هل يخطط مبارك لإسقاط السيسي ؟ تامر أبوعرب |
الإعلام في الأساس مملوك بالكامل لرجال أعمال ينتمون لنظام مبارك وما زالوا يدينون له بالولاء، وعندما سخروه لخدمة السيسي ونظامه كان ذلك لتأكدهم من أنه امتداد لنظام مبارك، إذن فالوحيد القادر على تحريك هذا الإعلام نحو اتجاه مخالف يقوض فيه أركان نظام السيسي بشن حرب على الجهاز الأمني الذي يقوم عليه هو نظام مبارك نفسه.
نعم، أنا أقصد ما فهمته تمامًا، نظام مبارك يخطط الآن للعودة واسترداد البضاعة التي تركها مؤقتا في يد رئيس انتقالي، وعندما نقول نظام مبارك فنحن لا نقصد هذا العجوز القريب من التسعين، ولكن نقصد شبكة المصالح التي قامت وقويت في عصره ولها ممثلون في السياسة والاقتصاد والمؤسسات والأمن والقضاء.
هذه الشبكة تفاءلت بالعودة إلى الحكم تحديدا بعد الإفراج عن نجلي مبارك وأحمد عز، ويمكنك رصد التحول الكبير في أداء الإعلام بعد هذه الإفراجات، بدأ الأمر بحوار تليفزيوني مع أحمد عز أخذ فيه فرصة كاملة لغسل يد نظام مبارك من الفساد والدماء، وتطور إلى مداخلتين هاتفيتين لمبارك نفسه، واهتمام مبالغ فيه بنشر صور جمال وعلاء في عزاء أم مصطفى بكري في مسجد عمر مكرم والتركيز على الابتسامة التي تعلو وجهيهما واستقبالهما في العزاء استقبال الفاتحين، ثم الحملة المفاجئة على وزارة الداخلية والتي شاركت فيها صحف خاصة وقومية وأمنية، والحديث في الفضائيات لأول مرة عن مسؤولية السيسي عن فشل الحكومة وهي النبرة التي أتوقع تصاعدها في الأيام القادمة.
يعوم نظام السيسي على بحيرة من نظام مبارك، كان يريد أن يحصن نفسه بهم، بينما بعضهم الآخر كان موجودا من قبل وصول السيسي للرئاسة ولم يستطع السيسي إزاحته، والآن هناك مندوبون لنظام مبارك في مواقع مهمة في مؤسسات الحكومة ووصولا إلى المنصة التي تصدر أحكاما ظاهرها لصالح نظام السيسي وباطنها ضده، فضلا عن سيطرتهم الكاملة على الإعلام وقدرتهم على توجيهه، وبقليل من افتعال الأزمات وتركيز الإعلام عليها، مع إعادة سخط الناس – المستحَق – على الشرطة، مع فشل المؤتمر الاقتصادي المنتظر واضطرار الدولة مجددا لحل أزماتها من جيوب الغلابة، سيصبح المناخ مؤهلا لرفع معدلات الغضب الشعبي ضد النظام الحالي.
وبالتوازي مع هذه المحاولات يخطط أحمد عز للسيطرة على مجلس النواب القادم سواء دخله بشخصه أم لا، فيستغل ضعف الأحزاب وانسحاب البعض الآخر ويعقد اجتماعات مع نواب وقيادات الحزب الوطني القدامى لخوض الانتخابات والفوز بمقاعد تكفي لتوجيه القوانين إلى حيث يريد، والدعوة لسحب الثقة من السيسي إذا تطلب الأمر.
تامر أبوعرب
مواضيع ومقالات مشابهة