احتجاجات في تركيا على اثر كارثة مقتل اكتر من 238 قتيل في انهيار منجم الفحم
تسابق فرق الإنقاذ في تركيا الزمن بحثا عن ناجين من انهيار منجم الفحم، الذي خلف 232 قتيلا، ونجى العشرات من الكارثة، لكن السلطات تقول إن 200 شخصا لا يزالون مفقودين.
ووصل رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، إلى مكان الحادث، بعدما أعلن ثلاثة ايام حداد على ضحايا أكبر كارثة مناجم في تركيا. وهرع أقارب العمال إلى المنجم سائلين عن أخبار ذويهم. كما وعد اردوغان بإجراء تحقيق معمق في أسباب حادث المنجم الذي وقع الثلاثاء في غرب تركيا، معلنا انه أوقع 238 قتيلا على الأقل وأن 120 عاملا آخرين لا يزالون عالقين تحت الأرض. وقال أردوغان إثر تفقده موقع المنجم المنكوب في بلدة سوما (محافظة مانيسا) إن "عدد الذين لقوا حتفهم بلغ 238" شخصا، مشيرا إلى "تحقيق معمق" حول أسباب الحادث الذي يعتبر أحد أسوأ الكوارث الصناعية التي تشهدها تركيا.
وقال وزير الطاقة، تانر يلديز، إن 787 عاملا كانوا داخل المنجم، عندما تسبب خلخل كهربائي في الانهيار. ويعتقد أن 200 عاملا لا يزالون داخل المنجم، ولكنه قال إن فرص إنقاذهم بدأت تتضاءل، وأضاف أن غاز الكربون تسبب في وفاة العديد من العمال. وضخت فرق الإنقاذ الأوكسجين في المنجم لمساعدة العالقين على التنفس.
من جهة أخرى، قدر رئيس الوزراء التركي بنحو 120 عدد عمال المناجم الذين لا يزالون عالقين تحت الأرض والذين تتضاءل فرص إخراجهم أحياء، بحسب السلطات. وأجاب أردوغان على سؤال حول عدد عمال المناجم العالقين في المنجم الواقع في سوما في غرب تركيا قائلاً: "لسنا متأكدين مئة في المئة، لكن هناك 120 عامل منجم تقريبا هناك".وفي حين وعد بالقيام بكل ما في وسعه لكشف ملابسات هذا الحادث، رفض أردوغان أية مسؤولية لحكومته، التي وصلت إلى السلطة في 2002 والمتهمة بالإهمال في هذه المأساة، مؤكدا أن "حوادث العمل تقع في كل مكان في العالم".
وقالت مصادر إعلامية تركية إن كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا رفض في البرلمان طلب المعارضة بتحسين إجراءات السلامة في المناجم التركية عموما، وفي منجم سوما المنكوب خصوصا. من جانبها تحدثت النقابات العمالية التركية عن " قتل جماعي" في المنجم بسبب سوء أوضاع السلامة فيه. وتردد أن أغلب الضحايا لقوا حتفهم نتيجة للتسمم بأول أكسيد الكربون.
وخرج محتجون غاضبون في اسطنبول ومدن تركية أخرى في مظاهرات حاشدة شارك فيها المئات من المعارضين لحكومة أردوغان احتجاجا على تكرار الحوادث المأساوية في المناجم التركية. ففي أنقرة تراشق المتظاهرون الذين بلغ عددهم أكثر من 800 شخص بالحجارة مع رجال الأمن والشرطة، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يرددون شعارات معادية لحكومة أردوغان.
مواضيع ومقالات مشابهة