ما حدث فى 30 يونيو انتفاضة شعبية كبرى كانت بمثابة موجة جديدة لثورة 25 يناير، لهذا 30 يونيو ليست ثورة منفصلة عما سبقها، لأن الثورات لا تصنع كل عامين، كما أن مظاهرات اليوم الواحد (مهما كان حجمها كبيرا) لا يمكن أن تسمى ثورة.

 الثورة ليست لحظة خاطفة وعابرة، وإنما هى صيرورة يسعى فيها الشعب لهدم النظام الفاسد القديم بالكامل ليبنى بدلا منه نظاما جديدا عادلا، الثورة مرحلة يعيد فيها المجتمع بناء ثقافته وسياسته ومنهجه الاقتصادى ورؤيته للعالم.

 الثورة تستغرق سنوات وربما عقودا في بعض التجارب حتى تحقق أهدافها وتبنى الدولة الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية التى قامت من أجلها.

أعتقد ان انتفاضة 30 يونيو المليونية هي الموجة الثالثة من الثورة المصرية. باعتبار ان الموجة الأولى أدت إلى خلع حسني مبارك ومحاكمته، والموجة الثانية استغرقت عاما ونصف العام قام خلالها شباب الثورة بالدفاع النبيل الباسل المستميت عن روح  وأهداف الثورة، وتعرضوا للتشويه المعنوي والسحل وفقء الأعين والقتل بالرصاص فى مذابح مدبرة عديدة يجب أن يحاسب عليها المجلس العسكرى السابق، سياسيا وجنائيا.

و جاءت الموجة الثالثة للثورة فى 30 يونيو، عندما انتفض ملايين المصريين من أجل سحب الثقة من محمد مرسى وخلع الإخوان من الحكم.بعد فشله الذريعفي تسيير الشان العام، و تفاقم الازمة الاقتصادية و الاجتماعية الثقافية و الامنية في محافطات مصرمما استدعى قيام حملة تمرد بحملة سحب الثقة من حكم الاخوان..

 إن فهمنا لطبيعة العلاقة بين ثورة يناير وانتفاضة 30 يونيو شرط أساسى لكى ندرك ما يجب عمله حتى نحقق أهداف الثورة. لسنا هنا فى موقع المفاضلة بين الحدثين، لكن هناك محاولات دءوبة لتقديم 30 يونيو باعتبارها الثورة الحقيقية واتهام ثورة يناير بأنها مؤامرة أمريكية- إخوانية ضد مبارك، وهذه المغالطة هدفها إعادة تدوير نظام مبارك الفاسد الاستبدادي، وإعفاؤه من جرائمه، وإعداده لكى يعود إلى السلطة من جديد.