صحفي فرنسي، اعتقلت في المغرب بسريالية وعنف من طرف 30 عنصر بوليسي
في الوقت الذي كان فيه الفريق الصحفي يقوم بالاعداد لانجاز تقرير صحفي على اقتصاد المغرب لقناة "فرانس 3"، وألقي القبض على اثنين من الصحفيين "جان- لويس بيريز وبيير شوتار" من قبل الشرطة المغربية يوم الاحد. حيث تم تفتيشهم، وتم حرمانهم من المعدات والمواد الصحفية وعزلهم في غرفة بالفندق، جان لويس بيريز احد الصحفيين المعتقلين سيحكي لنا ما تعرض له خلال 24 ساعة الماضية.
وصف الوضع في المغرب بالسريالية، حيث قال:"جميعا عشنا منذ ليلة الأحد في وضع لا يصدق وأنا قلق للغاية بشأن حالة حقوق الإنسان في بلد مثل المغرب".
كنا حذرين
رغم، انا و المصور "بيير شوتار" كنا نعرف أن عمل انجازالتقرير سيكون معقداَ. فالاتصالات المحلية و مع الصحافيين المغاربة حذروني من ذلك بصراحة، حتى لو كنت قد ثقت في كلامهم، لم أكن أتوقع مثل هذه الحالة من التوتر.
على اثر مشاركة فرنسا، قمنا بإعداد هذا التقرير على اقتصاد المغرب بحذر. و قمت بوضع طلب ترخيص للتصوير، مع العلم أن ظروف التصوير معقدة في المغرب. حتى عندما تكون الامور قانونية، ويمكنك في بعض الأحيان قضاء أربع ساعات في الانتظار. أنا لا أريد أن يحدث لي هذا، و لم أتلقى موافقة على طلبي. لذلك قررت أن أذهب من دون ترخيص.
الشعور بأننا في "OSS 117"
يقول الصحفي: خلال جولتي في أجزاء مختلفة من البلاد في الأيام الأخيرة، التقينا العديد من الناس، وبعض منهم قرر معارضة النظام بما في ذلك شخص متميز لم يكن لدينا الوقت للتسجيل معه.
يوم السبت تلقيت مكالمة من الصحفي "بول موريرا"، مؤسس صحافة الخطوط الأولى، حيث اخبروه من وزارة الخارجية لتحذيري على انه سيتم القاء القبض علينا في ذات اليوم.
وفي وقت لاحق من نفس اليوم، قال لي رجل في الفندق الذي كنت نازلا فيه ان ليس لدي الحق في التصوير ... قلت له بأنني سوف اتوقف، ولكن في الجانب الآخر كنت حرا في لقاء من اريد.
قبل الاعتقال الفعلي، كنا نضحك، كان ذلك يتخيل لنا اننا نعيش احداث فيلم "OSS117: القاهرة، عًش الجواسيس". ونحن نرى دائما نفس الأشخاص في المقاهي التي نتردد عليها، في المطاعم، في الشارع، في وجبة الإفطار في الفندق ... حتى جاري في الغرفة كان يراقبنا، وكان ذلك بشعاَ، وفي نهاية المطاف و بدون تردد ربما كانو يريدون تخويفنا.
30 من عناصر الشرطة لاعتقالنا
عندما وصلنا إلى مقر الجمعية المغربية لحقوق الانسان"AMDH"، رغم ذلك راقبت الاشخاص الذين التقيناهم لكنهم قالوا لنا إن هذا المكان آمنا، وأن الشرطة لم يسبق لها ان دخلت المقر. لذلك كنا نظن أننا حقا في مآمن لأنه مكان جد محمي للغاية.
ولكن في وقت لاحق من نفس اليوم، في حوالي الساعة السادسة مساء(18:00)، قام 30 عنصر من الشرطة بتكسير الباب الأسفل بضربات قوية للبحث عنا. حتى أنهم اعتدوا على سيدة عضوة بالجمعية حاولت منعهم من دخول المقر.
قالوا لنا أنكم في حالة اعتقال، تحت أمر قرار الإبعاد، وقاموا بمصادرة معداتنا وأخذوا مفاتيح السيارة و بعده قاموا بترحيلنا إلى الفندق في قافلة تتكون من العديد من السيارات.
عندما وصلنا إلى الفندق، قاموا بحجزنا في غرفة بجوار غرفتنا في الوقت الذي تم فيه تفتيش اغراضنا. كما تعرضنا للتفتيش الجسدي، ونحن لاصقين مع الجدار.
