عن بنالصديق لـ حميد المهداوي
عندما اتصل بنا الصديق المحترم والموثوق المعطي منجب طالبا منا الإنتقال بسرعة إلى مكان إصابة بن الصديق لم نتردد في نشر الخبر ونشرناه وفقا للمعطيات الحصرية التي مدنا بها المعطي وإن كانت على درجة خطورة لأننا نثق في المصدر، قبل أن يتصل السيد المعطي ويطلب سحب اسمه بحجة أن "الحرية الآن" ستنجز تقريرا في الموضوع، قبل أن ننتقل إلى المستشفى حيث ظللنا هناك من الساعة الثانية عشر زوالا إلى الساعة التاسعة ليلا وليس في بطننا سوى حلوى صغيرة تناولناها في وجبة الفطور.
وحين سمعنا على لسان طبيب، وهذا بحضور مدير مجلة "وجهة نظر" عبد اللطيف حسني وعضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الشهداني، بأن بنالصديق تكلم واخرج لسانه وذكر أنه أكل شيئا ربما كان سبب تسمم، لم نتوانى في نشر الخبر وقلنا إن بن الصديق خرج من دائرة الخطر، وحين صدرت نتائج الفحوصات الطبية لم نتردد في نشر خبر يفيد أن بن الصديق فقط تعرض لنزيف داخلي، دون أن نغفل ما ذكره طبيب بحضور المذكورين أعلاه من ان بن الصديق اخرج لسانه وتكلم، رغم خطورة هذين الروايتين، ولكن الامانة الصحافية جعلتنا نقاوم المخاوف التي تستبد بكثير من الناس.
وحين كانت رواية التسمم هي الطاغية، لم يكن سوى بديل ينقل الخبر وبعض المواقع المحسوبة على رؤوس الأصابع، وحين ظهرت رواية النزيف الداخلي، أصبحت بمثابة بيان حقيقة تتسارع المواقع والجرائد لنشره...
المؤلم في الحكاية أنه بدل أن نُشكر على هذا العمل ونشجع على الإستمراراية فيه وجدنا انفسنا أمام أشخاص يتقمصون دور النيابة العامة متهميننا بنشر الرعب بين المغاربة، مستبقين الأحداث للحكم على ما جرى لبنالصديق بناء على فحوصات الطبيب، التي قد لا تكون حقيقية وقد تكون حقيقية، ولنا في التاريخ تجارب كثيرة لنتائج تقارير طبية عديدة في مثل هذه المواقع...
من حق الجميع أن ينتقد ويقوم سلوكنا إذا اعوججنا فلسنا ملائكة فقط أن يكون ذلك النقد باحترام وبكلمات فيها رائحة من الرجلةوالنضج والمسؤولية فقد تذر بعض العبارات على صاحبها ضحك الأرض وإعجابها ولكنه لا يدري أنها تذر عليه لعنات التاريخ والوطن والسماء...
حميد المهداوي
حميد المهداوي
مواضيع ومقالات مشابهة
