قاوم الشجعان.. ارتعد المخزن.. ونهق الشيخ بقلم ابراهيم اليحياوي
قاوم
الشجعان.. ارتعد المخزن.. ونهق الشيخ
" وطن تحكمه الأفخاذ الملكية هذا.. وطن هذا ام
مبغى.. !" مظفر النواب
- كم كان قرار العفو على مجرم اغتصب الطفولة في وطننا عارا
و مخزيا.. وكم كان رد فعل الشباب المناضل و بدعم من مختلف القوى التقدمية و
اليسارية و العلمانية مشرفا..
كم كان خدام النظام من وزير عدل و اتصال و زعماء احزاب و
نخبا مخزنية انذالا و عبيدا لم يستطيعوا ان ينطقوا و لو بكلمة في الموضوع و هم الذين
عودنا بكثرة اللغو و الكلام الى درجة الضجيج حين يتعلق الأمر بحدث يراد منه
استغلاله للحاجة.. لكن كم كان وقوف المناضلات و المناضلين على طول خارطة البلاد
عزلا وبصدور عارية و اجساد نحيفة مرفوعي الهامة صامدين امام الة القمع و البطش
المخزني يرسمون ملامح وطن يتسع للجميع بدمائهم الطاهرة شجعانا و ابطالا..كم كان النزيف و الجرح غائرا في نفوس الضحايا و بكائهم انينا بالاغتصاب مرة.. وبقرار إطلاق سراح الجاني اكثر حرقة مرة اخرى وهو بحقوقهم استخفافا و ظلما..
كم كانت رموز النظام المخزني من القاعدة الى القمة مهووسة بطي الصفحة و استعمال كل السبل في ذلك و على سبيل المثال لا الحصر "ان الأمر اقتضته المصلحة العليا للوطن" , "ان قرار العفو تم و فق مقتضيات الدستور", "ان للملك وحده الحق في اصدار العفو و ان امر ذلك غير قابل للنقاش "...الخ وصولا الى استقدام التعزيزات القمعية ضد المحتجين و هي مسألة تنضاف الى سجلهم الممتلئ غطرسة و خضوعا و ركوعا و تنفيذا للأوامر.. لكن كم كانت ملحمة صمود و تحدي الشباب و المناضلين عنوان فجر جديد.. بدأت تقاسيمه تلمح في الأفق البعيد..
كم كان صمت المؤامرة من طرف شيوخ الزوايا و المخزن تواطئا مع العلم هم من كانوا يقيمون الدنا ولا يقعدونها بفتاوي "الجزر" و "محاكمة الفنانين" زورا و بهتانا.. و يوزعون تهم الفسق و الكفر و الخروج عن الطاعة يمينا و شمالا.. برهان على مرجعية ترى الحياة ظلاما و رجعية.. و تتخذ من الطاعة و الولاء منهجا.. و كم كان رد فعل كل اليساريين الديمقراطيين و العلمانيين و بعض الصحافيين و الفنانين برهان منهج يرى في الحياة متسعا من الأمل و العيش جميعا بتساوي و أن الإنسان قبل كل شيء قيمة و كرامة و حقوقا..
كم كان موقف اللذين يدعون انهم "متنورون" يسعون الى بناء دولة مدنية ديمقراطية وان حياة الناس يجب أن تكون مشمولة عدلا و احسانا.. فتعاملوا مع الحدث كما النعامة في سلوكها المعروف بحشو راسها في الرمال حتى تتجنب الزوبعة المحيطة بها غافلة انها في الواقع مكشوفة.. لكن كم هي دروس التجربة و الممارسة مفيدة.. و كم هو التاريخ حكما نزيها عادلا و منصفا.. منه تقتبس الدروس في النضال بعيدا عن تجييش العواطف او المعتقدات و دون مزايدة..
كم كان سافلا.. قذرا.. و ضيعا.. رخيصا.. نذلا.. و تافها.. شيخ يدعي نفسه داعية وهو حقيقة فقيه بلاط يلهث و راء نعم اوليائه يحمل اسم "فيزازي|" كناية عنه مستفزا.. حين تكلم, عفوا لم يتكلم !. بل نهق غاضبا و مستنكرا حملة الاحتجاج ضد قرار العفو.. لكن في المقابل كم كان موقف الاحتجاج و المجابهة من اجل اعادة الأعتبار و الكرامة للضحايا و للشعب شريفا.. سليما.. سديدا.. منتصرا.. اثبت قولا و فعلا أن لا شيء يعلو فوق الإرادة الشعبية مهما بلغ مستوى نهيق و زعيق العبيد..
كم.. وكم.. وكم.. لكن يبقى الدرس الذي يجب ان يتعلمه الجميع.. هو الأيمان العميق أن لا شيء يمكن من خلاله ان يصنع الحدث و التغيير سوى وحدة مسار نضال الكل من اجل مجتمع يسوده التضامن و المساواة و الكرامة و العدالة.. و فيه فقط يزهر الربيع .
بقلم: ابراهيم اليحياوي.
مواضيع ومقالات مشابهة