حزب العمال التونسي يضع نفسه على ذمة الشعب والثورة
عندما يتعلق الأمر بكيان مدني او سياسي غير عادي فان مواقفه وأدبياته ومؤتمراته تكون بالضرورة غير عادية بل استثنائية بجميع المقاييس وهذا ما يمكن ان نقوله عن المؤتمر الوطني الرابع لحزب العمال المنعقد ايام 25 و26 و27 جوان الجاري بالعاصمة تحت شعار «وفاء لشهداء الوطن والجبهة الشعبية : حزب في خدمة الجبهة وجبهة في خدمة الشعب».
المؤتمر، بلغة الارقام هو الرابع في مسيرة حزب العمال وبلغة الأعراف الحزبية هو مؤتمر عادي لكنه مؤتمر خارق للعادة على مستوى المضامين والرسائل المنبثقة عنه والتي أشّرت الى بعضها أرملة الشهيد الحاج محمد البراهمي مباركة عواينية منذ الجلسة الافتتاحية عندما اعلنت بوضوح بأن الحزب يرفع عاليا سقف المواقف وسقف الانتظارات وخصوصا في علاقة بالجبهة الشعبية.
وحول هذا المؤتمر العادي في تعداده والاستثنائي في نتائجه يقول القيادي في حزب العمال عبد المؤمن بالعانس ان النقاش كان عميقا وثريا حول الاوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد والاستحقاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي سيعمل الحزب على ان يكون رقما اساسيا في جميع محطاتها في اطار الجبهة الشعبية بطبيعة الحال مضيفا ان «الارتباط بمشاغل الشعب وهواجسه قائم وان الحزب يضع نفسه على ذمة الشعب والثورة».
وبثقة كبيرة في النفس عهدناها فيه في سنوات الجمر، يعدد القيادي عبد المؤمن بالعانس ما اسماها رسائل المؤتمر الرابع لحزب العمال الى كل من يهمه الامر كما يقال، واولها «التشبث بالجبهة الشعبية اطارا تنظيميا وسياسيا لتحقيق اهداف الثورة وخوض كل المعارك النضالية القادمة بما فيها الانتخابات الرئاسية والتشريعية».
اما الرسالة الثانية فهي لا تقل اهمية ويلخصها بالعانس لـ «الصحافة اليوم» في مقولة «أحنا في حزب العمال نحب نجمّع ما نحبش نفرق» مضيفا ان المشروع الوطني الكبير الذي قامت من اجله الثورة يقوم على تجميع القوى الديمقراطية ويسجل في هذا الصدد بكل اعتزاز حضور رموز حزبية ووطنية من خارج الجبهة الشعبية فعاليات الجلسة الافتتاحية على غرار رئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري احمد نجيب الشابي والأمين العام لحزب المسار الاجتماعي سمير الطيب ورفيق الأمس الأمين العام للحزب الاشتراكي محمد الكيلاني ...
ولأن عقد المؤتمر قبل الانتخابات مغامرة إن صح القول لم تجرؤ عليها الكثير من الاحزاب وخصوصا تلك التي تعتبر نفسها «كبيرة»، فان حزب العمال برهن للمراهنين على اضعافه او شقه ان رهانهم كان خاسرا حسب تعبير بالعانس والحزب خرج موحدا بقيادة موحدة ونجح في اختبار الديمقراطية الداخلية حيث طرحت كل القضايا للنقاش بكيفية صريحة وعميقة ولم يكن الهدف الصراع حول المواقع والكراسي بل كانت معايير ومقاييس اختبار الديمقراطية الداخلية حيث طرحت كل القضايا للنقاش بكيفية صريحة وعميقة ولم يكن الهدف الصراع حول المواقع والكراسي بل كانت معايير ومقاييس اختيار القيادة الجديدة هي فقط الاستعداد لتحمل وزر القيادة في ظرف دقيق لذلك ثمن البلاغ الختامي للمؤتمر «الاجواء الديمقراطية التي جرت فيها كامل الاشغال بما عزز الوحدة النضالية للحزب». وقد اسفرت الانتخابات عن اختيار قيادة وطنية مكونة من 19 عضوا في اللجنة المركزية وتجديد الثقة في حمة الهمامي امينا عاما للحزب علما وان أكثر من 150 مؤتمر من ممثلي الحزب في الداخل والخارج شاركوا في المؤتمر.
هذا وقد كان لافتا قدرة الحزب مرة اخرى على التفاعل مع متطلبات المرحلة ورهاناتها مع «الاصرار في نفس الوقت على المضي قدما في الانخراط غير المشروط في قضايا الشعب وتطلعاته في اطار مشروع وطني كبير يوحد الشعب من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة ويتصدى لكل المخاطر التي تستهدف وطنه كما تستهدف ثورته» وفق نفس البلاغ.
ولعل من أبرز الرسائل الصادرة عن المؤتمر هي تلك المتعلقة بالشعار المركزي الذي تبناه الحزب «شغل حرية كرامة وطنية» والذي هو شعار الثورة التونسية بامتياز وهو اكثر تجميعا وعمقا وتوحيدا من شعار «الخبز والحرية والكرامة الوطنية» الذي رفعه الحزب منذ تأسيسه عام 1986.
اما قوميا وامميا فالثوابت هي نفسها من الامبريالية الصهيونية والرجعية العربية من جهة ومن فلسطين والعراق وسوريا والقوى الوطنية والديمقراطية من جهة اخرى.
وأكد بالعانس لـ «الصحافة اليوم» ان الحزب سيظل وفيا لخطه الثوري والتحامه بالجماهير الشعبية وتفاعله مع الاستحقاقات السياسية والاجتماعية الراهنة وسيواصل تطوير بنيته التنظيمية ودوره النضالي وسوف تكون الايام القادمة التي يستهلها بداية من اليوم الاول من شهر رمضان الكريم مناسبة لترجمة رسائله ومواقفه وشعاراته بنفس الصدق الذي عهدناه فيه.
الصحافة اليوم : مراد علالة
مواضيع ومقالات مشابهة