عرض الفيلم الوثائقي لانتفاضة "ريف 58-59" للمخرج طارق الإدريسي بامزورن
كانت العديد من الفعاليات و الهيئات السياسية و الثقافية و المدنية و عموم ساكنة مدينة امزورن على موعد عرض الفيلم الوثائقي "ريف 58-59" كسر جدار الصمت للمخرج طارق الإدريسي الذي يوثق للانتفاضة الريف 59/58، يوم الاحد 16 نونبر الجاري، بقاعة الندوات بالمركب البلدي للتنشيط الثقافي و الفني بإمزورن، تحت إشراف جمعية الريف للذاكرة و التراث بعد الترخيص له مؤخرا من المركز السينمائي المغربي.
الشريط الوثائقي "تكسير جدار الصمت"، يعتبر اول فيلم يتعرض لأحد الطابوهات التي لم يسبق لاي عمل فني ان تطرق لهذه الحقبة من تاريخ المغرب، وكان من الواجب تكسير هذا الجمود والحديث عن هاته الفترة التاريخية،حيث استعرض الشريط في بدايته مقتطفات عن تاريخ المقاومة الريفية ضد الإستعمار الاسباني بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي و اهم المعارك و الانتصارات التي حققتها المقاومة وصولا الى رحيل الاستعمار وبداية التوتر و الاحتقان بين الريف و القصر من جهة و هيمنة حزب الإستقلال من جهة ثانية مما أدى الى اندلاع إنتفاضة الريف 59/58 الرافضة لإستبداد حزب الاستقلال المدعوم من طرف الحكم، بقيادة الحاج سلام أمزيان و التي ووجهت من طرف الحكم بالحديد و النار بانزال عسكري كبير بمختلف وحداته بقيادة ولي العهد انذاك الحسن الثاني والجنرال أوفقير .
و بعده انتقل الفيلم اهم موضوع الرسط وهو عرض شهادات ضحايا مجازر النظام الدموية المعروفة لدى اهل الريف بـ "عَامْ إقَبّانْ" حيث تحدث شهود عيان على جرائم القتل والتعذيب و الإغتصاب و الإعتقالات بالجملة بالإضافة الى تخريب الممتلكات و إتلاف المحاصيل و إحراق الحقول الزراعية و ترهيب العجزة و النساء والاطفال بإقتحام المنازل و القرى حيث كانت الشهادات من مختلف مناطق الريف التي تعرضت للهجوم العسكري و البوليسي كعقاب جماعي للمنطقة انتقاما من اهل الريف لعصيانهم و خروجهم عن طاعة الحكم. كما تم تعزيز الشريط بقراءات تحليلية لباحثين ومختصين في العلوم السياسية والقانونية و التاريخ.
تجدر الاشارة ان الفيلم الوثائقي " تكسير حاجز الصمت، ريف 58/59" للمخرج طارق الإدريسي، المقيم ببلجيكا، وهو ابن منطقة الريف، و تلقى الفيلم دعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، والاتحاد الأوروبي ، و قد إستغرقت مدة إنجازه عامين و كلف ما يقارب الميلون درهم، و يتوفر الفيلم على تأشيرة المركز السينمائي المغربي رغم تاخر هذا الاخير على الترخيص له لطلب المخرج بحذف بعض فقرات الشريط ، و هو الأمر الذي لم يستجب له المخرج وفي النهاية يتم التاشير للشريط لعرضه في الصالات السينمائية والقاعات العمومية بالمغرب.
و قد تم عرض الفيلم ايضا يوم السبت بإحدى قاعات فندق أمنية بويرتو بطنجة تحت إشراف جمعية ثويزا. في حين منعت السلطات المحلية بالحسيمة عرض الفيلم الوثائقي رغم تاشيرته من طرف الجهات المعنية؟؟؟
متابعة:يحيى أمين
مواضيع ومقالات مشابهة
