للنشر اتصلوا بنا على الاميل التالي: yahayamin1@gmail.com '
.

بـانورامـا

حقوق الانسان و الحريات

اخبار اجتماعية

قراءة نقدية في نظام الاصلاح الجامعي "المخطط الرباعي" لـ أيوب سعداوي




"قد تستطعون إخضاع كل الطلبة لبعض الوقت، وقد تستطيعون إخضاع بعض الطلبة لكل الوقت لكن لم ولن تستطيعوا إخضاع كل الطلبة لكل الوقت".

أولا، أحيي من داخل الإطار العتيد الذي علمني ولازال يعلمني الكثير ألا، وهو الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ذو المبادئ الأربع الجماهيرية التقدمية الديموقراطية و الإستقلالية....

 ثانيا، أحيي والتاريخ يحيي معنا شهداء الشعب المغربي، وشهداء المقاومة المسلحة وأعضاء جيش التحرير، وشهداء الحركة الطلابية، وهنا أود الإشارة إلى شهيد موقع فاس مصطفى مزياني الذي لبى نداء الشهادة بعد إضراب بطولي عن الطعام دام أزيد من 72 يوم، لا لشيء إلا لإنتزاع حقه في التعليم، وضدا على المخططات الطبقية التي تهدف إلى تزييف وعي الجماهير الطلابية، وضرب التواجد المادي لهم.....

 وثالثا، أحيي تحايا العز والكرامة والصمود إلى الطلبة المعتقلين بكافة هذا الوطن الجريح خصوصا بموقع مكناس وأكادير وفاس ومراكش. ...ولكي لا أطيل المقدمات اود مناقشة المخطط الرباعي الذي أنزله النظام القائم هاته السنة، وقد لا أختلف مع من يقول انه مثل المخططات التخريبية السابقة لكنه مع ذالك أكثر تطورا عن السابقين وهذا ما سيتبين لنا بالملموس في القراءة النقدية التي سأشير لها الأن ....

ويجب أن أشير هنا أولا على أن عند دراسة هذا النظام الجديد لا بد بربطه بالسياق التاريخي حيث لا يمكن عزله عن مجرى التاريخ، ولا على الشروط الموضوعية التي أفرزته، ولنبدأ أولا بإطلالة موجزة على تاريخ المغرب بعد الإستقلال الشكلي 1956 حيث قام الإستعمار من الخروج عبر الباب ودخل من النافذة فإنتقلنا من الإستعمار المباشر إلى الإستعمار غير المباشر، حيث ذهب هذا الأخير ببيادقه العسكرية فترك فراغا إداريا مما جعله يفتح أبواب التعليم لكافة المغاربة، غير أنه في سنة 1965 حيث إستكمل بناء جهاز الدولة أصبح قطاع التعليم قطاع إشتد فيه الصراع الطبقي، وذالك يتجلى في رغبة النظام القائم بالمغرب بالزج بأبناء الجماهير الشعبية إلى أحضان البطالة والفقر والتشرد، وذالك يتمثل في قرار بلعباس الذي يقتضي بطرد من يتجاوز سن 17 سنة من الولوج إلى الثانوي، حيث كان أبناء الشعب هم الذين يجدون صعوبة في تحديد السن، فكان هذا القرار النقطة التي أفاضت الكأس لكي تخرج الجماهير الشعبية لتعبر عن سخطها حول هذا القرار الطبقي، فكان الرد قاسيا من النظام حيث إستشهد الألاف، وإعتقالات بالجملة رغم ذالك أرغم في أخر المطاف على إلغائه، ولكن مع ذالك فلقد ظل النظام القائم بالمغرب الإبن المطيع للدوالب الإمبريالية يتربص بالتعليم كما يتربص الذئب بفريسته خصوصا بعد أن قام بخوصصة كافة القطاعات الحيوية الانتاجية و الخدماتية، السكن، النقل...

 بعد المؤتمر 15 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي رفع شعارات سياسية كبيرة مثل تبني القضية الفلسطينية قضية وطنية وتحديده لطبيعة النظام على انه نظام لاوطني لا ديموقراطي لاشعبي ورفعه لشعار "جامعة موازية ثقافة شعبية"، وأيضا النضال من أجل تعليم شعبي ديموقراطي علمي وموحد فكان رد النظام هاته المرة قاسيا جدا، حيث أعلن عن حظر المنظمة الذي دام 5 سنوات من بعدها سيسخر جهاز الحرس الجامعي معروف لدى الطلبة بـ"الأواكس" إلى الجامعات من اجل تنفيد بنود الطرد، وتقزيم المنح حيث نجح نسبيا في هاته المرحلة خصوصا أيضا بعد أن وجد حليفه الموضوعي المتمثل في القوى الظلامية(العدل والإحسان) لتقوم بإغتيال المعطي بوملي بوجدة وايت الجيد بن عيسى بفاس، فبعد هذه الإغتيالات عرفت الحركة الطلابية تراجعا ملحوظا ليعطي النظام القائم إنطلاقة لمنظريه من اجل صياغة الميثاق الوطني للتربية والتكوين (حيث كان بنكيران فرحا لأنه كان من اللجنة التي قامت بصياغته) الذي إتضحت خباياه بالملموس لا سواء حتى بعد فشله، ومحاولة تمرير المخطط الإستعجالي، فكلاهما مخططات تخريبية حيث كانت تفرض رسوم التسجيل أي خوصصة التعليم، فإلتجأ كخطوة خطيرة إلى المذكرة الثلاثية التي تنص على عسكرة الجامعة ليسهل الطريق لإنزال أي مخطط يريد ومن أجل لجم نضالات الحركة الطلابية، وهذا ما تبين خصوصا بموقع مراكش الصامد وموقع فاس ...

