الملك محمد السادس يتراجع عن الإصلاحات / واشنطن بوست
وجهت الجريدة الامريكية "واشنطن بوست" في افتتاحيتها اليوم الأربعاء ضربة قوية الى صورة ملك المغرب محمد السادس بعدما اتهمته بالانتقام من مدير الجريدة الرقمية "لكم .كم " علي أنوزلا لأنه مزعج بكتاباته التي تنتقد الملك وحاشيته.
وفي هذه الافتتاحية المعنونة بـ"الملك محمد السادس يتراجع عن الإصلاحات"تعتبر أن الملك بدأ يناور ويستعيد ممارساته السلطوية وغير الديمقراطية بعد الربيع العربي بسبب استمراره في التحكم في قطاعات مثل الجيش والقضاء. وكتبت "نظام الملك محمد السادس بات يظهر مؤشرات على العودة إلى الممارسات السلطوية. وأولى هذه المؤشرات هي اعتقال أحد الصحافيين البارزين المعروفين بنقدهم اللاذع للملك بتهمة الإرهاب".
واستغربت الافتتاحية لاعتقال صحافي معروف بتوجاهته الليبرالية بتهمة الإرهاب لمجرد أنه نشر مقالا حول شريط لتنظيم القاعدة ورابطا للشريط نقلا عن جريدة "الباييس″ الإسبانية.
وفي فقرة تنتقد بقوة الملك محمد السادس، تكتب الواشنطن بوست "السلطات المغربية تعرف جيدا أن السيد أنوزلا، الذي رفع سقف حرية الصحافة والتعبير طيلة عقد من الزمن، ليس صديقا لتنظيم “القاعدة". وباعتقاله على خلفية تقريره حول الفيديو ـ وهي ممارسة مشروعة تماما في الصحافة ـ يستطيعون معاقبته على تقاريره الشجاعة واللاذعة عن الملك محمد السادس.
السيد أنوزلا كسره الطابوهات في تعاطيه للمواضيع التي تخص الملك، وبذلك جلب المشاكل على نفسه وعائلته طيلة سنوات، كانت أول مرة في صحيفة ورقية ساهم في تأسيسها، والآن في موقع “لكم” الرقمي. هذه السنة، طرح مسألة أسفار الملك الطويلة إلى الخارج؛ وفي آب (أغسطس)، أثار قضية عفو الملك عن اسباني سجين اعتقل في المغرب بتهمة اغتصاب الأطفال مما أدى إلى مظاهرات في الشوارع غير مسبوقة ضد النظام الملكي”.
وترى الافتتاحية في الختام أن الملك “لكي يستعيد مصداقيته عليه أن يأمر بالإفراج عن الصحافي علي أنوزلا”.
وفاجأت هذه الافتتاحية السلطات المغربية، المؤسسة الملكية والحكومة برئاسة عبد الإله ابن كيران، إذ لم تخصص ومنذ مدة طويلة “الواشنطن بوست” أي افتتاحية للمغرب، والآن تأتي وتخصصها لاعتقال الصحافي علي أنوزلا، وهي افتتاحية تضرب في العمق صورة الملك محمد السادس الذي قام بتسويق نفسه ملكا مصلحا سياسيا، والآن يسقط في الانتقام.
وكان علي أنوزلا قد نشر خبر عفو الملك محمد السادس عن مغتصب الأطفال المغاربة دانييل غالفان، وهو الخبر الذي تسبب في أكبر فضيحة للملك عالميا، وتكهن الكثيرون بانتقام المؤسسة الملكية من الصحافي، وهو ما حدث يوم 17 سبتمبر الماضي باعتقال علي أنوزلا ومحاولة محاكمته بتهمة الإرهاب.
بن عبد السلام آل الودراسي
مواضيع ومقالات مشابهة