أرادوا معرفة مع من كنا نتحدث
وبعد ذلك تم سرد لائحة المعدات: اثنين من الكاميرات، جهاز كمبيوتر، و حاملي آلات التصوير وعدد قليل من اجهزة الانارة. كانو يبحثون عن بطائق اللاكترونية في باطن الاحذية.
قام اربعة من عناصر الشرطة بالتعاون ضدي من اجل اخذ بالقوة هاتفي الذكي، لانني رفضت تسليمه. اما زميلي "بيير شوتاغد" ضاع منه عهاتفه في بداية الرحلة في أورلي و لم يستسيغوا ذلك الجواب مما دفع الى تمديد اقامتنا القصيرة.
ما أزعجني كثيرا، أنهم حجزوا هاتفي الذكي، وهذا سيعرض الأشخاص المغاربة الذين تعاملت معهم أو حاورتهم في المغرب للخطر.. لقد حاولت أن أعطل هاتفي الذكي، لكنني لست متخصصا وأعتقد أنهم قد يتمكنوا من الحصول على ما يبحثون عنه هذا ما كتبه الصحافي الفرنسي.
كان هدفهم واضح، البوليس يريدون معرفة مع من تحدثنا فقط. وهذا هو السبب الذي جعلني أثق في قولهم عندما قالوا انهم سيعيدون جميع المعدات الى فرنسا. عنئذ تأكدت انهم يريدون مزيدا من الوقت لتفتيش البريد الإلكتروني، والشبكات الاجتماعية، والاجندة لمعرفة الاشخاص الذين تعاملنا معهم ...
مكثنا في هذه الغرفة محتجزين حوالي ساعة و نصف، مع مايقارب 13 او 17 عنصر من الشرطة لمراقبتنا من خارج، حيث تم إغلاق الممر بين الغرف في مشهد سريالي و مدهش.
لقد دفعنا تذاكر عودتنا
كما صادروا جوازات سفرنا، بعد فترة، اخبرونا أننا سنسافر إلى فرنسا في اليوم الموالي، لأنه لم تكن هناك رحالات في مساء اليوم ذاته. لكنهم أخذونا جميعا إلى المطار، حيث قضينا ليلة في الحجز جالسين على الكرسي، تحت الحراسة من طرف اثنين من رجال الشرطة.
لم نحصل على قسط كبير من النوم، وفي اليوم الموالي دفعنا ثمن تذاكر سفر العودة، و وضعونا على متن الطائرة المتجهة الى فرنسا. وعند هذه اللحظة تمكنا من استرجاع جوازات سفرنا.
عنف شديد
وطوال هذه القصة، لم يكن لدينا أبدا أي قلق على سلامتنا الشخصية، ولكن العنف الذي عايناه كان "سرياليا" اي لايصدق حتى المغاربة اعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قالوا لنا أنه لم يروا مثله...
المغرب ليس البلد الذي نظن، هذه ليست دولة ديمقراطية، كنت أعرف ان حرية الصحافة مهددة لكنني صدمت جدا بوضعية حقوق الإنسان في المغرب.
ما عشناه يوم الأحد، المغاربة المدافعون عن حقوق الانسان يعيشونه كل الايام، على الرغم من هذا فكان العنف شديدا إلى حد ما.
لن نكون مع الغموض
بالتأكيد ان كل هذه العملية الصغيرة تقع في وضع سيئ جدا، أثناء المصالحة بين فرنسا والمغرب.
قبل يوم واحد من اعتقالنا، برنار كازينوف، وزير الداخلية الفرنسي كان في الرباط لتوشيح رئيس جهاز المخابرات الداخلية المغربي، بعد سنوات طويلة من القطيعة بين البلدين. وباختصار، فإن المصالحة، لا ينبغي أن يكون فيها غموض.
وربما هذا هو السبب عندما اتصلت بالسفارة الفرنسية لاخبرهم انني معرض للاعتقال ، و كان جوابهم أنه لا يمكن فعل شيء بالنسبة لي، و علي التصرف لوحدي ...
كما نعلم، ان هناك مصالح اقتصادية جدي مهمة بين فرنسا والمغرب. وهذا من احد الأسباب التي دفعت فرنسا الى اعادة علاقتها مع المغرب.لكننا لن نستسلم، التحقيق متواصل. ونحن لن نخاف.
ترجمة لمقال الصحفي "جون لويس بريس"
مواضيع ومقالات مشابهة