للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

في نقد البؤس الإيديولوجي لـ رشيد الموساوي



أخشى أن يعود إلينا الريفوبليك في مسوح إيديولوجية ...فإذا كان أجدادنا صنعوا ملحمة أنوال التي أدخلتنا التاريخ من أوسع أبوابه ، فإنهم ما كانوا لينجحوا في ذلك - قهر العدو الخارجي - الا بعد أن انتصروا على العدو الداخلي ممثلا في النزعة الانقسامية المبنية على الانتقام والثأر، ووحدوا كلمتهم، فذاب الانتماء الى العشائر والقبائل في الانتماء الى الوطن والولاء له وحده.

صراحة فهذه الأنانيات الفردية والجماعية المتورمة بالإيديولوجيات الى حد لا يطاق، لا تبعث على الإطمئنان. فكل فرح بكهفه الايديولوجي لا يرتضي عنه بديلا. هذا يرفع الأصبع الواحدة زاعما أن شيخه "المجاهد" وحده من يستطيع تمييز الحق عن الباطل متأبطا بضع كتب صفراء يكفر كل من يخالفه. وذاك يرفع الأصبعين معتبرا أن الحقيقة توجد فقط في تلك الكتب الحمراء التي أمده بها رفيقه القديم عليه ونصحه بعدم قراءة غيرها لكي لا ينحرف عن درب النضال مخونا كل من خالفه الرأي. وآخر يرفع ثلاث أصابع مؤكدا أن المذراة أحق أن ترمز الى هويته من المطرقة ، وأن الحل في اغلاق النوافذ التي تتسرب منها الرياح الشرقية او الشمالية المسمومة القادمة من الخارج ، داعيا الى اكتشاف الكنوز التي توجد في القبو، متهما مخالفه بخدمة أجندة خارجية.

وأغلب هؤلاء يسوقون خطابا تبسيطيا يدعو الى السخرية ، لأنه لا يستطيع القبض على الواقع المركب والمعقد الذي لا يقل بؤسا عن هذا الخطاب. ويظل الهاجس الأساسي عند كل واحد من هؤلاء - والذين يعانون جميعا ويشتكون من الفشل في اللحاق بالامم المتقدمة (إما في الزمان و إما في المكان ) ومن ظلم الفئات الإجتماعية الغنية التي استأثرت بالثروة والسلطة- هو مغادرة أحد لكهفهم والالتحاق باحد الكهفين الآخرين.

أيها المؤدلجون حد الإصابة بعمى البصر والبصيرة، و الذين يعانون من القهر والحكرة والظلم والفقر ...اعلموا أن الإيديولوجيات نسبية ومتغيرة وزائلة ، أما الشعب فخالد في التاريخ ، فانتصروا له أولا واخيرا .إنه الغاية ، أما الإيديولوجيات فمجرد وسائل. حق الشعب وحريته وكرامته هي المقدس، أما الإيديولوجيات فمدنسة دائما وأبدا مهما شع بريقها وتذهبت أقفاصها.

- تحية ، أزول ، سلاما... لكل المؤدلجين ماكياج زيادة.

رشيد الموساوي

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes