ڤيدور الاحداث المغربية ـ المختار لغزيوي بقلم عبد الملك حوزي
لا أضن أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان كانت ستحرم " ڤيدور الاحداث المغربية ـ المختار لغزيوي ـ " أو غيره من أن يتفحص ماليتها وكل وثائقها من الداخل ، المادية منها والإدارية والنضالية ... ويقف بنفسه ك"صحفي " على حجم الأموال والرشاوى والمنح والهدايا والفيزات و " البلزات" ...التي يشيعها هو وغيره حول هذا الاطار . لكن الاخير لم يكلف نفسه أي عناء في البحث عن الحقيقة . وهو يكتفي بأقوال " ڤيدورات " دور الدعارة الصحفية المنتشرين هنا وهناك . .
ولا أخفي سرا إن قلت أنني كنت أضن أن مهمة " الڤيدور " تقتصر فقط على الملاهي والعلب الليلية .. قبل ان أكتشف من خلال مدير نشر يومية "الأحداث المغربية " أنها تطال الصحافة أيضا .
و الصحافة كفن نبيل يمارسها البعض من منطلق المهنة الشريفة ، حيث يختارون الوقوف الى جانب القضايا العادلة . ويُكرسون أصوتهم لمن لا صوت لهم ، من مظلومين ومضطهدين ومُعنفين وكادحين .... ليس تطلعا الى حسم السلطة كالسياسي أو تزلفا منهم وارتماءً في أحضان الأخير . ولكن من أجل ممارسة سلطة الصحافة في المجتمع . تلك السلطة التي تَحْرُس الوطن كي لا يُهرِّبَه المستبد أو يسرق خيراته " أبو نهب " أو تضيع فيه حقوق الرعايا الأوفياء والأليفين من القوم ....
فيما يمارسها البعض الآخر لتكون صحافة عاهرة ، يزحف فيها "الصحفي " على بطنه ويجعل منها ماخور دعارة . ليبرر للمستبد استبداده وللظالم ظلمه وللقضاء فساده ... ويلهث ليبيع كل مباراة ويطمح في بيع الملعب بجمهوره ، ولا يكتفي بتكريس لسانه لِلَّحْسِ فحسب بل يكون حال السياسي المسيطر والناطق باسمه.
تماما مثل بائعة الهوى التي تحاول السطو على فن الرقص لتُبخس من قيمته كإبداع حر وجميل ــ يستخدمه الانسان ليعبر عن أحاسيس وتطلعات وأفكار ومشاعر ...ـــ وتختزله هي في مجرد سوق لعرض الجسد من موقع السلعة الجنسية .
... وما مدير نشر يومية " الأحداث المغربية " إلا نموذجا . يحسن اللحس و الرقص الصحفي . فتراه تارة يهز كالإوز "على وحده ونص " و يُبدع بالمناسبة ومن دونها في رقصه على أغنية :
" ڭولوا العام زين الولاد
ڭولوا العام زين " .
لكن و رغم ثقته الكبيرة في دولته العظيمة الديمقراطية جدا جدا والمتحلية أجهزتها بالنزاهة وإعمال الحق والقانون ... لم يقدم لا هو ولا غيره من " بائعات الهوى الصحفي " ، أدلتهم الدامغة وبراهينهم القاطعة الى قضائهم " المستقل ". لتُحاكم الجمعية المغربية لحقوق الانسان وتُردم بمن فيها في غياهب الحظر والسجون . ويكون بذلك خلاص المستبد من شوكة ظلت وستظل عالقة في حلقه .
و في الأخير لا يصح إلا الصحيح ولن يبقى في الوادي سوى حجارته . والصحافة الهادفة والصادقة تبقى مهنة المتاعب لن يخشى ركوبها الشرفاء .أما " الڤيدورات " الواقفين على أبواب أوكار الاستبداد فسيظلون مثل راقصة تستعرض جسدها وتنتظر من يرمي عليها فتاتا . و" شتان بين الثرى والثريا "..
ــ عبدالمالك حوزي ــ
مواضيع ومقالات مشابهة