 وبعد ذالك قام بصياغة المخطط الرباعي، إذ بعد الإطلاع إلى كل هاته الشروط، والأحداث سنتوقع بالفعل أن هذا المخطط كإمتداد لكافة المخططات التي سبقته من اجل تحقيق مصالح النظام التي كان ينظر لها منذ 1965، وهنا سندرس خصوصا هذا المخطط المطبق على مستوى كليات العلوم والتقنيات بالمغرب، حيث أن عدد الوحدات في النظام القديم هو 4 وحدات في الدورة أما الأن فقد أصبحت 6 وحدات حيث المدة المخصصة لكل وحدة هي 56 ساعة، وأن نقطة الموحددة لإجتياز الإستدراكية في إحدى الوحدات هي 5 بعد أن كانت في الأول 7 قد يقول القارئ أنه بند لمصلحة الطالب فأنا أقول له لا تتسرع فما ذالك إلى تضليل عن الهدف الحقيقي فلو كانت بالفعل تغيرت نقطة إجتياز الإستدراكية إلى 5 فلماذا لا زال من شروط النجاح في إحدى الدورات هي ان لا تكون أي وحدة أقل من 7 بدل من 5 ؟؟؟ ولماذا لازالت النقطة المحددة من بعد إجتياز الإستدراكية لا تتجاوز 10 ؟؟؟

 والأخطر من هذا كله، انه لا يحق لك الدخول إلى الدورة الخامسة إلى إذا إستوفيت الأربع دورات السابقة، هنا سنرى إحدى أخطر البنودن، حيث كما قلنا سابقا لا يمكن إستوفاء دورة إذا كان على الأقل نقطة إحدى الوحدات أقل من 7 هنا سيضطر الطالب إذا إلا إعادة سنة كاملة من أجل مادة، واحدة فقط وسيكون بالمقابل متكافئا مع من لم يستوفي 12 وحدة أين إذا هنا تكافؤ الفرص كيف يعقل أن نقارن بين هذا الأول والثاني ؟؟ في النظام القديم كان من الممكن أن يتم إجتيازه إلى الدورة الخامسة. أما الان فلا يحق لك ذالك فلنطرح مثلا تساؤل هنا ماذا لو لم يستوفي هذا الطالب المادة بعد إعادة سنة كاملة من أجلها ؟؟ بالطبع فالنظام أجاب على هذا الإشكالية بقيامه بالطرد النهائي من الكلية، ومن لم يصدق فهذا النظام الجديد متوفر أينما وليت وجهك ولتقرأه لترى مدى صحة ما أقول ...

أضف إلى ذالك البنود التي تنص على الحضور الإجباري، والفروض الفجائية، وعدم التأخر، والإلتزام بحصص الدرس، وعدم الخروج من قاعة الدرس، وكأننا لازلنا في التعليم الثانوي أو أقل من ذالك وكيف يعقل أن طالب (ولد الشعب) الذي يعاني من عدم السكن في الحي الجامعي أو من عدم إستحقاقه من المنحة الدراسية رغم أنه من المفروض تعميم المنح الدراسية والسكن الجامعي لكل طالب بدون إستثناء أن يستطيع القدوم إلى الكلية كل يوم وهو عاجر عن توفير إحتياجاته الخاصة للأكل والمسكن إلى غير ذالك من المشاكل التي يعاني منها الطلبة في ربوع هذا الوطن الجريح، وهنا أود الإشارة إلى شيء مهم أيضا هو لماذا هذا النظام الديكتانوري البشع بعدما تبين لنا بالملموس قبل قليل أنه يطبق بكل عزم وقوة مدعما بالشرطة بشتى تلاوينها هاته البنود في المقابل هناك كثير من البنود التي لا تطبق مثل البنود التي تنص على ضرورة القيام بخرجات إستكشافية والتدريبات التي تساعد في فهم محتويات الوحدة كما يلاحظ معي كل طالب نقص عويص أو بالأحرى غياب الأجهزة الضرورية المستخدمة في حصص الأشغال التطبيقية إلى غير ذالك ؟؟؟؟؟ ....



إلى هنا أضع نقطة نظام هنا لأن المداد لن يتوقف إن تركناه يأخذ مجراه في هذا المنحى لأحيي عاليا كل الطلبة والطالبات الذين يسيرون في مقدمة الفعل إلى جانب الجماهير غير آبهين لحرب الهوامش ولفكر الهوامش، وأحيي كافة المعتقلين السياسيين الذين حولوا سجون الرجعية إلى قلاع ينبعث منها بريق المستقبل الأحمر القادم لا محالة، رغم سياط الجلاد والسجان، ورغم برودة الزنازين وآلام الأمعاء الفارعة وهم يرددون لابد لشعلة الأمل أن تضيء ظلمات اليأس ولابد لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الامل، وأؤكد إلى الجماهير الطلابية أن المرحلة مرحلة حاسمة ويجب مواجهتها بكل ما لدينا من قوة، وأتمنى أن تكون هاته الكلمات كافية ولو لإشعال شرارة صغيرة في قلوب المظلومين للنهوض بالحركة الطلابية التي عرفت تراجعا ملحوظا في شتى المجالات،  ودمنا ودمتم للنضال صامدين، وعاشت أوطم منظمة جماهيرية تقدمية ديموقراطية ومستقلة مجد والخلود لكافة الشهداء والخزي والعار لكل من إرتد وخان .

مواضيع ومقالات مشابهة

/* ------------------------------ اضافة تعليقات الزوار من الفيس بوك ------------------------------ */
Organic Themes