها اليوم في غزة، وهو ما تدفع ثمنه اليوم.

إنه ثمن الاحتلال عسكريا وسياسيا وماديا وأخلاقيا.

علي أنوزلا

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes