المعطل مهند نصر الله يحكي تفاصيل اعتقاله لـ4 ساعات بالدارالبيضاء
كما وعد المناضل المعطل مهند نصر الله امس البارحة، بعد الافراج عنه من ولاية الامن بالدار البيضاء، على اثر اعتقاله لما يناهز اربع ساعات، واستنطاقه بمكتب الاستعلامات، انه سيقدم تفاصيل اعتقاله و حجزه من الساعة التاسعة ليلا الى الواحدة بعد منتصف الليل من طرف العناصر الامنية، وترحيله من مخفر لاخر الى ان تم تقديمه الى مكتب الاستعلامات بولاية الامن بالدار البيضاء ليتم الاستماع اليه دون انجاز اي محضر او توجيه اي تهمة، لينتهي الامر بالافراج عنه. و اليكم تفاصيل الحادث بقلم مهند نصر الله:
بعد وصولي لمنطقة الكليات التي يتواجد بها الحي الجامعي والمبيت فيه رفقت بعض الطلبة. وفي صبيحة اليوم الموالي، إنطلقت في المسيرة متوغلا داخل مدينة الدارالبيضاء والهدف هو التعريف بقضية البطالة وإيصال الرسالة لعموم الجماهير بأننا أصحاب حقوق في هذا الوطن. ولم تكن هذه الإنطلاقة خالية من المراقبة الأمنية، بل تواجدت بجانبي فرقة من الصقور الدراجين رفقة قائد مقاطعة الليمون، وبعض المقدمين وسيارة اخرى تابعة للشرطة مكتوب عليها السلامة الإجتماعية.
ومع كثرة العمالات والمقاطعات داخل الدارالبيضا،ء كانت تستبدل هذه المجموعات الأمنية بأخرى من نفس العمالة كعمالة مقاطعة عين الشق مثلا، وبقي الحال على هذا الشأن إلى حدود دخولي منطقة خاصة بالفيلات، حيث التفاوت الطبقي الصارخ لتتدخل بعدها العناصر الأمنية بقيادة مسؤل امني رفيع، حسب ما قيل لي متسائلا عن سبب تغير مسار المسيرة، وهل من مشكل محدد في ذالك مجيبا بأنني أسير في إتجاه محدد لاداعي لكي يعرفه، وبأن المسيرة ليست حكرا على مسار أو طريق او عمالة معينة، أتممت المسيرة متوجسا من المستقبل متيقنا بأن شيئ ما يطبخ على نار هادئة .
وعلى الساعة الثامنة مساء، بدأت مسيرة البحث عن مكان للمبيت، بعد ان تعذر المبيت في الحي الجامعي ومنعي من ذالك بقرار من إدارة الحي، صعدت في الطرامواي تائها في مدينة ساخبة لا تنتهي حدودها، وفجاة تقدم نحوي شرطي الطرامواي، والذي صعد في محطة موالية طالبا مني بطاقة التعريف الوطنية، وبعد نقاش بسيط أدركت انه تلقى معلومات وأوامر بمراقبتي داخل الطرامواي بعدها إستعمل هاتف الطرامواي الخاص بالطوارئ مخبرا سائق الطرام أنه سينزل في محطة ساحة الأمم المتحدة .
توقف الطرامواي في ساحة الأمم المتحدة، وصعد إليه مجموعة من عناصر الشرطة بزي مدني، وأخبروني بأنه علي النزول هنا بدعوى أنهم مجبرون على إيصال المعلومة وان بطارية التولكي ولكي (الراديو) فارغة وسيستعنون بأخرى وهذه العملية تتطلب وقتا وأن رحلتك ستستأنف بمجرد التبليغ في طرامواي أخر، عموما لم أتردد في الموافقة غير، ان الأحداث أخدت منحا أخر فبعد النزول مباشرة إقتادوني إلى مخفر الشرطة بنفس الساحة، ومنه إلى الزنزانة بقيت أنتظر المجهول لما يقارب الساعة، ثم اخبروني بعد تفتيش أمتعتي وإحتجاز اللافتات بانهم سينقلونني إلى الدائرة الرابعة، وبعد مدة قصيرة ثم نقلي في سيارة سطافيط إلى أحد الدوائر الأمنية، وبها تعرضت للمضايقات والإستفزاز (كلما أتى أحدهم إلى الدائرة يتحدثون معه بتهكم "أو نتا ما جايش على رجليك"، اوعندما يتحدثون مع بعضهم البعض يتحدثون بسخرية من المسيرة). بعدها قامو بتصوير اللافتة، وبعد ساعتين تقريبا تم نقلي بواسطة سيارة مدنية إلى السنطرال، حيث الرعب وترهيب المواطنين، وبينما انتظر ماذا سيحدث؟ جاءت السطافيط محملة معها مجموعة من المعتقلين، طلب احدهم بمجرد وصوله الذهاب إلى المرحاض لكن لم يعره احد أي إهتمام، ثم ألح في طلبه مرة واخرى فتوجه احدهم إليه، وانهال عليه بالضرب في شتى المناطق بل حتى الوجه ولم يكتفي بذالك بل صفد يديه وأتمم الضرب بشكل عنيف.
بعد فترة، إقتادوني إلى الطابق الرابع، وفي مكتب مكتوب عليه الإستعلامات العامة، هناك اخبرني احدهم بانه يريد النقاش معي بشكل ودِي عن أسباب ودوافع المسيرة، وهل سبق لك وان إجتزت مباريات، ومثل هذه الأسئلة.. ثم سئلني عن مكان الذي سأعتصم به، ولماذا بالتحديد امام البرلمان وليس وزارة الداخلية مثلا لم تكن أسئلة كثيرة بل محدودة جدا، ثم اخبرني انه يعلم كل التفاصيل عنى بل أدقها ولاداعي لها، ثم قال لي صافي خويا سير الله إيعونك، أو إلى شدوك مرة اوخرى قول ليهم راه كنت في الطابق الرابع او غادي يفهمو. وهذا باختصار كل ما وقع قبل الإعتقال وأثنائه رفاقي.
مواضيع ومقالات مشابهة