كوهن:المغرب خاضع للحكم الملكي المطلق الموجه للدبلوماسية والدفاع والأمن والاقتصاد
أجرى الصحفي رشيد البلغيتي حوارا مع الكاتب والمفكر المغربي جاكوب كوهن المقيم بباريس عندما كان المغاربة يسخرون، على شبكات التواصل الاجتماعي، من النقاش الذي جمع الحكومة بالمعارضة على "بلاطو" برنامج "مباشرة معكم"، أو ما عرف بلقاء "حكومة ومعارضة صاحب الجلالة"، كان جاكوب كوهن يدير الأفكار في رأسه والسكر في فنجان قهوته، بإحدى المقاهي الباريسية، محللا الخطاب السياسي الدائر في المغرب.
وُلد جاكوب كوهن في حي الملاح بمكناس بتاريخ 15 غشت 1944، كاتب ومفكر مغربي، حاصل على الجنسية الفرنسية، مقيم بالعاصمة الفرنسية باريس، حصل على الاجازة في القانون من كلية الدار البيضاء، ومن بعدها تابع دراسته في باريس، و رجع إلى المغرب في عام 1978، وعمل أستاذاً مساعداً في كلية الحقوق بكلية الدار البيضاء حتى عام 1987. وقد حصل على الدكتوراه عام 2012. يٌعتبر جاكوب كوهين من أبرز المفكرين اليهود المناهضين للحركة الصهيونية في العصر الحديث.
كوهن يرى المشهد السياسي الراهن بالمملكة بمنظار لا يكاد يختلف عن أولئك الشباب الذين يقولون "أن لاشيء تغير، وأن الحكومة كما المعارضة كلاهما ملك لصاحب الجلالة..".
اجتمعت بهذا الناشط السياسي المغربي من ديانة يهودية، وأجرت معه دردشة جزءها الأول حول الواقع السياسي بالمغرب، والجزء الثاني (ينشر لاحقا)، يتطرق فيه كوهن لما اعتبرته وجها غير معروف من محن اليهود المغاربة قبل مغادرتهم إلى إسرائيل.
"حزب العدالة والتنمية سقط في فخ الانتخابات بصيغتها المغربية"، هذا ما يراه جاكوب كوهن الذي يشرح طرحه بالقول إن حزب "المصباح" كانت له ملامح برنامج سياسي ظهرت بمناسبة الحملة الانتخابية لسنة 2011، غير أن هذا الحزب تحول إلى منفذ لبرامج هي في الغالب نقيض ما قدمه للناخب مباشرة بعد وصوله إلى الحكومة.
تفسير كوهن للموضوع بسيط، ومدخله أن قياس التغيير بالمغرب يمر عبر باب القصر الملكي. بالنسبة لابن ملاح مكناس العدالة والتنمية مع غيره من الأحزاب ممن يقبل بدخول شرك الانتخابات، في ظل شروطها الحالية، سيبقى رهين "السياسات المولوية"، على حد تعبير المتحدث.
هذه السياسات، يقول الكوهن، تمر بالضرورة عبر صناديق الاقتراع، واصفا المغرب بالخاضع للحكم الملكي المطلق، والقابع تحت ظل أسوار القصر الموجه للدبلوماسية والدفاع والأمن والاقتصاد، وتسمية كبار الموظفين على رأس أكثر المؤسسات الحيوية.
"جل القيادات الحزبية في المغرب جبانة".. إنها خلاصة أخرى من خلاصات جاكوب كوهن الذي يرى أن فترة النقاش حول مسودة دستور 2011 كانت مرحلة مواتية لخوض معركة من أجل ملكية دستورية فعلية كما أنها كانت فرصة للحديث عن الملك ومع الملك كونه فاعلا سياسيا يصيب ويخطئ ككل ممارس للسياسة".
النخبة الحزبية، حسب كوهن، اختارت الخضوع في هذه المرحلة، واستمرت في السكوت عن صلاحيات الملك التنفيذية، وهو ما لا ينفع الديمقراطية بأي حال. إنه الخوف، يقول كوهن، "الذي رأيته في عيني أحد قادة الاتحاد الاشتراكي هنا بباريس، بمناسبة حضورنا لندوة اتفق فيها كليا مع أفكاري، لكنه همس لي بالقول: "جاكوب لا نستطيع أن نقول لا للملك..".
جاكوب كوهن غير مطمئن لمستقبل الديمقراطية في المغرب، بل يشكك الرجل بشكل واضح في "قدرة المغرب على المشي على طريق التحول الديمقراطي في السنوات القليلة".
أسباب الشك في المستقبل يشرحها كوهن بالقول "المغرب هو ضحية نقاش سياسي مفتعل لا ينفذ إلى جوهر الأشياء، و"هناك توافق أو تواطؤ على سطحية المواضيع التي يجب أن تثار بعيدا عن نقاش رصين وراغب في وضع اليد على الخلل المؤسساتي وخلخلته لصالح ملكية دستورية مؤسِسَة وضامنة للديمقراطية بالمغرب".
المشكل الآخر الذي يؤخر التغيير، حسب كوهن، هو مشكل ثقافي صرف "فقد تربينا في المغرب على نفاق يجعلنا نصمت أو نقول عكس ما نؤمن به و نعتقده" يختم جاكوب كوهن حديثه.
رشيد البلغيتي/ هسبريس
مواضيع ومقالات مشابهة