مئات الآلاف من أنصار حزب (بوديموس) يتظاهرون وسط مدريد من أجل التغيير
نزل مئات آلاف من الموطنين/ات الاسبان و المهاجرين إلى الشارع، اليوم السبت بمدريد، للمشاركة في "مسيرة من أجل التغيير" التي دعا إليها حزب(PODEMOS) بوديموس الإسباني اليساري الشاب، الذي تأسس قبل سنة.
وانطلق المتظاهرون، ومعظمهم من أنصار الحزب، قدموا من مختلف جهات إسبانيا، من ساحة سيبيليس حوالي الساعة 12 بالتوقيت المحلي في اتجاه بويرتا ديل صول وسط العاصمة مدريد، المكان الرمزي لاحتجاجات حركة "الغاضبين" لـ 15 مايو 2011، مرددين شعارات من قبيل "شعب موحد لن يقهر"، وحاملين لافتة كبيرة كتب عليها "السياسيون لقد استيقظ الشعب".
كما ردد المتظاهرون، الذين قدموا على متن حافلات استأجرها الحزب لهذا الغرض للمشاركة في هذه المسيرة، التي حضرتها شخصيات سياسية كالنائب الأوروبي الفرنسي جان لوك ميلينشون، شعارات من قبيل "نعم إنه ممكن"، كما كتب على اللافتة الكبيرة التي حملوها "تيك تاك، تيك تاك، لقد حان وقت التغيير".
وألقى قادة حزب (بوديموس)، وبينهم زعيمه بابلو اغليسياس، في ختام هذه المظاهرة كلمات أمام المتظاهرين الذي تجمعوا في ساحة بويرتا ديل صول الشهيرة، لشرح أسباب الدعوة لهذه المسيرة.
ويأتي تجمع حزب (بوديموس)، المنبثق عن حركة الغاصبين في مايو 2011، التي ولدت في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها إسبانيا ضد التقشف، على بعد أقل من سنة من الانتخابات التشريعية المقررة بإسبانيا، وأربعة أشهر من الانتخابات الجهوية الجزئية والبلدية، التي قرر مرشحون منه التقدم إليها.
وتفيد مصادر صحفية من مدريد، إن حزب بوديموس يزداد قوة منذ دخوله الانتخابات الأوروبية في مايو/ أيار الماضي، ويعبر بوضوح عن معارضته لسياسة التقشف والفساد. وتضيف نفس المصادر أن بوديموس قريب في توجهاته من سيريزا اليوناني.
ويهدف بوديموس، الذي فاز بخمسه مقاعد في انتخابات البرلمان الاوروبي، الي اثبات انه مرشح جاد في الانتخابات المحليه المقرره في اسبانيا في شهر مايو القادم، بالاضافه الي الانتخابات العامه التي ستجري في نوفمبر القادم.
وبعد عام من تاسيسه، تشير استطلاعات الراي الي ان بوديموس سيحصل علي 20 الي 30 في المائه من اصوات الناخبين، وهي نفس النسبه التي يمكن للحزبين الكبيرين في اسبانيا (الحزب الشعبي اليميني والحزب الإشتراكي)، اللذان يتقاسمان السلطه منذ عام 1982.
ويري محللو مؤسسه "كابيتال ايكونوميكس" انه مع ارتفاع معدلات البطاله في اسبانيا، والتي تتجاوز 23%، فان حظوظ حصول بوديموس علي تاييد الاسبان ستكون عاليه، محذرين في نفس الوقت من ان هذا الحزب يمثل الخطر الاكبر علي سياسات التقشف.
وقد وعد حزب بوديموس أنصاره بشطب بعض الديون المستحقة على إسبانيا إذا مافاز في الانتخابات. وعبر العديد من الإسبان عن سخطهم على تقارير بشأن الفساد السياسي وسياسة تقليص النفقات الذي فرضتها حكومة حزب الشعب وحكومة الاشتراكيين قبلها. ويصف الحزبان التقليديان بوديموس، الذي تأسس منذ أقل من عام، ويعني اسمه "نستطيع"، بأنه حزب شعبوي.
كما انتقدت بعض صحف اليمينية واليسارية المحسوبة على الحزبين المسيطرين على الحياة السياسية في اسبانيا، حزب بوديموس، واتهمته بالارتباط بقادة الحزب اليساري الحاكم في فنزويلا، واتهمت كبار المسؤولين في الحزب بالاحتيال المالي. ورد المسؤولون في الحزب بأنهم مستعدون لنشر تقاريرهم المالية. و في رده على هاته الانتقادات قال بابلو إيغليسياس، الأمين العام للحزب: "لا نملك إلا أن نبتسم أمام حقدهم".
ويذكر ان اسبانيا خرجت رسميا من حالة الكساد، ولكن البطالة لا تزال تمس 1 من كل 4 عمال حسب ما رورد في تقارير الرسمية، وسجلت البلاد العام الماضي أول نمو لها منذ 2008، عندما انفجرت أزمة عقاريات، أفقدت الملايين عملهم، ودفعت بالبلاد إلى طلب الإعانة المالية.
مواضيع ومقالات مشابهة