على اثر توقيف مجموعة من الاطباء وصيدلي، من طرف وزير الصحة، قام النقابي حلوط عبد القادر الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة(ك د ش) بتوجيه رسالة مفتوحة الى وزير الصحة لتوضيح ما اعتبره مغالطات حول موظفي القطاع بمختلف فئاتهم يحملهم المسؤولون عن كل الاختلالات البنيوية التي عمقتمها الوزارة بسياستها المتعاقبة بهدف خوصصة القطاع وجعل صحة المواطن مصدرا لمراكمة الارباح وحرمان ابناء الشعب الفقراء من الخدمات الصحية، لتتحول المؤسسات الصحية الى بنايات مهجورة تفتقر الى العناصر الضرورية لانتاج الخدمات الصحية (موارد بشرية ، مستلزمات العلاج ، تجهيزات طبية) و اليكم نص الرسالة:
السيد الوزير :
مرة اخرى تركبني جراتي المعهودة والنضالية طبعا التي رضعتها من تدي والدتي وتعلمتها في مدرسة والدي وترسخت لدي بقوة نبض الشارع وانين فقراء هذا الوطن ،وتلزمني على مساءلتك عبر هذه الرسالة المفتوحة حول بعض قراراتك التي قد تبدو للبعض متسرعة الا انها مدروسة بحنكة السياسي في منطلقها وهدفها ، هدفا ظل تابتا منذ توليكم مسؤولية القطاع ، يتلخص في تغليط الراي العام حتى يتوهم ان موظفي القطاع بمختلف فئاتهم هم المسؤولون عن كل الاختلالات البنيوية التي عمقتموها بسياستكم عبر اجراءات تدبيرية لا تتناقض في جوهرها مع ما سار عليه اسلافكم بل تكمل مسيرتهم في اتجاه خوصصة القطاع وجعل صحة المواطن مصدرا لمراكمة الارباح وحرمان ابناء الشعب الفقراء من خدمات صحية تستجيب لحاجياتهم ، فتحولت المؤسسات الصحية الى بنايات مهجورة تفتقر الى كل العناصر الضرورية لانتاج الخدمات الصحية (موارد بشرية ، مستلزمات العلاج ، تجهيزات طبية).
فكانت تصريحاتكم المتكررة مصدرا لشحن المواطن ضد الموظف واصبحت الاعتداءات ثابتة في حياتنا العملية وبشكل يومي فينقل الموظف لتلقي العلاجات ان وجدت طبعا وينقل المواطن الى السجن وتذرف وزارتنا عفوا وزارتكم دموع التماسيح تدين الاعتداء وتتوعد المعتدي بأشد العقوبات كما تم اخيرا بكل من طنجة ومكناس.
وقد بلغنا عبر الشبكة العنكبوتية قبل ان يكون ذلك رسميا انكم اوقفتم مجموعة من الاطباء وصيدلي ،اجراءا اداريا نال من الاهتمام الاعلامي ما لا تنله الخروقات الادارية التي يمارسوها مسؤولوكم بمجموعة من المؤسسات الصحية او المندوبيات الاقليمية او المديريات الجهوية مستهترين بقوانين تنظم حياتنا الادارية وبمهام يشكل انجازها مصدر استمرارهم في المسؤولية ويشكل اقليم الناظور مثالا بارزا على مستوى الجهة الشرقية ان لم اقل على المستوى الوطني دون ان تطال مسؤولوه اية مساءلة ربما لان بعضهم يشاركونك الانتاء الجغرافي وبعضهم الاخر الانتماء السياسي، ونكتفي بسرد بعضها:
➢ لقد تعطلت اجهزة الكشف بالاشعة بالمستشقى المحلي بمدينة العروي وبدل ان يعمل مدير المستشفى الحسني بالناظور على اصلاحها اختار خيارا سهلا تقنيا الا انه يناقض في جوهره ومغزاه جعل الخدمات الصحية لمواطني المدينة ومحيطها وهو اغلاق المصلحة وتنقيل موظفيها للعمل بالمركز الاستشفائي الاقليمي بالناظور وقد كانت اثارها اكثر سلبية بحيث شكلت سببا مباشرا في توقيف طبيب بمستعجلات المؤسسة الذي قام بتوجيه طفلة تعرضت لحادثة دون ازالة الكارطون الذي وضع لتتبيت رجلها الى المستشفى الحسني وقرار التوقيف هذا لم يكن الا تجنبا للوقوف على الاسباب الحقيقية لعدم توفير العلاج للطفلة الضحية بمستشفى مدينة العروي.
➢ استمرار متقاعدين في العمل بمجموعة من المصالح ضمنها المركز الاستشفائي الاقليمي الحسني بالناظور وبمراكز حساسة مما يناقض القوانين المعمول بها واكثر من ذلك يشاع انهم يتقاضون اجرا من شركات المناولة والتي لا علاقة لها بمهامهم الادارية التي يقومون بها دون وجه حق.
➢ تعيين موظفين بمراكز تخالف تخصصاتهم ورتبهم الادارية نقمة من بعضهم ونعمة على بعضهم الاخر.
➢ عرض ممرض على لجنة البحث والتقصي لانه لم يقبل السكوت على ما تعرض له من اهانة من طرف رئيس مركز التشخيص والمسجل بشريط سمعي، وربما قد تكون لجنة البحث المركزية قد وقفت على خروقات اخرى لكن املنا وامل موظفي القطاع ضئيل في مساءلة المسؤولين هناك لان لغة التحدي والعنترة هي السائدة.
السيد الوزير :
انتم الان على مشارف نهاية ولايتكم الحالية ونتمنى ان تكون الاخيرة ونحن نحاول مراجعة ما راكمه القطاع لا نستخلص الا التقدم في مسار خوصصة القطاع والاستمرار في حرمان موظفيه من حقوق سبق ان صادق عليها من سبقوكم بل اصبح الهجوم على مكتسبات كنا واهمين نظنها انها تابثة ومهما نجحتم في تغليط البعض لن تنجحوا في تغليط الكل.
حلوط عبد القادر ـ ممرض
الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة(ك د ش)