تلطيف الاجواء بين الجمعيات الحقوقية و وزير العدل وتوزيع الدعم على البعض منها دون الاخرى
صرح الأستاذ مصطفى المنوزي رئيس المنتدى المغربي من اجل الحقيقة و الانصاف، و عضو الائتلاف المغربي لحقوق الانسان عقب الاجتماع الذي جمعهم بوزير العدل و الحريات مصطفى الرميد بالمعهد العالي للقضاء، على ان حدثين هامين ،عرفهما المغرب يومه الأربعاء 24 شتنبر الجاري، لهما أكثر من دلالة ومعنى/
- الحدث الاول: في الصباح ،عقد لقاء تشاوري وتقييمي في رحاب البرلمان جمع بين الحقوقيين وممثلي الأمة ، تم فيه تداول السياق العام والوضع الحقوقي الذي يتم فيه الإعداد للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان ، دون أن تتم تصفية البيئة الحقوقية .
- الحدث الثاني: عشيته ، بالمعهد العالي للقضاء ، حيث بادرت وزارة العدل و الحريات إلى إبرام اتفاقية شراكات لدعم الهيئات الحقوقية المغربية ، وقد بلغ قدر الدعم بالنسبة لكل من العصبة والجمعية والمنظمة و منتدى الحقيقة والإنصاف 100000 درهم لكل واحدة منهم.
وقد أثيرت خلال اللقائين معا الاتهامات الموجهة للمدافعين عن حقوق الإنسان، وبغض النظر عن خلفيات اللقائين والتوقيت، فإنه يبدو أن هناك عد عكسي لنهاية التوتر القائم بين السلطة العمومية والحقوقيين وهو مؤشر يؤكده الإجتماع الذي سينعقد يوم حادي عشر أكتوبر المقبل بين اللجنة العلمية / التنسيقية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان وبين المنظمات الحقوقية التي عبرت عن رغبتها في المساهمة في المنتدى، ناهيك عن وساطات جارية هنا وهناك تدفع في اتجاه رد الإعتبار والإعتذار بصيغة من الصيغ، ونتمنى أن يتوقف النزيف والتضييق على الحريات وعلى المدافعين عن حقوق الإنسان ، وفي ذلك مصلحة للوطن والمواطنين.
و قد خلف حدث الدعم المادي الذي أغدقت به الحكومة على بعض الجمعيات الحقوقية المغربية، في إطار تشجيعها للمشاركة في "الملتقى العالمي لحقوق الإنسان" المزمع تنظيمه قريبا في مدينة مراكش، ردود افعال متفاوتة وسط الحقوقيين المغاربة حيث ان رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان الحبيب حاجي، إن عملية الدعم تحكمت فيها المحسوبية والزبونية، متسائلا باستغراب شديد هل جمعية حامي الدين تنشط أكثر من جمعيتنا، على المستوى الوطني، حتى يظفر بـ10 مليون ونحن لا نظفر حتى بدرهم واحد؟
من جهته قال رئيس الرابطة المغربية لحقوق الإنسان احمد راكيز، ان العمل الجمعوي عمل تطوعي نضالي بطبيعته، ولا يحتاج إلى دعم الدولة، وإذا ساعدت الدولة جمعية فثمة إن على حد تعبيره.
وأضاف راكيز أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحدها بين الجمعيات المستفيدة تحمل صفة المنفعة العامة، بحكم تاريخها والأنشطة التي أنجزتها، لكن باقي الجمعيات، لا تختلف عن باقي الجمعيات المقصية من الدعم، ما يطرح السؤال عن الخلفيات التي تحكمت في هذا التمييز، وهل هذا هو ثمن الإساءة للجمعيات الحقوقية من طرف وزير الداخلية؟ و يقول راكيز ان الرميد يعرف أنشطة جمعيتنا وقد شارك معنا في ثلاث مناسبات، كمؤطر، كما أن حركية الجمعيات يحكم عليها الواقع وليس الدولة والأشخاص، الذين تبقى تقيماتهم ثانوية، محكومة بحسابات مصالحهم الشخصية والحزبية.
وننشر لكم لائحة أسماء الجمعيات التي استفادت من دعم وزارة العدل والحريات المقدر اجماليا بقرابة 200 مليون سنتيم، وزع عليها بشكل متفاوت، بين 10 جمعيات حصلت كل واحدة منها على 10 ملايين سنتيم، و11 جمعية حصلت كل واحدة منها على مليوني سنتيم، فيما الباقي حصلت كل واحدة منها على خمسة ملايين سنتيم.
وحصلت كل من "العصبة المغربية لحقوق الإنسان" "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" "المنظمة المغربية لحقوق الإنسان" "منتدى الزهراء للمرأة المغربية" جمعية عدالة من أجل الحق في محاكمة عادلة" "النقابة الوطنية للصحافة" جمعية هيئات المحامين بالمغرب" "منتدى الكرامة لحقوق الإنسان" "منتدى الحقيقة والإنصاف"، الإتحاد الوطني لنساء المغرب"، على 10 ملايين سنتيم.
وحصلت 11 جمعية كل واحدة منها على مليوني سنتيم، وهي "الهيئة الوطنية لحقوق الانسان"، "جمعية إعلاميي عدالة"، "منتدى مغرب الكفاءات"، "جمعية عبور للجالية المغربية المقيمة بالخارج"، "الجمعية المغربية للنساء التقدميات الدار البيضاء"، "جمعية الباتول لرعاية الفتات والاسرة"، "جمعية الكرامة لحماية المرأة"، "جمعية ام قاسم المرادية" (اسفي)، "جمعية ربيع الأسرة للتنمية والتضامن"، "المنظمة المغربية لحماية الطفولة والشباب" (كلميم)، "شبكة الأمل للإغاثة والتنمية المستدامة" (الحسيمة).
أما الجمعيات التي حصلت كل واحدة منها على مبلغ 50 ألف درهم فهي "المرصد المغربي للسجون" (الدار البيضاء)، مركز حقوق الناس (فاس)، مركز الشروق للديمقراطية ( محمد أوجار الأحرار)"الهيئة المغربية لحقوق الإنسان"، "الجمعية الوطنية لإصلاح منظمة العدالة" (وجدة حزب العدالة والتنمية)، "منظمة تجديد الوعي النسائي"، "جسور ملتقى النساء المغربيات"، "فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة" (فوزية العسولي الدار البيضاء)، "جمعية أمل لحركة نسائية من أجل حياة أفضل"، "شبكة نساء الأطلس" تافيلات (الراشيدية)، "جمعية بيتي" (نجاة مجيد)، "مركز الدراسات الأسرية والبحث في فقه القانون"، " "جمعية الرأي للدفاع عن مغربية الصحراء محتجزي تندوف"، "المنتدى الصحراوي لمناهضة التعذيب والميز العنصري"، "الشبكة الامازيغية من اجل المواطنة".
ونسبة إلى مصادر حقوقية فإن الدعم بني على أساس مشاريع تقدمت بها هذه الجمعيات، وقد تقدمت 90 جمعية بـ92 مشروع، حيث تقدمت جمعيتين بمشروعين لكل واحد منها.
يشار إلى أن جمعيات حقوقية عديدة استاءت من إقصائها من هذا الدعم، معتبرة الأمر تمييزا ضدها.
مواضيع ومقالات مشابهة